منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول إذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام إلي أسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

إدارة المنتدي




انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول إذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام إلي أسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

إدارة المنتدي


منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أوبامــا.. وإستراتيجيــة نصــب الأفخـــاخ

اذهب الى الأسفل

أوبامــا.. وإستراتيجيــة نصــب الأفخـــاخ Empty أوبامــا.. وإستراتيجيــة نصــب الأفخـــاخ

مُساهمة من طرف السهم الناري الجمعة أكتوبر 03, 2014 8:08 pm



أحمد الشرقاوي
**************************
من "إستراتيجيـة الحـرب" إلى "إستراتيجيـة الصبـر"
"علينا أن نتحلى بصبر إستراتيجي".. هذا ما قاله الرئيس 'أوباما' قبل يومين، حين ادعى كذبا أن المخابرات الأمريكية أخفقت في تقدير خطر "داعش" بالعراق وسورية..

بدليل، أنه لم يطالب رئيس المخابرات بتقديم إستقالته بسبب هذا الخطأ الفظيع الذي بنيت عليه إستراتيجية دولة عظمى، وأقامت على أساسها تحالفا من جوقة صانعي الإرهاب في المنطقة والغرب، وشرعت في حملة قصف عسكرية، تبدو كمسرحية استعراضية لألعاب نارية بهلوانية لا تجدي نفعا في محاربة الإرهاب من دون قوة بريـة على الأرض لمواجهته في الأوكار ومطاردته في المجارير.

إن جوهر الإستراتيجية الأمريكية منذ البداية، كان يقوم على جر رجل إيران لمستنقع مواجهة الإرهاب بجيشها في العراق، ما يوفر الظروف المثالية لإيقاض حرب سنية شيعية كلما حاولوا إشعالها أطفأها الله.. كما أن تجربة سورية أكدت أن الحرب على الإرهاب خاسرة إذا استمر تدفق التكفيريين، وإيران ليست غبية لتأكل من هذا الطعم، بل هي تستهدف مصالح من يستثمرون في الإرهاب لتخريب محور المقاومة، وتطوق رؤوس الفتنة والشر مثل "السعودية و إسرائيل"، وتحذر من أن اللعب بالنار سيحرق المنطقة برمتها، وتتحضر للمواجهة الكبرى، ليقينها أنها هي المستهدفة بالنهاية، لأنه إذا سقطت العراق وسورية سقطت طهران وتبعتها موسكو وبيكين، ليسود الظلم والظلام.

وبالتالي، فالذين يتساءلون، لماذا لم تشكل موسكو وطهران حلفا شرعيا لمحاربة الإرهاب بدل أن يتركوا الساحة لمحور المآمرة يعبث بأمن ومصير المنطقة؟.. يطرحون سؤالا مشروعا، لكنه سؤال سادج، لأنه يقترح حلا لظاهرة "داعش" التي لا تمثل جوهر المشكلة، بل هي مجرد أداة وظيفية لتحقيق أجندات الأسياد الخبيثة.. وبالتالي، فالمنطق، والعقل، والحسابات الإستراتيجية، تحتم على محور "بيكين – غزة" مواجهة الرؤوس الحامية أصحاب المؤامرة الذين لا شغل لهم إلا نصب الأفخاخ وإدارة التوحش من الخلف.. وإلا سيظل القتل بين الشعوب العربية والإسلامية هو أسلوب الحوار الطاغي إلى أن يهزم الجميع وينتهي عصر "داعش" وعصر "العرب" معــا.. لأن من يفضل حياة الذل على الموت بشرف أو العيش بكرامة، لا يستحق الحياة في عالم لا يرحم الضعفاء ولا يحترم إلا الأقوياء، وهذه هي سنة التاريخ التي لا تتبدل ولا تتغير.

إيران التي تعلمت الصبر من حياكة السجاد، لا تتصرف بردات فعل متسرعة.. إنها تمتص الضربات، تستوعب، تدرس، تحلل، تنسق مع حلفائها ومحورها، تراقب التطورات وتلعب على التناقضات (بين تركيا والسعودية)، وتحضر سيناريوهات المواجهة، وتختار اللحظة المناسبة لتفجير المفاجأة تلو المفاجأة، وهي في غير وارد أن تدخل في حرب لتقتلع الأشواك التي زرعتها أمريكا والسعودية ومن معهما.. فليطهروا زبالتهم بأيديهم حين تحل بديارهم، أما العراق وسورية ولبنان فقادرين على مواجهة الإرهاب من دون مساعدة صانعيه وداعميه.

وإذا كانت المخابرات الأمريكية قد قدرت عدد الإرهابيين في العراق وسورية بـ 15000 فقط، فهذا رقم صحيح، وبالتالي هي لم تخطأ كما قال 'أوباما'.. وكيف لها أن تفعل وهي تعرفهم عدا وفردا، لأنها هي من دربتهم وسلحتهم ودعمتهم وتقودهم لينفذوا أجنداتها.. وتجذر الإشارة هنا إلى أن لعبة الأرقام هي لتضييع الحقيقة، لأن الحقيقة تقول، أنه بالفعل هناك 15 ألف من القادة والأمراء والأطر والتقنيين الداعشيين المحترفين والخطيرين كما قال الجنرال ديمبسي قبل بدء العدوان، لأنهم تلقوا تدريبا عاليا على التوحش.. في الأردن وتركيا وقطر وإسرائيل وأمريكا نفسها.

وحين يقول العراق أن عددهم يقدر بحوالي 50 ألف، ثم تقول مصادر سورية أن المجموع في سورية والعراق وصل حوالي 80 ألف، تم تتحدث تقارير أخرى عن 100 ألف ويزيد، فالكلام هنا هو عن الإستقطاب والتجنيد والتحاق آلاف المتطوعين من كل أصفاع الأرض بتركيا لمساندة "داعش" في حربها ضد الصليبيين، بعد النداء الذي أطلقه خليفة المغفلين.

هذا بالإضافة إلى أن عديد الفصائل الأخرى المقاتلة في سورية والتي كان يقدر عددها بـ 1000 فصيل من 83 أو 86 دولة.. ومن هذه المجموعات من انتهى، ومنها من انحل لضعف التمويل، ومنها من قتل، ومنها من اعتقل، ومنها من انضم إلى النصرة و"داعش" والجبهة الإسلامية/ ومنها من لا يزال يبحث له عن دور وفرصة.. واليوم يبدو أن الجميع بصدد الإستعداد للإنضمام إلى "داعش" لتوحيد بندقية القتال ضد أمريكا وحلافئها الأعراب..

وحدهم الأجانب الذين انضموا إلى "داعش" من دول الغرب وصل عددهم إلى 12 ألف، غير مئات البنات المراهقات ممن يعشقن جهد النكاح خصوصا من بريطانيا وفرنسا، وهذا رقم مهول أرعب الغرب بالفعل، لأن عودتهم ستحول بلدانهم إلى ساحات تفجير وجهاد، وهذا ما ترغب في القضاء عليه أمريكا وفرنسا وبريطانيا وكندا وإستراليا على وجه الخصوص.. أما العرب، فليذبح بعضهم بعضا، إنهم كالدجاج وحكامهم كالنعاج لا يستحقون الحياة وفق المنطق الصهيوأمريكي.

لأنه إذا كان التقويم الأولي الذي غيّـر على أساسه الرئيس 'أوباما' خطته العسكرية من القصف الجوي المكثف إلى "الصبر الإستراتيجي" كما قال، في إنتظار توريط الحلفاء لإبتزازهم ونهب مذخراتهم، مبشرا المنطقة والعالم بجيل من الحروب التي ستغير وجه الشرق الأوسط.. فهذا يعني أن إستراتيجية أمريكا لا يمكن أن يكون لها حظا من النجاح إلا إذا استلمت هي قيادة الدفة لإدارة التوحش من خلف بدل قيادة جماعية تحت مظلة الأمم المتحدة كما تطالب بذلك روسيا وإيران.. الأمر الذي يستوجب حتما من الناحية العملية، توريط الحلفاء في مستنقع المنطقة بعد أن فشل التهويل في إستدراج إيران للفخ.

أوباما لا يستطيع بعث جنود بلاده لمحاربة "داعش" وحزبه على أبواب الإستحقاقات النيابية النصفية بعد شهر ونيف، وإستطلاعات الرأي تقول أن 74 % من الأمريكيين يرفضون عودة بلادهم في حرب ثالثة إلى العراق.

ولعل المفاجأة الغير سارّة التي تلقاها 'أوباما'، هو أن الغارات الجوية على معاقل "داعش" الفارغة كانت مهزلة ولم تغير من الواقع شيئا، وأن قتل بضع عشرات من الدواعش لا يبرر الكلفة العالية للعمليات، وأن العقل الإستراتيجي الذي يخطط للحروب في البنتاغون، قد أعمته الأجندات السرية عن وضع إستراتيجية منطقية، متناسقة، وقابلة للتنفيذ بمساهمة الدول التي تحارب الإرهاب فعليا ولها جيوش قوية على الأرض كسورية مثلا.

وها هم الخبراء في الولايات المتحدة يقولون أن الغارات الجوية استنفذت بنك أهدافها في أسبوعها الأول، وأنه يستحيل ملاحقة جيوش داعش التي اختلطت بالسكان المدنيين على امتداد جغرافية "الدولة الإسلامية" من عرسال اللبنانية إلى تكريت العراقية مرورا بالشمال السوري، حيث يقدر عدد سكان هذه المناطق التي تمثل بيئة حاضنة للإرهاب بأكثر كثيرا من سكان "الدولة الإسلامية" التي أعلنها البغدادي أول مرة وكانت تضم حوالي 8 مليون نسمة، أي ضعف سكان لبنان.

هناك من الخبراء من يقول اليوم، أن إستمرار حلف أمريكا "السني" كما أرادته إدارة 'أوباما' أن يكون، لن يصمد طويلا لسببين: الأول، أنه لن ينجح في جر رجل إيران لحرب مذهبية غبية تشتهيها السعودية. والثاني، انقلاب السحر على الساحر كما تبدو بعض مؤشراته اليوم، خصوصا في الأردن والسعودية والكويت، وتشير معلومات إلى أن ما بين 1000 و 1500 أردني سلفي تسللوا مؤخار لمملكة الرمال بأسلحة خفيفة ومتوسطة وذخائر كثيرة، وأن في المهلكة عديد الخلايا النائمة في إنتظار الواقعة، خصوصا وأن السعودية هي معقل الفكر التكفيري في العالم، والإرهاب ماركة مسجلة باسم آل سعود الذي استثمروا في الوهابية عبر العالم ما لو استثمروا بعضه في التنمية لكان العالم العربي في غير ما هو عليه اليوم.

ولا ندري ماذا سيفعل الله بالبحرين والمنطقة الشرقية وجنوب السعودية بعد الذي حدث في اليمن، وباركته السعودية بميعية مجلسها الخليجي، ثم أستفاقت لتدرك أن ما حصل، وإن كان ينهي الخطر "الإخواني" المتمثل في حزب الإصلاح، إلا أن اليمن شعبا وجغرافية ومشورعا أصبح في المكان الذي تشن عليه السعودية الحرب، فأوعزت لكلابها في القاعدة أن أشغلوا "الحوثي" بحرب تفجيرات لا هوادة فيها، معتبرة أمن اليمن من أمنها، وأن ما حصل كان بأيادي خارجية.. تماما كما حصل في العراق، حيث باركت رحيل 'المالكي' ورحبت بقدوم 'العبادي'، لتكتشف بعد حين أن الأخير لا يختلف عن الأول في ما له علاقة بخيارات العراق الإستراتيجية.. فأكلتها مرتين.

إن ما فعله الأعراب الأغبياء، هو أنهم حسموا خيارهم الإستراتيجي الأخير فقرروا الإنتحار، وأصبحوا أعداء محور المقاومة، وداعش، والإخوان، والسلفين، والعروبيين، والقوميين، والشيوعيين، والمسيحيين والمسلمين الشرفاء سنة وشيعة، بل حتى الدهماء من العامة يكرهون اليوم السعودية، ولا نتحدث عن الشعوب الغربية.. فكيف يمكن أن يخرج الأعراب الصهاينة من هذا الفخ المظلم والعميق الذي استدرجتهم إليه أمريكا، بعد أن دمرت دينهم بمعاولهم وشوهت سمعتهم وحولتهم إلى كائنات أقل قيمة من الجرذان؟..

ولأن العرب لا إستراتيجية لهم، يجذر بنا تسمية مقامرتهم هذه بـ"إستراتيجية الإنتحار"، لأنهم واهمون إذا كانوا يعتقدون أن أمريكا ستدافع عنهم أو ستحمي عروشهم من السقوط، بل ستتخلى عنهم وترميهم كماديل من ورق حين يفشلون، وهذا ما حذرهم منه رئيس البرلمان الإيراني السيد 'لارجاني الثلاثاء.. هذه الحقيقة تعرفها السعودية، وأقر بها كبار أمراء الزيت حين أعربوا في أكثر من مناسبة عن شكهم في ما تقوم به أمريكا وعدم ثقتهم في مخططاتها.. فاتجهوا صوب "إسرائيل" عسى أن تشفع لهم لدى الأمريكي كي يظلوا في عروشهم، مقابل الإنفتاح على السرطان، ولتذهب فلسطين إلى الجحيم.

وإذا كانت إيران تتعامل مع السعودية بسياسة الوخز بالإبر حتى لا تألمها كثيرا، وتقول أنها لا تريد أن تدفع بمملكة الجهل والظلام للإرتماء كليا في أحضان "إسرائيل".. فإن الوقت قد فات، والسعودية و"إسرائيل" هما اليوم وجهان لعملة واحدة، تصرفها أمريكا في خراب محور المقاومة وشركائه الدوليين.

أن يرتد الإرهاب على أصحابه، هو حتما أمر يخدم مصلحة محور المقاومة.. كما أن عدم محاربة الجيش العربي السوري لـ"داعش" عندما كانت تخوض حروب التصفية ضد الجماعات الأخرى، هو أيضا خدم إستراتيجية الجيش العربي السوري في تلك المرحلة.. لكن دخول أمريكا وجوقتها من دون إذن من الحكومة السورية أو قرار واضح وصريح من مجلس الأمن، برغم الضمانات التي قدمتها أمريكا لإيران وروسيا بعدم إستهداف الجيش العربي السوري ولا مقرات الحكومة، لا يخدم سورية نظاما وجيشا وشعبا.. والخطر ليس من الجو، بل من الأرض، لأن من يملك الأرض ينتصر، ومن يخسرها يخسر الحرب، والصراع الدائر اليوم هو على الحدود الجديدة بعد أن سقطت القديمة بحكم الواقع.

ولعل هذا النوع من التفكير الإستراتيجي المعقد لدى الرئيس السوري في مواجهة الأخطار والتحديات بصلابة وثقة وثبات، هو الذي حدى بالعقيد المتقاعد من الجيش الأمريكي، 'ريك فرانكونا'، الذي يعمل اليوم محللا للشؤون العسكرية لدى قناة CNN الأمريكية للقول: "نشعر بالذهول لمقدار الذكاء والفكر الاستراتيجي الذي يظهره الأسد، نحن نعلم أن والده كان لديه هذا النوع من الذكاء، لكننا متفاجئون من أن الابن قد تطور بدوره ليصبح زعيما ميكيافليا كما هو اليوم". ولعل هذه الشهادة الشجاعة من رجل خبر الحروب زمنا طويلا ويعرف عما يتحدث، كافية لفهم سر هدوء 'الأسد' وابتسامه في وجه زواره طوال الوقت، وكأن ما يحدث لا يشكل خطرا وجوديا على نظامه وبلاده، وكأن لديه من الضمانات ما يجعله مرتاحا إلى أن سورية لن تسقط حتى لو سقط الشرق الأوسط كله.

وحيث أن المنطقة لن تنتظر أشهرا إلى أن يكمل 'أوباما' إعداد جيش المعارضة "المعتدلة" التي ستحارب "داعش" في سورية، فإن تركيا و"إسرائيل" قد قاموا باللازم في هذا الباب، وأعدوا جيوشا من الدواعش المعتدلين في الشمال والجنوب، ليكونوا نواة جيش الثورة السورية الجديدة.

تركيا كانت تدرك أن مثل هذه الثغرات ستوصل "التحالف" إلى طريق مسدود، فرفضت التوقيع على بيان جدة وبيان مؤتمر باريس، وصعدت من ثمن مشاركتها لإدراكها أنها القوة العسكرية التركية الكبيرة والوحيدة القادرة على شن عدوان بري على العراق وسورية، لكن شريطة أن توافق واشنطن على السماح لها بخلق منطقة سمتها "آمنة" لإستقبال المهجرين والنازحين، بدل "منطقة عازلة" التي تستوجب إستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي، وهو أمر تعرف تركيا أنه مستحيل المنال بسبب معارضة روسيا والصين.. لكن إقامة "منطقة آمنة" لا يمنع من تحويلها بحكم الأمر الواقع، ومن مدخل إنساني للدفاع عن النازحين، إلى منطقة عازلة ومحظورة الطيران أيضا.

وتركيا وإن كانت استصدرت قرارا من الابرلمان الخميس بالموافقة على مغامراتها العسكرية في العراق وسورية، و وضعت 15 دبابة على الحدود، وأوعزت لـ"داعش" بحصار جنودها في قبر جد العثمانيين السلاجقة المقبور 'سليمان باشا'، ومهاجمة قرى ومدن الأكراد في الشمال السوري... وغيرها من التحضيرات التي توحي بأن الأمر جدي، وأن أردوغان عازم على الحسم العسكري في سورية والعراق أيضا، ليضرب عصفورين بحجر واحد: "الأكراد و الأسد".. إلا أنها لا تستطيع التحرك من خارج المضلة الأمريكية والأطلسية..

كما أن روسيا حين قالت أنها لن تتدخل عسكريا لمحاربة الإرهاب، فهذا لا يعني أن أسطولها قبالة السواحل السورية جاء للإستعراض، وأنه سيظل يتفرج على ما تقوم به تركيا من إنتهاكات لسيادة دولة عضو في الأمم المتحدة، وسيكون تدخلها حينها حاسما ورادعا، لأنها تعرف أن 'أوباما' يهوى ممارسة سياسة حافة الهاوية، لكن عندما يجد الجد يتراجع خوفا من أن تنفلت الأمور.. والأخطر من لعبة البوكير الأمريكية، أن روسية مضطرة للعودة للعبة الروليت الروسية القديمة التي أتقنها 'بوتين' خلال عمله بالـ"كي جي بي" إبان الحرب الباردة، وهو مدرك تمام الإدراك، أن هذه الحروب الممتدة من ليبيا إلى سورية فأوكرانيا فالعراق فهونغ كونج من مدخل الديمقراطية، ليست سوى قفزات سريعة في لعبة الشطرنج الدولية، وأن عدم تدخلها للجم مغامرات حلفاء أمريكا في المنطقة وعلى رأسهم تركيا الأطلسية، سيوصل الإرهاب إلى موسكو والقوقاز والصين أيضا.

لكن قيام "إسرائيل في الجهة المقابلة بتنفيذ نفس المشروع التركي وفرضه كأمر واقع، من خلال السماح لجبهة "النصرة" والمجموعات المنضوية تحت عبائتها كـ"لواء الفرقان" و"لواء الحرمين" والجيش الحر وغيرهم.. يؤكد أن ما يتحضر لسورية هو بالغ الخطورة ومدخل حتمي للتقسيم، في حال رفضت سورية الخضوع للإبتزاز والقبول بوصفة سياسية على شاكلة الفدرالية العراقية، وإنهاء إرتباطها بإيران والمقاومة.. هذا هو الثمن المطلوب وإلا فدونه الخراب.

وها هي "إسرائيل" تسقط طائرة سورية لتبعث برسالة مفادها، أن 'تل أبيب' تعتبر نفسها عضوا في التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، لكن من الباطن، ووفق ما يخدم مصالحها، لأن الإرهاب بالنسبة إليها لا يتمثل في "داعش" و"النصرة" وغيرها، بل في المقاومة وعلى رأسها الرئيس 'الأسد' الذي يدعمها.. بدليل، أنها ولتجسيد مشروعها على الأرض، سمحت لجبهة "النصرة" وأخواتها بالإستيلاء على عشرات القرى على إمتداد الشريط الحدودي من 'درعا' إلى قمة 'حرمون'، وتقدم لهم التدريب والسلاح والتطبيب والمعلومات الإستخباراتية وتغطي تموضعهم عسكريا.

والهدف العملاني كما أصبح واضحا من إقامة منطقة "طيبة الجديدة على شاكلة "طيبة" اللبنانية القديمة، هو ضرب عصفورين بحجر واحد أيضا، أي تهديد المواقع الحساسة للجيش العربي السوري التي يحشد فيها خيرة فرقه وجزء هام من أسلحته الإستراتيجية الموجهة صوب فلسطين المحتلة وصولا إلى فتح ثغرة نحو 'دمشق'، فيما تعمل قوات إرهابية مدعومة من الجيش الصهيوني بالإلتفاف على المقاومة الإسلامية في لبنان (حزب الله) من الجهة الجنوبية الغربية، تزامنا مع هجوم فلول "النصرة" و"داعش" من جرود عرسال والشمال اللبناني، ومن ثم مهاجمة حزب الله بعد وضعه في كماشة من كل الجهات، لأنه وفق ما تتوهم "إسرائيل"، هذا الطوق من شأنه إشغال الحزب عن مساندة الجيش العربي السوري في الجولان.

وفي هذا الصدد وردت معلومات إستخباراتية تؤكد أن "داعش" و "النصرة" والفصائل المنضوية تحت لوائهما، يتحضران لهجوم كبير وكاسح على لبنان.. وهو ما تعرفه إيران، وترى أن السعودية اتخذت قرارا بتفجير لبنان ردا على ما حصل في اليمن.

ولهذا السبب زار أمين عام الأمن القومي الإيراني السيد شمخاني بيروت، وعرض مساعدة عسكرية نوعية للجيش اللبنانين لم تجد الحكومة مبررا لرفضها بعد إلغاء هبة 3 مليار دولار السعودية مع فرنسا، والمماطلة والتسويف في هبة المليار دولار التي بشر بها العميل 'سعد الحريري' خلال زيارته الأخيرة لبيروت، بهدف إطلاق سراح أمير سعودي اعتقله الجيش اللبناني على خلفية ضبطه وهو يوزع مبالغ مالية لتمويل الإرهاب في لبنان، وضبط عميل أردني أيضا يوزع الأموال على الدواعش في الشمال لحساب مملكة الشر والإرهاب، وتزامن كل ذلك مع بيانات التهديدات الذي أطلقتها الجماعات التكفيرية ضد الجيش اللبناني وحزب الله من "داعش" إلى "النصرة" وآخرها كتائب عبد الله عزام الشهيرة التي ترتبط ببندر بن سلطان مباشرة، وتتواجد خلاياها بمحيم عين الحلوة وغيره.

وبهذا المعنى، فاستراتيجية "الصبر الإستراتيجي" الذي أعلن عنها 'أوباما'، تقتضي العمل بصمت والتحضير للمعركة الكبرى التي سيتولى خلالها "الإرهاب المعتدل" مهمة مللأ الفراغ على الأرض وتعديل موازين القوة، ما سيجبر 'الأسد' على القبول بالحل السياسي الأمريكي (فدرالية على شاكلة العراق) أو تفجير سورية وتحويلها إلى كانتونات طائفية ومذهبية حتى لو تطلب الأمر سنوات من الإستنزاف.

أما بالنسبة للعراق، فقد بدأ الجيش الأمريكي في تشكيل قوى عسكرية وأمنية عراقية على شاكلة "الصحوات" في مختلف المناطق، لا تتبع للحكومة العراقية، بل تعمل حصريا تحت قيادة القواة الأمريكية، وهذا هو الإستعمار المقنع الذي عاد اليوم إلى المنطقة من بوابة محاربة الإرهاب.

رئيس الحكومة العراقية الجديدة السيد 'حيدر العبادي'، لجأ إلى إيران وسورية وروسيا، ورفض أي إنزال بري لعمليات عسكرية في بلاده، وقال أن الجيش العراقي وقوات الدفاع الشعبي قادرين على دحر الإرهاب من دون مساعدة من جيوش أجنبية، وأن ما يحتاجه العراق هو السلاح.. ومعلوم أن إيران كانت ولا تزال تزود العراق بما يحتاجه من سلاح ومعدات وخبرة وإستشارات لمواجهة الإرهاب على الأرض، وأن روسيا بدورها قدمت السلاح، كان آخره الأربعاء، حيث استلمت بغداد أحدث منظومة للدفاع الجوي الإستراتيجي "تور إم" ودفعة ثانية من طائرات الهليكوبتر المقاتلة المتطورة من نوع (مي 28 و مي 35).. هذا في الوقت الذي رفضت أمريكا تسليم طائرات "إف 16" المتعاقد بشأنها منذ سنوات والمدفوعة القيمة سلفا (3 مليار دولار)، وتبتز الإدارة الأمريكية بغداد مطالبة بزيادة مبلغ مليار دولار مقابل خدمات الصيانة كشرط للتسليم.

لكن الجديد اليوم، هو ما سبق وتحدثنا عنه في مقالة سابقة، حين ذكرنا بنبوءة الأسد قبل سنتين تقريبا، حين قال أن "العامل الكردي هو المفجر للصراع في تركيا مستقبلا".

وها هو حزب العمال الكردستاني يعلن النفير العام للدفاع عن عين العرب من هجوم دواعش تركيا.. وها هم الدواعش قاب قوسين أو أدنى من دخول مدينة العرب وارتكبوا على الأبواب جرائم بشعة في حق الشباب والنساء والأطفال.. وها هو الزعيم 'أوجلان' يقول من سجنه، أن إرتكاب الجرائم في حق أكراد سورية هو نهاية إتفاق السلام بين الأكراد وسلطان الدواعش 'أردوغان، ما يعني العودة لحمل السلاح والدفاع عن الوجود والمصير.

إنهم يمكرون ويمكر الله، ومكر الله أكبر...
السهم الناري
السهم الناري
المراقب العام
المراقب العام

ذكر
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى