تتصارعون...على ماذا ؟
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
تتصارعون...على ماذا ؟
أحمد الحباسى
إسرائيل هذه العصابة التي شغلت العالم و حولت منطقة الشرق الأوسط بأكملها إلى بؤرة صراع دموي مميت ليست خرافة أو مجرد حلم مزعج ، إسرائيل اليوم واقع مر عاشته و تعيشه و ستعيشه الأجيال العربية ، و إسرائيل لا تترك للعرب خيارات مناورة كثيرة ، فقط ، هناك خياران أحلاهما مر ، خيار التطبيع و الاستسلام و القبول بالهزيمة التاريخية التي تفرضها القوات الصليبية الغربية أو خيار المواجهة مع ما يستدعى ذلك من تضحيات في ظل مناخ دولي غير متوازن و غير مناسب ، يظهر أن خيار المواجهة لا يستهوى أغلب الدول العربية التي قدمت منذ أجيال أوراق اعتمادها للإدارة الأمريكية كسفراء فوق العادة لدى النظام الإرهابي العالم الذي يسعى لاستنزاف عناصر القوة العربية و تدميرها في كل عناوينها .
على مراحل تاريخية متعددة تشكلت قوى عربية تطالب بالوحدة و الاتحاد للتصدي للغزو الصليبي الصهيوني ، و في مناسبات عربية كثيرة رفعت شعارات رنانة تطالب بعدم الاستسلام للعدوان الغربي الصهيوني على الأمة العربية في عنوانه الفلسطيني ، هذا على الورق كما يقال ، لكن التدقيق و المتابعة تؤكدان أن لا شيء تحقق فعلا على أرض الواقع و بقيت هذه المحاولات و الشعارات لا تساوى مجرد الحبر الذي كتبت به في مجالس الجامعة العربية ، و من يستذكر تلك ” المناكفات” المزرية السخيفة بين الزعماء العرب في قمم الجامعة يستنج بلا عناء حالة الانحدار السلوكي و الأخلاقي لأغلب “القادة” العرب و ينتهي طبعا إلى قناعة بأن حال الأمة العربية سينتهي إلى كارثة على المدى المتوسط ، و هو ما يحصل الآن بكل التفاصيل المعلومة.
في الحقيقة ، من عادات الصغار الصراع في أيام البرد على اللحاف،هذا فعلا ما يحدث في فلسطين ، الجميع ترك القضية المركزية و بات يتصارع على اللحاف ، و اللحاف هنا هي السلطة أو الرغبة في الاستفراد بالسلطة حتى لو كانت هذه السلطة مجرد وهم و خيال لا يراه إلا بعض المتهافتين على صراع أبناء الوطن الواحد ، فلا فتح التي تخضع لضغوط مكبلة من دول عربية تخدم المشروع الصهيوني استطاعت أن تقدم للشعب الفلسطيني المنكوب بواسطة سلسلة المفاوضات العبثية مع الكيان الدولي الغاصب مشروعا قابلا للحياة و لا حماس المنضوية تحت عباءة التيار ” الإسلامي ” الإرهابي الإخوانى المتشابك مع المصالح الصهيونية الأمريكية كسبت معركة الإطاحة بالسلطة الفلسطينية لإقامة دولة الخلافة التي تشبه في كثير من التفاصيل المزعجة دولة أبو بكر البغدادي المنصبة منذ أيام في بلاد ما بين النهرين .
استسهلت حركة حماس إطلاق الشعارات “الكبيرة” بعد أن سبقتها حركة فتح إلى هذا الصنيع الفاجر ، لكن على أرض الواقع لم تطبق الحركة كما حال جماعة الإخوان عبر التاريخ أيا من الشعارات البراقة التي تطلقها لجذب اليائسين من حال الأنظمة العربية المتشابكة المصالح مع الصهيونية العالمية ، ولان حلم هذه الحركة فقط هو الحصول بكل الأثمان الباهظة و بكل الطرق الخبيثة على مجرد ” قطعة أرض ” لإنشاء حلم دولة الخلافة ، فقد قامت هذه المنظومة الفاسدة بكل المتاح و غير المتاح من الخزعبلات سواء بالدخول في معركة كسر العظم مع فتح أو مع مؤيدي نظام التساهل العربي أو بإطلاق حملة إعلامية عبر وسطاء إعلاميون متعددون لتشويه السلطة الفلسطينية ، كل ذلك من أجل الاستفراد باللحاف الممزق الذي يستر ما تبقى من العلاقة ” الأخوية ” بين فصيلى التنازل عن الحقوق الفلسطينية .
عيب المواطن العربي في كل الدول العربية أنه المتفرج الدائم على ما يحصل رغم أنه المتحمل الوحيد لنتائج الصراعات بين “الكبار” ، عيبه أيضا أنه “مسالم ” فكريا بشكل مزعج بحيث ينجذب بسهولة إلى كل الأطروحات المعروضة عليه حتى لو كانت هذه الوجبات مسمومة و عسيرة الهضم ، عيبه أيضا أنه وثق بكل هذه الآفات السياسية التي تتحكم في المشهد العربي منذ سنوات دون أن يسعى إلى إزاحتها من المشهد بكل الطرق الديمقراطية الممكنة ، عيبه أخيرا ، و ليس آخرا ، أنه لم ينتبه إلى حقيقة مشروع حركة حماس الحقيقي و أقتنع من البداية بهذا الضخ الإعلامي الموجه لإقناعه بالانصهار في مشروع دولة الخلافة مع أن القضية و انتزاع الحقوق الفلسطينية لا يحتاجان إلى خليفة يستمع إلى العكاظيات الشعرية المادحة بل إلى فكر ملتزم مقاوم و خطة مقاومة واضحة .
في فلسطين اختلطت الأمور على أصحاب الشأن ، فتحولت المقاومة لدى البعض أمرا و فعلا عبثيا ، هذا ما تقوله السلطة على الأقل ، و تحولت المقاومة لدى البعض الآخر مجرد وسيلة مناورة و كسب أصوات لفائدة مشروع إنشاء دولة الخلافة ، هذا ما يحدث لدى حماس كما يشهد كثير من المراقبين للوضع ، حماس و فتح يكذبون على الشعب الفلسطيني ، فلا السلطة لها مشروع فلسطيني و لا حماس لها مشروع فلسطيني، كلا الطرفان يبحث عن سلطة بمقاييس مختلفة و في نطاق تحالفات إقليمية دولية مختلفة ، المثل المعروف يقول أن كل الطرق تؤدى إلى روما ، في حقيقة الأمر، المقولة لا تصح لان كل الطرق لا تؤدى إلى قيام الدولة الفلسطينية طالما يجذب الصغار اللحاف بهذا الشكل القذر .
السهم الناري- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي
مواضيع مماثلة
» ماذا سمع الإبراهيمي في طهران؟
» ثم ماذا بعد ..!؟
» ماذا بعد «داعش»؟
» ماذا بعد عدرا؟
» ماذا لو لم تُهزم داعش؟
» ثم ماذا بعد ..!؟
» ماذا بعد «داعش»؟
» ماذا بعد عدرا؟
» ماذا لو لم تُهزم داعش؟
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:32 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة سجلات الأعمال الإحصائية للبلدان العربية|قطاع التامين:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:31 pm من طرف ايمان محمد
» دورة إدارة وبرمجة وتخطيط وجدولة وضبط المشاريع بإستخدام الحاسب الالي MS Project و بريمافيرا:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:23 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تخطيط وتطبيق مكاتب إدارة المشاريع والتحضير لشهادة مدير مشاريع محترف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:19 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة إتصالات ومخاطر وتوريدات المشاريع|إدارة المشاريع:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:16 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تطبيقات الحوكمة فى القطاع المصرفى Governance|البنوك والمالية:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:07 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة مبادىء وإعداد القوائم المالية فى القطاع المصرفى|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:04 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة وتحصيل الإشتراكات التأمينية|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:02 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة استراتيجيات وتقنيات اعداد وادارة العقود والحد من المخاطر المالية والقانونيةالقانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:57 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة الأســـس الفنيـــة لصياغــــة عقـــود المقـــاولات الإنشائيـــــة|القانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:54 pm من طرف ايمان محمد