نهاية الأزمة بسوريا بين التكهنات وخفايا ما وراء الكواليس

هشام الهبيشان

أطلت علينا وسائل الاعلام العربي والغربي بمعلومات خطيرة جدآهشام الهبيشان نقلتها عن محلل امريكي يدعى ديفيد جارتنشتاين وبملخص بسيط لهذه المعلومات فأن هذا المحلل تحدث امام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي،قبل فترة وجيزة ,و قال ديفيد جارتنشتاين- “الآن أصبح واضحا أن سقوط الأسد لم يعد حتميآ كما كان يعتقد الكثير من المحللين قبل عام”,,، ويضيف هنا ” أن السيناريو الأكثر احتمالآ هو الذى تتوقعه المخابرات الأمريكية حاليآ هو أن الحرب سوف تستمر عشر سنوات إضافية,, وربما أكثر من ذلك”,,

و أعتبر جارتنشتاين أن سياسة واشنطن التى تمتنع حتى الآن عن تسليم أسلحة ثقيلة إلى المعارضة السورية ،وتمارس مع النظام السوري سياسة العصا والجزره ,, مع تقديم مساعدات إنسانية – ملتبسة ,للشعب السوري,,ومن هذا يستدل جارتنشتاين أن وأشنطن للأن تنقصها الرغبة الحقيقية فى إنهاء ألازمة السورية ,,ويضيف أن ألازمة السورية مأساة كبري، ويرجح أن تكون نهايتها مأساوية أيضآ، ومن المرجح أيضآ أن تكون الولايات المتحدة غير قادرة على تجنب ذلك، حتى إذا اخترنا التد خل بشكل إضافى,,والمقصود هنا التد خل العسكري ألأمريكي الذي حصل مؤخرآ ,,,

ومن الجدير بالذكر ان هذا المحلل الاستراتيجي الامريكي هو على صله وثيقه بالمخابرات الامريكيه ويعمل في” المؤسسة الامريكية من أجل الدفاع عن الديمقراطية ,,

ومن هنا وبعد قراءة هذا التحليل يمكن تفسير وربط هذا التحليل,,والنظرة والرؤيه السوداوية لجارتنشتاين,,بما يخض رؤيته لنهاية ألازمه بسورية ,,بمجموعة ملفات اقليمية ودولية ساخنة تعيشها المنطقة هذه الايام وربطها مع مجريات وعمر الازمه السورية فكل هذه الملفات نسمع صداها اليوم بسورية،،

، فليس اولها تدخل أمريكا وحلفها العربي –ألاقليمي , بشكل مباشر بمجريات الاحداث بسورية عسكريآ بحجج واهية وهي وقف تمدد تنظيم داعش على الارض السورية ,مع أن الجميع يعلم ويدرك حقيقة ان هذا الحلف وحججه الواهية ماهو ألا مقدمة لاسقاط الدوله السورية ككل بنار الفوضى ,وكما أن هناك مجموعة قوى بألاقليم لها دور أساسي باطالة عمر هذه الازمة,,

فمثلآ الصراع ,,الاخواني –الوهابي,,وخصوصآ فوق ألارض السورية لعدم رضى الاطراف المتصارعه بمجريات الواقع وسعي كل طرف لزيادة نفوذه على الجغرافيا السورية كنقطة اساسية في هذا الصراع ،وهذا بدوره له أثر كبير بأطالة عمر ألازمة السورية ،

وتطورات والاحتمالات حول تفاهمات الاتفاق النووي الايراني مع دول الغرب,,وعلاقة ذلك بالرحله المكوكيه التي قام بها بعض المسؤوليين الامنيين والساسه ألاسرائيليين مؤخرآ لواشنطن ,ولقائهم مع عدد كبير من ساسة وجنرالات واشنطن ومع جماعات اللوبي الصهيوني بواشنطن ,واقرأ بالتاريخ”الحديث “, ان بعد كل زيارة واجتماع لمسؤوليين اسرائيليين مع هذا اللوبي يكون هناك تحضيرآ لخطوه عسكريه اسرائيليه باتجاه ما والمطلوب من هذا اللقاء حشد الدعم الامريكي والغربي لها،،،

وتكتمل حلقة خلافات الاقليم والتي ستؤثر بشكل سلبي على عمر ألازمة السورية بالخلاف بين اقطاب السياسة اللبنانيين على دور حزب الله بسوريا وذريعة سياسة النأي بالنفس التي تنادي بها جماعة 14 اذار ,,ومن هنا ينبع الخوف من دخول لبنان ككل بنار الفوضى وخصوصآ بعد احداث عرسال الاخيره ,,وما رافقها مؤخرآ من غزو مسلح لجرود بريتال اللبناني , من قبل جماعات مسلحه قادمه من القلمون السوري ,,وكل ذلك يتم ولم يحصل للان أتفاق ولو مبدئي على تسمية رئيس للجمهورية أللبنانية ,, وهذا مايؤكد حتمية دخول لبنان بفوضى الاقليم ,,كجزء من حالة الاستقطاب التي تعصف بالاقليم بالفتره ألأخيره ,,وكل ذلك سيسهم بأطالة عمر ألازمه السورية ,,بسب الترابط الديمغرافي والامني والسياسي بين بعض القوى الفاعله بلبنان ,,مع بعض القوى الاخرى بسورية والاقليم بشكل عام ,,

اما دوليآ فالصراع الروسي-الغربي في اوكرانيا ونتائجه المستقبليه وما سيتمخض عنه من نتائج هو ألاخر سيكون له دور كبير بتطورات وعمر ألازمه السورية ,,

فاليوم من الطبيعي ان تصبح هذه الملفات برمتها,, نقطة تتمحور حولها سيناريوهات الازمة السورية،،، ومع قناعة أصبحت رأسخه أن لاحل بسورية الابتوافقات اقليمية – دولية على مجموعة من الملفات ليس اولها النفوذ وموازين القوى وليس اخرها الطاقة وامن اسرائيل،،،

ومن هنا نستطيع أن نقرأ أن الازمة السورية اصبحت اكثر تعيقدآ بسبب غياب التفاهمات الاقليمية والدولية على مجموعه من الملفات “ذكرتها سابقآ” وهذا بمجموعة من الطبيعي أن يطيل عمر النزاع بسورية ,,مع علم جميع القوى ألاقليميه والدولية ,, أن لا احد من أطراف النزاع السوريين سيستطيع ,,حسم المعركة باكملها عسكريا لصالحة فهناك اليوم بسورية حواضن اجتماعية لمجموعات مسلحة بأكثر من منطقة بسورية وبهذه المرحلة هناك امداد لوجستي وعسكري “غربي -عربي ” معلن لهذه الجماعات المسلحة لاطالة عمر النزاع والهدف هنا هو أستنزاف القدرات البشرية واللوجستية ,, لجميع ألاطراف المتنازعة ,,والمراهنة على مدى قدرة السوريين على الصمود اقتصاديآ وسياسيآ واجتماعيآ وامنيآ،أمام هذه الفوضى التي تعصف بهم ،،

وللعلم هنا فأن ازمة , كازمة سورية مركبة الاهداف والعناوين واختلاف الروئ بين اطرافها فليس من السهولة الوصول لحل لها بفترة زمنية قياسية وسريعة لصعوبة الوصول الى تفاهمات بين اطراف المعادلة المحلية، الاقليمية, الدولية،،

وبالنهاية ,فأن الحديث عن عمر أفتراضي للأزمة السورية ,ماهو ألا حديث قابل للتغيير والتبديل ,,بتغيير وتبديل أدوار ألاعبيين الرئيسيين ,,الفاعلين بقوة ,والقادرين على تغيير مسار هذه الازمة وتقليل وزيادة عمرها ألافتراضي ,,والحل بالنهاية لن يكون ألا بتوافقات محلية –أقليمية- دولية ,,فمتى ما وصلت هذه القوى الى تفاهمات كبرى حول مجموعة ملفات محلية واقليمية ودولية,,فعندها يمكن الحديث عن حلول أوان الحلول بسورية ,,وغير ذلك ستبقى سورية تدور بفلك الفوضى ألى أمد ,وهو ماسينذر بأنفجارأمني أقليمي قريب جدآ ……