حسم المعركة في "كوباني" خلال 48 ساعة.. ما الذي يخبأه الرئيس الأسد..؟
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة السورية
صفحة 1 من اصل 1
حسم المعركة في "كوباني" خلال 48 ساعة.. ما الذي يخبأه الرئيس الأسد..؟
محمود عبد اللطيف
أي جدية لقوات التحالف يمكن تصديقها عندما يتحرك رتل من سيارات داعش المدججة بالتكفيريين و الأسلحة لإسقاط مدينة عين العرب المعروفة كردياً بـ كوباني، المدينة الواقعة إلى الشمال من سوريا..؟.
الجواب على هذا السؤال يأتي من المرجعية العملياتية لداعش، الذي تلقى أمر مباشراً من أمريكا –أو عبر الوسيط – ليتم عملية عين العرب خلال الـ 48 ساعة القادمة قبل أن ينعقد اجتماع قادة جيوش الدول العشرين المتحالفة مع واشنطن، لتوضع على الطاولة صورة الدولة السورية شبه منهار ليصار إلى تقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن للتصويت عليه للقيام بعملية برّية في داخل سوريا بحجة حماية الأقليات من تمدد داعش، فالمخابرات الأمريكية التي مكنت أبو بكر البغدادي من السيطرة المطلقة على عناصره من خلال منحه السيادة الدينية و العسكرية اللازمة تسمح له بالدفع بمقاتليه وفق الهجمات الهمجية التي ينفذها قادة تنظيم داعش الميدانيين دون أدنى تفكير بمناقشة الغاية، وتحت شعار "الفتوحات الإسلامية" لبناء دولة الخلافة المزعومة يذهب القادة بمجموعاتهم نحو الهدف متحركين بغريزة القطيع وما دون ذلك يعتبر خروجاً عن طاعة ولي الأمر (أبو بكر البغدادي) و ذلك وفق شريعة داعش يستوجب القتل.
و على ذلك فإن التسجيلات التي بثها تنظيم داعش عبر مواقع التواصل الإجتماعي و تناقلته من بعده وسائل الإعلام لخلق الذعر اللازم لإنهاء المعركة في عين العرب ضمن الوقت المطلوب أمريكياً، تظهر حقيقة الموقف الرسمي في أمريكا من التنظيم الأكثر وحشية في العالم، وهو هدم المنطقة عن بكرة أبيها و إعادة هيكلتها وفق كيانات أقل ترابطاً، ضمن جو طائفي مشحون، يضمن إبقاء المنطقة في حالة من الاقتتال الداخلي و يكون للولايات المتحدة الأمريكية القدرة الأكبر على التحكم بهذه الكيانات وفق ما يخدم مصالحها، لتنهي القدرة الروسية على الوصول إلى المياه الدافئة في المتوسط و يعود لواشنطن إنفرادها بالقرار السياسي العالمي دون منازع.
إن النظر إلى المعارك الدائرة في عين عرب المحاصرة من ثلاث محاور بداعش فيما تقوم تركيا بإكمال الطوق، من المنطقي بمكان أن يتسآل عن الدور السوري و غيابه في جواً و براً، فإن كان واقع المنطقة المحيطة بعين عرب يرد على الشق البرّي من العملية التي تستوجب وقتاً طويلاً لا تملك دمشق و لا الأكراد لتطهير كامل الريف الشرقي لحلب انطلاقاً من الريف الشمالي لحماة، فإن الشق المتعلق بالعمليات الجوية يجيب عليه واقع أن تركيا تفرض منطقة حظر جوي على المقاتلات السورية من خلال استهدافها لأي طائرة سوريا على طول الشريط الحدودي في محاولة من تركيا لجرجرة سوريا إلى حرب مباشرة معها، ومن خلف تركيا يقف الناتو متأهباً للقتال إلى جانب أنقرة التي تعد جزءاً منه، وهذا يعني انتحار سياسي و عسكري من قبل الحكومة السورية، ونحر لسوريا بشكل عام، فأي مواجهة عسكرية مع تركيا أو إسرائيل أو أمريكا ستعني حرباً من الجهات الأربعة للحدود السورية، يضاف إليها وجود الميلشيات.
تدرك دمشق إن التحالف ما كان ليكون لو أن الوضع الميداني في سوريا يميل لصالح الميلشيات التي تسميها أمريكا "معارضة معتدلة"، و تتلقف واشنطن الرسائل السورية القادمة من جبهات عدة كمحيط العاصمة بما تحمله من رمزية سيادية، وريف حلب و ريف حماة الشمالي و الشرقي، و ريف حمص و العمليات المستمرة في ريف اللاذقية و إدلب و دير الزور و درعا، كما إن الإدارة الأمريكية تدرك تماماً إن تماسك الجيش العربي السوري لمدة تزيد عن الثلاث سنوات في حرب مفتوحة على كل الاحتمالات ضد الميلشيات المسلحة بمختلف تبعيتها.
و تدرك دمشق أيضاً إنها تمتلك ورقة قوية لم تستخدم بعد وهي الاستعانة بالحلفاء على الأرض بواقع قتالي ميداني، من خلال الطلب رسميا ً من إيران أو روسيا التدخل لتأمين العمليات الجوية في عين عرب و الشريط الحدودي مع تركيا التي لن تتدخل في هكذا حالة، وعليه لماذا تأخرت دمشق إلى الآن بهكذا خطوة ..؟
يدرك الرئيس السوري بشار الأسد مفردات اللعبة تماماً في عين عرب، و تدرك أمريكا مدى ذكائه و قدرته على اتخاذ القرارات وفق معطيات الواقع لا المتوقع، مما يثير أسئلة كبيرة في أروقة السياسة و العسكر لدى قوات التحالفحول السبب الذي لم يدفع الأسد إلى اتخاذ قرار المواجهة مع تركيا إلى الآن، أو لماذا يأتي الرد السوري من أهل السياسية في دمشق لا من عسكريوها، و لما لم تتحرك القوات السورية إلى الآن إلى عين عرب .. خاصة و إن استراتيجة المعركة هناك تستوجب استخدام سلاح الصواريخ.
قرار سوريا المتروي في الذهاب عسكرياً عبر سلاح الصواريخ المتطور، يعود إلى سببين الأول هو الموقف التركي القضية النازحين الأكراد من المدينة، فأنقرة تحاول قدر الإمكان الإبقاء على المدنيين داخل المدينة ليتحولوا إلى دروع بشرية تقي داعش من الصواريخ السورية التي قد توقع عدداً من الضحايا المدنيين، الأمر الذي يتصيده أعداء سوريا، فالمدينة حوّلت إلى حدث عالمي، عيون الإعلام عليها و تصوير الدولة السورية على إنها دولة متوحشة وفاقدة للشرعية أحد أهم الأهداف التي يريدها كل من أمريكا و حلفاءها، لكن دمشق لا تتروى على أساس الخوف من الهجمات الإعلامية فالأمر بات معتاداً عليه، لكن الخشية على أمن و سلامة المواطن السوري أياً كان عرقه أو دينه هو الأولوية القصوى لذا تحاول سوريا الوصول إلى حل ينقذ من في المدينة بأقل الأضرار الممكنة.
كما إن حشر الدولة السورية في زاوية الحاجة إلى استخدام سلاح الصواريخ دون غيره من خلال استهداف نقطة لها هذه الطبيعية الاستراتيجية في القتال أمر محسوب بالنسبة للتحالف للكشف عن طبيعة جزء من الصواريخ السورية المصنعة في معامل دفاعها، أو تلك المستوردة و المطورة من قبل الخبراء السوريين، وهو أمر تحافظ دمشق على سريته و القرار المتخذ على مستويات عليا في دمشق يحفظ هذه السرّية التي تثير مخاوف إسرائيل و تشغل بال مفكري أمريكا في ملف أمنالكيان الصهيويني المحتل، وعليه فإن التروي السوري بالذهاب إلى هذه المعركة عبر هذه الصواريخ قرار يوازي في أهميته أهمية النصر في المعركة ككل... لكن كيف سيتصرف الأسد في عين عرب..؟.
إن حرب الاستنزاف التي تخوضها ميليشيا داعش ضد وحدات حماية الشعب الكردية لن تؤثر كثيراً على مجريات المعركة بالنسبة للجيش السوري، الصاعد من الجنوب باتجاه معاقل التنظيم في الرقة و دير الزور و ريف حلب الشرقي، و الأخبار الواردة من هذه المناطق توضح تماماً أن الجيش العربي السوري يستند إلى خطة وبرنامج عمل محكم يتم السير وفق خطاه، و القرار الأنسب بالنسبة لدمشق ربما سيأتي خلال أيام أو ساعات بالطلب رسمياً من الجمهورية الإسلامية الإيرانية أو من روسيا أن تنفذ عمليات جوية في منطقة عين العرب و في هذه الحال قد تنفذ هذه القوات ( الإيرانية أو الروسية أو كلاهما معاً )، عملية إنزال في مدينة عين العرب لدعم القوات المقاتلة هناك، على إن تؤمن روسيا الطريق للمقاتلين الأكراد المتطوعين من تركيا بالدخول عبر الشريط الحدودي بموافقة أنقرة، لمساندة أبناء جلدتهم في عين عرب، مع تأمين المدد اللوجستي لهذه العملية وفق المعاهدات الموقعة بين دمشق و كل من موسكو و طهران، وهو أمر لا يخرج عن الشرعية و لا ينقص من سيادة الدولة السورية على أراضيها، وهذا إن حدث سيكون أولى المقدمات التي تنهي الأزمة في المناطق الشمالية و الشرقية من سوريا، و لا يدلل ذلك على ضعف قدرة الجيش العربي السوري في شيء و إنما تودي إلى إن قدرة الأسد على بناء هذه التحالفات القوية و الحفاظ على عمق العلاقة مع كل من محور المقاومة و الدول الكبرى الحليفة كروسيا و الصين، نصر استراتيجي لا يمكن التقليل من شأنه، و يعكس فهم كبير من الرئيس السوري لمجريات الحدث في عين العرب، فلا يذهب باتجاه الانتحار السياسي بغامرة عسكرية بمعركة ضد التحالف و داعش و بقية الميلشيات في آن معاً، ولا ينحر بلاده سياسياً من خلال تصويرها على إنها دولة سلطوية لا تفرق بين البقاء أو إحراق البلاد، كما إنه لا يسترخص الدم السوري إياً كان عرقه، بل يذهب باتجاه الحلفاء ليأخذوا دورهم السياسي في الدفاع عن دولة تحفظ لها بقاءهم السياسي و الاستراتجي في دائرة القرار السياسي العالمي، ويترك للقوات السورية أن تتم مهماها القتالية وفق ما مرسوم لها، و يتروى باتجاه عملية عسكرية مشتركة مع الحلفاء كي لا يخلق عملية صراع سياسي مع كيانات ما يسمى "معارضة".
وسط هذا الصراع تخلص النتيجة إلى أن حسم المعركة في مدينة عين عرب سيكون خلال الـ 48 ساعة القادمة، إم أن يخرج التحالف منها منتصراً بسقوط المدينة تحت سطوة داعش لينفذ مذبحة تكون دمائها الطريق الذي سيمر عبره التحالف الأمريكي نحو أهداف أخرى في المنطقة و المتمثلة بشرعنة عملية برّية داخل سوريا الهف منها إسقاط دمشق و تفكيك محور المقاومة و حبس الدب الروسي في موسكو، أو أن يأخذ الرئيس الأسد الاحتمالات نحو مفاجأة أمريكا بموقف سياسي يقلب الطاولة على المجتمعين في واشنطن من خلال ما يخبأه التروي السوري عن جملة الأحداث السياسية المرافقة لما يدور ميدانياً في عين عرب، فما الذي يخبأه الرئيس الأسد..؟
عربي برس
السهم الناري- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي
مواضيع مماثلة
» المعركة قادمة .. حزب الله يسيطر على لبنان خلال 48 ساعة!!
» الرئيس الأسد خلال استقباله والسيدة أسماء الأسد لبنات وأبناء الشهداء
» رسالة من الرئيس الأسد إلى الرئيس الجزائري..والرئيس بوتفليقة يحمّل المعلم أطيب تحياته إلى الرئيس الأسد
» الرئيس "الأسد" خلال استقباله "علي لاريجاني" رئيس مجلس الشورى الإيراني "21" كانون الأول "2014
» من هو الرجل الذي وقف «منشداً» أمام الرئيس الأسد؟
» الرئيس الأسد خلال استقباله والسيدة أسماء الأسد لبنات وأبناء الشهداء
» رسالة من الرئيس الأسد إلى الرئيس الجزائري..والرئيس بوتفليقة يحمّل المعلم أطيب تحياته إلى الرئيس الأسد
» الرئيس "الأسد" خلال استقباله "علي لاريجاني" رئيس مجلس الشورى الإيراني "21" كانون الأول "2014
» من هو الرجل الذي وقف «منشداً» أمام الرئيس الأسد؟
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة السورية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 4:41 pm من طرف عبد الله ضراب
» صلاح الدين الايوبي
الخميس نوفمبر 21, 2024 10:36 pm من طرف larbi
» جنائية الدولية تصدر أمري اعتقال ضد نتنياهو وغالانت
الخميس نوفمبر 21, 2024 4:06 pm من طرف larbi
» الى فرسان اليمن
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:52 pm من طرف larbi
» كلمة مندوب الجزائر في مجلس الأمن بعد الفيتو الأميركي ضد قرار وقف الحرب على غزة
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:34 pm من طرف larbi
» كلمة الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:32 pm من طرف larbi
» مقتل جندي و إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك جنوب لبنان
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 7:00 pm من طرف larbi
» مقتل جندي إسرائيلي و جرحى من لواء غولاني بمعارك جنوب لبنان
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:48 pm من طرف larbi
» بيان المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع بشأن استهداف سفينة في البحر الأحمر
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:37 pm من طرف larbi
» كتائب القسام تستهدف قوة إسرائيلية متحصنة بإحدى العمارات..و قنص ضابط برتبة نقيب
الأحد نوفمبر 17, 2024 10:29 pm من طرف larbi