علي الكيلاني ، العنود ، وطن ، خالد .. و الأخرين

تصدرت أغنية ( من يجري يقول ) كلمات الشاعر الليبي الكبير علي الكيلاني و أداء الفنان الأردني عمر العبد اللات و توزيع عاطف صبحي المراتب الأولي من بين الأغاني الليبية الأكثر متابعة في مواقع النت و ذلك من حيث الإقبال و المشاهدة في مختلف وسائل التواصل الإجتماعي خاصة اليوتيوب و لقيت تعليقات و تجاوب كبير من طرف الجمهور العربي برغم محدودية عرضها في الفضائيات العربية ، فهي لم تعرض إلا في قناة الخضراء و قناة الدردنيل و في بعض الإذاعات العربية القليلة .
إذا حضر علي الكيلاني شعرا و لحنا حضر النجاح معه، و صاحب روائع ( وين الملايين ) و ( يمي ) و ( غضب الشعب ) و ( الله أكبر ) أينما وضع يده علي أغنية ما إلا لقيت النجاح الجماهيري الكبير لأن الإبداع الفني و الفن الملتزم صار عملة نادرة في هذا الزمن العربي الأغبر، علي الكيلاني سفير الفن الليبي الراق هو اليوم بمثابة الثروة الوطنية التي لا يمكن الإستغناءعنها في ليبيا الرجل الفنان المبدع وقف موقف رجولي و بطولي أثناء و بعد العدوان الغاشم على ليبيا و لم يغير من مبادئه برغم الإغراءات و التهديدات التي تعرض لها ، يكفيه شرفا و فخرا أنه بقي صامدا في بلده لأخر لحظة قبل سقوط طرابلس و لولا ستر الله لوقع أسيرا بيد جردان النيتو الذين لم يراعوا دمة مسلم أو يرحموا أسيرا ، و طاردوه أينما حل و ارتحل حيث حاولوا رشوة حكومة الرئيس المخلوع محمد مرسي مقابل إسترداده من مصر إلا أن رحمة الله سبقت السجان مرسي و حولته إلي سجين قبل أن يقرر عقد صفقة كالتي عُقدت بخصوص البغدادي و لطفت به العناية الإلاهية مرة أخري ، علي الكيلاني عٌرض عليه بعد فراره إلي مصر إدارة قناة المقاومة بشهادة مشعال الجبوري و التي لم تصمد إلا زمنا قليلا لكنه أبى إلا أن يعود إلي مجاله الفني من خلال أغنية (من يجرى يقول) الأغنية التي إشتهرت في بداية العدوان التي غناهاالفنان علي جري و التي تم سرقة لحنها من قبل جردان النيتو و تحوير كلماتها لما لها من شهرة وتأثير قبل أن تستعيد رونقها مجددا مع علي الكيلاني و عمر العبد اللات.
المتابع اليوم للأغاني الليبية الوطنية الملتزمة من خلال قناة الجماهيرية يلاحظ وجود وثبة فنية كبيرة في اللحن و الشعر و الأداء تستحق كل الإشادة ، هي أغاني تؤدى من قبل أصوات جديدة مجددة للفن الليبي ، صوت (العنود ) الرخيم و صوت( وطن ) الشجي يطرب الأدان و يرفع المعنويات و يحفز الشرفاء للعمل أكثر ، أما صوت الفنان (خالد الزروق ) صاحب رائعة يا سيف الإسلام المهداة من قبل زوجة الشهيد و أم الشهداء و جدة الشهداء صفية القدافي لإبنها الأسير سيف الإسلام القدافي و كل الأسرى فهو صوت فعلا يدمي القلوب و يبكي العيون و الأداء الأخر الذي قدمه من خلال رائعته الأخري حول الشهيد المعتصم بالله القدافي مع الصور المرفقة المؤثرة ظلها يكاد يغطى على كل الأغاني المقدمة من طرف الفنان .. و الشكر موصول إلى المخرج المبدع والمشرف العام ( ليبي الدم ) و كل أعضاء الطاقم الفني الذي برهن على قدرة فائقة في التقدم و التحدى و الوفاء.
صدقا من رحم الأحزان تولد الهمم و يولد الإبداع، و من رحم أحزان الجماهيرية ولدت لنا أصوات شجية لم نكن نعرفها و هي تستحق منا كل التنويه و الإشادة و الإحترام .
يبقي أن ندكر ما قلناه سابقا في هذا المنتدى بخصوص القناة نحن نحتاج لبقاء و إستمرارية هذه القناة كما كنا و مازلنا نطالب بضرورة وضع إستراتيجية إعلامية على المدى القريب و المتوسط تهدف لفضح و كشف كل ما خُطط و ما يُخطط لليبيا ، لنتحدث عن المؤامرة و عن أطوارها و مراحلها ومن كان وراءها ؟ و كيف تم تنفيدها على مراحل قبل و بعد العدوان الصليبي على ليبيا ؟ و من قادتها الرئيسيين ومن محركيها و عملائها بالإسم و العنوان ؟ ومن المستفيد اليوم من الوضع القائم في ليبيا ؟ و كيف تنهب الأموال والثروات الليبية حاليا من قبل عصابة النيتو لأنها أصل موضوع العدوان ؟ و ماهي الجرائم و المجازر المرتكبة التى لا يُراد لها أن لا تنكشف ؟ و كيف تُسير الملفات السياسية و الإقتصادية و الأمنية و الإعلامية تباعا كل حسب الهدف و الإختصاص .
يبقى أن ندكر بالحكمة التى تقول (الوقوف على قدميك يمنحك مساحة صغيرة في هذا العالم ... لكن الوقوف على مبدئك يمنحك العالم كله ) و هؤلاء الفنانين و المبدعيين الليبيين وقفوا على مبادئهم و ما بدلوا تبديلا ، لمثل الفنان علي الكيلاني ترفع القبعات ، و لمثل هذه القامات الفنية تحنى الرؤوس ، و المحن أظهرت لنا وطنية و تضحيات هؤلاء الرجال و النساء.. فعلا ليبيا ولادة. .