ما هو الثالوث الخانق الذي حذّر منه الشيخ سعود الشريم في خطبة عيد الأضحى؟

اخباريات: قال الشيخ سعود الشريم إمام وخطيب المسجد الحرام إن يوم عرفة هو يوم إعلان التوحيد والبراءة مما يعبد من دون الله.
وتلا الشريم – باكيا – قوله تعالى”وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله”.
وأشار الشريم إلى أن هذا اليوم هو يوم التوحيد الذي لا يصحّ إيمان أحد إلا به، وهو التوحيد الذي خلق الله الخلق لأجله، وهو التوحيد الذي لا يقبل الله عملا من عبد إلا بتحقيقه، وتلا قوله تعالى “فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا”.
وأضاف الشريم في خطبة عيد الأضحى من الكعبة المشرفة أن هذا المنسك العظيم “الحج” ليذكرنا بنعمة الاستقرار والأمن، حيث أمن الله فيه الانسان والطير والوحش وسائر الحيوان، ليدرك الناس حاجتهم الملحة للأمن والاستقرار في حياتهم ، مشيرا إلى أنه لا سياسة بلا استقرار، ولا اقتصاد بلا استقرار، ولا تعليم بلا استقرار.
وقال الشريم إن الانسان ليستلهم من نسك الحج أثرالعدل في قوام الحياة =، واستقرار المجتمعات، حيث يستلهم المسلم ذلك في كون الحجاج سواسية لا فضل لأحد على أحد في نسك أو لباس أو وقوف أو رمي أومبيت =، مشيرا إلى أن ذلك هو العدل الذي قامت عليه السموات والارض، وتلا قوله تعالى “إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات الى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل”.
وأشار الشريم إلى أن العدل هو ميزان استقرار المجتمعات ،والظلم والجور ما هما الا معول هدم وخراب، موضحا أن العدل في الاسلام هو قيمة مطلقة لا مجال فيه للنسبية، وهو الحد الأدنى في تعامل المسلم مع غيره، وتلا قوله تعالى “ولا يجرمنّكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى”.
وقال الشريم إننا نعيش زمنا بلغ شأوا رفيعا في الحياة المادية والنظريات الفلسفية والثورة التقنية والترسانة العسكرية المتشبعة بروح الانانية والعدوان وإرادة العلو في الارض واهلاك الحرث والنسل ، مشيرا إلى أن هذه الحضارة عجزت عن اشباع الروح بالرحمة والطمأنينة والحكمة والعدل والايثار.
وأضاف الشريم أن هذه النزعة المادية الانانية تسببت في الثالوث الخانق الذي يجثم على العالم وهو: الخواء الروحي، والتزييف التاريخي، والقهر العسكري، وهو الثالوث الذي تسبب في الحروب المدمّرة التي قلما يسلم منها بلد، وحتى أصبح الأمان في هذا الزمان كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء.