عن أبلسة الاسلام ..

خربشات

طوني حداد

نحن اليوم بحاجة الى اسلاميين متنورين لاعادة تصويب البوصلة الاسلامية ..
هناك ظلم يقع على الاسلام من خلال تظهيره ب”داعش والنصرة ” ومن قبلُ بالنماذج السيئة الليبية , المصرية , التونسية في (الربيع) الاخواني الاميركي ..
علينا أن لانقع في فخ (أبلسة) الاسلام لأننا معادون للأخوان والسلفية ..
أعتقد أن هناك مؤامرة كبرى (لأبلسة) الاسلام الدين الحنيف من خلال تظهيره على أنّه (همجي) ومجموعة من (اللحى) التي لا تعترض على اتفاقية كامب ديفيد لكنها اعترضت أثناء حكم السافل” محمد مرسي” في مصر في أول جلسة لمجلس الشعب المصري على عدم رفع جلسة البرلمان المصري وقت الصلاة ..!
الاسلام المطلوب الذي يفتي بفتاوى شاذة مثل “جهاد النكاح” وقتل الشيعي والعلوي وسبي نسائهم وغيرها ممّا أفرزته مخبّلة “صهاينة الاسلام”..
بالتأكيد وليس من قبيل المزايدة , الاسلام ليس هكذا ..
وأكرر هناك شئ خطير يحدث على الأرض بقصة (الربيع) العربي , يريدون وضع الاسلام بشقّه السياسي المصنّع في أميركا في الواجهة ليسخروا منه , وكي يقولوا :
العرب محكومون بالاسلام (المتخلف) ..!
لننتبه لهذه المؤامرة.. المستهدف هو الاسلام الحقيقي العادل , وليس الأنظمة …
لقد أوقعونا في الفخ وصرنا نسخر من العمائم واللحى ..وأحياناً دون تمييز .. هذا مايريدونة وهو كما سميّتُه: (أبلسة) الاسلام ..
من قال أن العمائم واللحى مرذولة؟ !
ألم يكن عز الدين القسّام شيخ المقاومين وأبو المجاهدين ملتحيّاً معمماً؟ !
ولا أريد …أن أتحدّث عن السيد حسن نصرالله أيقونة المقاومة وضمير الأمة الاسلامية شاء من شاء وأبى من أبى ..
أليس السيد مسلماً معمّماًً؟!
(الرجل الأبيض) يريد للاسلام المشوّه الاخونجي السلفي التكفيري المتوحّش قاطع الرؤوس وأكل الأكباد ومغتصب القاصرات- المصنوع في عتمة ليل بغرف الموساد السوداء- أن يكون في سدّة الحكم لكي يسخر منه ويسخر من الاسلام ..
هذه الخطة وهذه المؤامرة..
لذلك علينا أن نعيد انتاج خطاب اسلامي حقيقي يستند الى الاسلام العادل المقاوم (سنّة وشيعة) في مواجهة تسويق اسلام (غبّ الطلب) يتلوّن كما الحرباء تلبية لطلب أعداء الاسلام…
أختم بقصة روتها لي والدتي وهي طبيبة ..
حدث أنّ مفتي دمشق أصيب ابنه بمرض عضال وكان من المفترض أن يأخذ ابراً في الوريد وتبيّن أن وريد الشاب ابن المفتي غائرٌ ويصعب الوصول اليه ..فتطوّعت والدتي المختصّة بأمراض الدمّ لهذه القضية ,واستطاعت بأن تستبش وريد الشاب وتعطيه الابرة والدواء اللازم , وحين همّت والدتي بمغادرة بيت المفتي أتى سماحته لوداعها فسلّمت عليه دون مصافحة , وضعت يدها على صدرها لمعرفتها أنه لن يصافحها , فما كان من المفتي الاّ أن مدّ يده وصافحها وقال يادكتورة :
أنا أتوضأ باليد الطاهرة التي أنقذت نفساً بغضّ النظر عن أنه ابني …
هذا هو الاسلام الذي يريدون تشويهه “وأبلسته” ..
اسلام المفتي” أحمد بدر الدين حسون”..
اسلام سماحة السيد حسن نصرالله..الذي جعل الصهاينة ينامون في “الملاجىء” ابّان حرب تمّوز..
اسلام اهلنا الدروز في الجولان المحتلّ الذين رفضوا الهوية “الاسرائيلية” وبصقوا في وجه الصهاينة ودفعوا دم خيرة شبابهم ومابدّلوا تبديلا..
هذا هو الاسلام الحقيقي..
والباقي من رجس الشيطان..!