جوبر تسقط.. هل من مغيث ؟

بعد عامين على احتلال المجموعات الارهابية لحي جوبر المحاذي لدمشق و استخدامه منصة لاطلاق قذائف الموت ( الهاون ) على المدنيين الأبرياء في دمشق, اتخذت القيادة السورية قرار الحسم فزغرد سكان العاصمة السورية فرحاً, خلال الفترة الماضية استطاع الجيش السوري التقدم بشكل كبير في حي جوبر, رغم اكتظاظه العمراني و المفخخات و الانفاق التي جعلت من جوبر مدينة تحت الأرض.

مصدر عسكري أكد لأوقات الشام بأن مسلحي جوبر يلفظون أنفاسهم الأخيرة و الحي على مشارف العودة الى سلطة الدولة السورية خلال أيام, تأتي هذه التصريحات مع تمكن وحدات الحرس الجمهوري من فصل جوبر عن زملكا أمس مما جعل المسلحين الموجودين في جوبر تحت حصار خانق.

المكتب الاعلامي في حي جوبر الدمشقي و الذي يمثل الصوت الاعلامي للمسلحين في جوبر, غابت عن صفحته هذه الأيام منشورات التفاخر بالصمود الأسطوري و أحلام الدخول الى مدينة دمشق, لقد أعلن المكتب الاعلامي في جوبر الهزيمة بمنشور تعودنا على رؤية ما يشبهه من المناشير قبل تحرير القصير و القلمون مما ينبئ بقرب تحرير الحي الدمشقي من الارهاب.

وهنا نسأل نحن في وكالة أوقات الشام الاخبارية المسلحين في جوبر من أبناء الحي: ما الذي جنيتموه من ارتمائكم في أحضان الارهاب سوى قتل الاطفال و الابرياء بقذائفكم و استجلابكم الحرب الى حيكم ؟ لم تتسبوا سوى بتدمير الحي و ضياع ممتلكات أهلكم و مقتل الابرياء في حيكم أما من حرضكم فبالتأكيد يصرف ملايينه التي جناها منكم في دولة أوربية أو خليجية ما.

ننقل لكم بيان اعلان الهزيمة الذي نشره المكتب الاعلامي في جوبر قبل قليل:


بسم الله الرحمن الرحيم

(وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير)

في اللحظات الأصعب على مدينة جوبر مابين مطر السماء ومطر القذائف ومحاولات التقدّم من قبل جيش النظام ...

يستمرّ صمودها وصمود مقاتليها حتى اللحظة ولكن ..
نضطر آسفين لذكر التخاذل الذي يستمر مع استمرار الاشتباكات واستمرار الصمود .
يا مَن ناديتُم بأنّ شهدائنا ليسوا أرقاماً، وعاهدتمونا على إحياء أرواحهم بنُصرة قضيّتهم، ووعدتمونا بدعم جهاد شبابٍ بعمر الورود

لسنا بصدد التباكي على الثغرة التي يحاول الجيش الدخول منها ..
أو على الأرض التي لن نسمح بأن تكون لقمة سهلة ..

ومن منابرنا على الأرض، هنا حيث نرابط على الثغور، نوجِّه ليس اللّوم والعتاب، ولكن محاكمة الضمير وإخلاص الجهاد في نفوس كلّ من تركنا اليوم، لنواجه الموت البطيء بأشكاله !!

نلوم ونعاتب القيادة الموحدة وجميع الفصائل العاملة في الغوطة الشرقية على تركها لنا في مواجهة السيل ..
وعدم قيامها بواجبها، في الوقت الذي بلغ الأمر أقصاه ومابعد أقصاه ..

وقد تعبنا من النداء والمناشدة والصراخ وإكتفينا من التصريح بآلامنا وعرض جراحنا على الملأ علّنا نجد من يحس بنا ونستحثّ النخوة في القلوب ..
ونرجوا أن تكون المرّة الأخيرة التي نناشدكم ونناديكم بها ..
ونداءنا ماهو إلا نداء الأخ لأخيه .. نداء المقاتل لرفيقة في السلاح ..

وعلينا أن نفهم جميعاً، بأنّ حربنا واحدة سواء في جوبر أو دوما وسائر أنحاء الغوطة والأراضي السورية أجمع ..
وليس لأحد منّة على أحد في مناصرته أو دعمه ...

وعندما يطلب منكم إخوانكم مؤازرة فهم يطالبون بحقّهم من إخوتهم في الدين والوطن والجهاد ..

لن نسمح لجوبر بأن تكون كبش فداء آخر ..
لكنّ هذا يقتضي وجودكم إلى جانباً كتفاً إلى كتف وسلاحاً بجوار سلاح ..

ونحن في الكلام السابق لا نقوم بكتابة بيان أو صفّ كلام إنشائي ..
إنما هي مناشدة إلى القادة الحكماء ومن يهمّهم مصلحة البلد ككل دون تحزّبات ومناطقية ..

والله ولي التوفيق

الأربعاء 8-10-2014 .... 1435 هــ