قمة مجموعة العشرين أم قمة لأجل دمشق

يبدأ تحضير المائدة العظمى التي سيجلس عليها القيصر الروسي المتزعم للقطب الجديد مع خصومه راعي السوبر مان الأمريكي أوباما وإمرأة ألمانيا الحديدية ميركل، تُفرد الشراشف الأنيقة وتوضع كراسي الخصوم في مواجهة الكرسي القيصري، بوفيه مفتوح من الملفات الدسمة التي تنتظر النقاش فيها، والوليمة الأكثر تناولاً ستكون موضوع سوريا وتداعيات ما يجري فيها..

لقد أكدت أستراليا أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مصرّان على مشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة مجموعة العشرين، حيث قال وزير المالية الأسترالي جو هوكي أن الرئيس بوتين سيأتي إلى قمة قادة مجموعة العشرين في "بريزبين" الأسترالية في تشرين الثاني..

مضيفاً أن الموقف الحازم للرئيس الأمريكي والمستشارة الألمانية وقادة آخرين هو أن يشارك في القمة، كما أوضح أنه سيجري خلال القمة حوار شامل وصريح مع الرئيس بوتين..

على الرغم من المواقف الأمريكية والألمانية المتماهية والمناقضة لمواقف لموسكو، إلا أن هذين البلدين لم يقطعا شعرة معاوية مع الروس، فالأخيرون ذوي ثقل ومتزعمون لقطب صاعد يوصف بأنه واعد للغاية في قوته، والأمريكيون يعتقدون بوجوب التفاهم مع الروس على العديد من الساحات وأولها الساحة السورية..

يتزامن ذلك مع معارك في عين العرب، ومظاهرات كردية ضخمة في تركيا وبلدان المغترب لا سيما في ألمانيا، بالإضافة إلى اهتمام أمريكي بمشاركة تركية في الحرب ضد "الإرهاب" وتوجس أنقرة من خطر "داعش" وفي ذات الوقت معضلة الأكراد، انتصارات للجيش العربي السوري في الميدان، وتحذيرات إيرانية لتركيا بعدم التورط في تدخل بري، كل تلك التداعيات دفعت بكل من واشنطن وبرلين للإصرار على تواجد القيصر ومشاركته جلسة عمل دولية على مائدة قمة مجموعة العشرين، وللمفارقة فإن الملفات التي ستنال اهتماماً أكبر هي تلك المتعلقة بأمن المنطقة والعالم بالدرجة الأولى، لذلك فإن الملف السوري هو النموذج الأكثر دسماً، بحيث تتحول قمة مجموعة العشرين من حدث دولي يُفترض به بحث مجالات الاقتصاد والطاقة وتوقيع الاتفاقيات إلى اجتماع تحتل دمشق المكانة الأبرز فيه.