هجــوم "جـويـة حــرستا" هكـذا دخلـوا الأســوار ولكـن ؟

وسام الطير

استطاع الجيش السوري استغلال تجمع عدد كبير من المسلحين التابعين لجيش الإسلام وجبهة النصرة والوليد الجديد جيش الأمة الأمر الذي أثر سلباً في ميزان مسلحي الغوطة حيث تم اختزال اعداد المقاتلين في جبهات أخرى قأقدم الجيش السوري على تثبيت مواقعه في الدخانية لمنع المسلحين من التقدم في حين أطلق العنان لنيرانه ورجاله بالتوجه إلى عدرا مستغلاً ثغرات انكشفت في المنطقة من جهة ولوضع شوكة أخرى في حلق ‏دوما‬ التي بات الجيش يقترب منها من ثلاث جهات ولا يدركون بعد من أي جهة ستكون معركة الرمق الأخير في الغوطة الشرقية فحرر الجيش العدرتين وقضم معظم حي جوبر الذي بات مسلحو النصرة فيه يجهزون العدة ‫ ‏للرحيل‬ الأخير إن استطاعو .

بعد تحرير ‫ ‏العدرتين‬ ( العمالية والبلد ) أدرك الجميع بأن تلك الهزائم التي تلقاها مسلحو الغوطة ستدفعهم إلى الهجوم على منطقة جديدة تحت سيطرة الجيش وعليهم تحقيق أي إنجاز لإظهاره للرأي العام الغوطاني الذي بات ينظر إلى "زهران علوش" كأمير حرب فاسد متهم بالعمالة إلى "النظام" بنظرهم حتى أن البعض يقول بسخرية عنه ( زهران عيونو خضر) .

الجميع ترقب الهجوم الذي كان قبيل ساعات الفجر من نهاية أيلول حيث كان الهدف مفاجأة "جوية حرستا" بخطة يقول الواقع والتحليل بأنها كانت معدة مسبقاً للسيطرة على المبنى الذي يتوسط مثلث ( ‏عربين‬ - ‏حرستا‬ -‏القابون‬) حيث قدر عدد المسلحين المهاجمين بمئة وخمسون مسلحاً يزيدون بقليل حيث تم تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات الأولى ستهاجم الباب الشرقي لحرم المبنى والأخرى تهاجم الباب الرئيسي في حين أن المجموعة الثالثة مهمتها حماية ظهر المجموعتين وفتح ثغرة في السور والدخول منه وبتلك الخطة سيحتلون المبنى قبل شروق الشمس كما هو المخطط ولكن ماذا حصل ؟

كان لأحد العناصر المدسوسة من قبل المسلحين والمتعاون معهم أثر كبير في فتح طريق لمجموعة صغيرة ‫ ‏بالتسـلل‬ لأبواب الجوية التي كان عناصرها في حالة استرخاء من نوع ما لإدراكهم بأن هناك كمائن أمامية تحميهم وتنذرهم وقت الخطر حيث وبتمام الثالثة إلا عشر دقائق فوجئ حرس الباب بإطلاق نار من سلاح مزود بكاتم صوت أصيب الحرس على الفور وأطلق الرصاص في الجو ونادى رفيقه وقريبه "يا حسن" الذي خرج ليستشهد العنصران على الفور وهنا انغمس 3 انتحاريين إلى الباب وفجر اثنان منهما نفسيهما في حين دخل الثالث وفجر نفسه قرب آلية عسكرية لتبدأ المعركة .

خمس ساعات متواصلة من المعارك من أوائل من استشهد العقيد علي ابراهيم الذي خرج لتفقد عناصره وأصيب برصاصتين الأولى في رجله والأخرى في صدره ليستشهد على الفور في حين الجاهزية رفعت وذهب كل عنصر إلى موقعه ودارت المعارك حتى الفجر حيث أدرك المسلحون بأنهم سيحاصرون لأن ‫ ‏الدعـم‬ سيصل سريعاً مع اقتراب ساعات الصباح حيث أدركوا أن خطتهم فشلت حيث أن رجال الجوية بدأوا في صيد المسلحين الفارين وملاحقتهم حيث يفيد مصدر مشارك في المعركة لـ "دمشق الآن" بأن قتلى المسلحين وجرحاهم فاقت ال 60 % من عدد المهاجمين أبرزهم قائد العملية ذو الوجه الأجنبي الشيشاني والباقي منهم من قتل ومنهم من جرح وأسر وقليل حالفه الحظ في الفرار حيث بدأت تنسيقيات الغوطة في نعيهم الواحد تلو الآخر التي اعترفت بفقدان العشرات من المهاجمين مجهولو المصير في مقابل أن ‫ ‏الجــوية‬ قدمت 15 شهيداً بينهم ضابط كان يعدُّ من الأشداء وبذلك زادت هزائم مسلحو الغوطة هزيمة أخرى تسجل في سجلهم الأسود لتضاف إلى جسدهم طعنة أخرى تلقوها بعد أيام في الدخانية بتحريرها من قبل الجيش فباتت معنوياتهم كما يقول براء عبد الرحمن أحد أبرز إعلاميي الغوطة ( أحيانا أجد أن إغلاق لاب توبي بسرعه خاطفة وإغلاق الإنترنت وذهابي على دراجتي الكهربائية حتى تفرغ من شحنها بطريق لا أعلم نهايته ...هو الحل ! )