بالتفاصيل: المعارضة تكذب على أنصارها

وسـام الطيـر
"اعطني اعلاما بلا ضمير اعطيك شعبا بلا وعي"
قالها جوزيف جوبلز وزير الاعلام النازي في زمن هتلر و مات الرجل لكن قوله لم يمت بل أصبح عنواناً لمؤلفات وكتب تدرس في الجامعات الأوروبية والأمريكية في حين أصبحت الكلمة اليوم في الإعلام تعادل رصاصة في الميدان فالرصاصة تقتل رجل لكن الكلمة قد تقتل شعب بأكمله وهذا ما استغله دعاة الحرب وأسيادها على سورية, حيث أن نواة أزمتنا في العام 2011 بدأها الإعلام وضخمها فجعل من الذئب حملاً ومن الحمل ذئب مفترس وقاتل .

لا أحد في سورية مهما كان حراً يستطيع قول الحقيقة كاملةً, فدائماً هناك من يأخذ من الحدث الشيء الذي يناسب توجهه وهناك من يكذب أو يغير في الحدث أو يتلاعب بمفرداته فمنهم يحاول الحفاظ على الوطن وأهله وهناك ايضاً من يحاول تدمير الوطن وزيادة الشقاق بين مختلف شرائح الشعب السوري وهناك من يتلاعب بشريحة واسعة من ذوي التفكير المحدود الذين يتلقفون أي خبر أو مشهد ويصدقونه دون تحليله أو البحث في خفايا هذا الخبر أو المشهد و هم الطبقة الأكثر انتشاراًُ في الطرف المعارض, و ذلك لان الوسائل الاعلامية المؤيدة منها أو حتى المحايدة نوعاً ما, هي من المحظورات في المناطق التي تسيطر عليها فصائل المسلحين و لسبب رئيسي أيضاً لعدم توافر الكهرباء لمشاهدة رؤى كل طرف وتكوين رأي عام جديد فالمعارضة اليوم لا تعمل لزيادة شعبيتها بل هي تحاول التمسك بما لديها من جمهور بشتى الوسائل ومستعدة للكذب والتزوير والنفاق والتضليل للمحافظة عليهم في صفوفها فهم يتخوفون من رؤية حقيقتهم أو إظهارها كما هي فيُقلب السحر على الساحر .

قد تتفاجؤون مما سأرويه في السطور التالية مما يحدث في الغوطة الشرقية بريف دمشق حيث أن سكان الغوطة أو بالأحرى من تبقى منها بعد أن هجرها الكثيرون يعيشون في جهل كامل عما يحصل في سورية وبالأخص العاصمة دمشق. فالمواطن العادي هناك لا يدرك ما يحصل خارج بلدته بمئات الأمتار نتيجة التعمية التامة لما يحصل و يتم إيهام قاطني الغوطة بأمور لا يصدقها العقل ولا يقبلها المنطق.

أحد الأصدقاء خرج من الغوطة الشرقية بعد أكثر من عام وتسعة شهور من المحاولات اليائسة ومثله كثيرون وعندما دخل العاصمة دمشق بدأ يتلفت يميناً ويساراً وهو يشاهد بأن الحياة طبيعية في دمشق وكأنه يعيش في حلم فعندما جلسنا سوية في أحد مقاهي دمشق القديمة نظر إلي وقال والضحكة تملئ فمه وقال: كم كنا نعيش في كذبة داخل الغوطة فهناك يا صديقي نحن الناس البسطاء لا نعرف شيئاً اسمه كهرباء ولا تلفزيون ولا حتى راديو صغير نستمع منه إلى ما يحصل في بلدنا حيث نأخذ كل أخبار البلد من شبان يقولون أنهم إعلاميون يقولون لنا نصرهم بات قريباً جداً وعلينا أن نصبر أسابيع والأسابيع تليها أشهر كسياسة العصا والجزرة .

يتابع الشاب كلامه بالقول هل تعلم بأن الأخبار التي تردنا قبل أسابيع بأن المسلحين أو "الثوار" هم يحاربون الجيش وسط العاصمة دمشق وبأن جزءاً كبيراً من العاصمة دمشق هي تحت سيطرتهم بل حتى يقولون في بعض الأحيان للناس البسطاء بأن دبابات "الجيش الحر" تقصف وسط العاصمة وبأن الجيش لم يعد يسيطر إلا على جزء بسيط من دمشق وأنا سابقاً كنت أعتقد أنهم كاذبون لكن ليس إلى هذه الدرجة ولو أدرك أهالي الغوطة الشرقية الحقيقة الكاملة بأن مسلحيهم لا يسيطرون على شيئ وهم ضعفاء جداً وأوهن من بيت العنكبوت لرأيت من تبقى من سكان الغوطة ينتفضون في ليلة واحدة ضد الظلم والقهر والموت والذل الذي يعيشونه وسط احتلال حرمهم من كل شيئ وهم ينتظرون الموت يوماً بعد يوم .

أما بالإنتقال إلى ملف آخر من الكذب التي تديره التنسيقيات ومدراءها الذين يتفننون بالكذب على السوريين ولن أبتعد كثيراً وسأكتفي بالحديث عن "أم المعارك" جوبر التي أصبح الجميع يدرك بأنها قاب قوسين أو أدنى من السيطرة التامة من قبل الجيش السوري لكنهم يوهمون الجميع بأن جوبر لن يستطيع أحد انتزاعها منهم وبأنهم يسيطرون على غالبية شوارعها والهروب الأخير لعشرات المسلحين إلى منطقة المسالخ اعتبروها نصراً لهم مع العلم أن دخولهم إلى المسالخ أفقدهم شارع بأكمله في جوبر نسوه من أخبارهم وسقط كل المسلحين الفارين إلى المسالخ قتلى وأسرى ورغم ذلك يصرون بأنهم انتصروا في المعركة التي كانت محسومة قبل أن تبدأ.. فبأي ميزان يزنون أخبارهم وبأي فكر غبي يحاولون أن يجعلوا المواطن السوري يصدقهم ؟ .... وهم مع كل خسارة لمنطقة مهمة يقولون بأنها غير مهمة ولا تؤثر على سير المعارك !
في الغوطة التي أصبح الجيش على بعد 2000 متر من دوما "عاصمة الريف" في حين أنهم إذا سيطروا على حي لا يتجاوز عشرة منازل يطبلون ويزمرون له ويبدأون بالتطبيل لمعركة دمشق المزعومة التي أعلنوها عشرات المرات على صفحات الفيس بوك فقط وماتت أيضاً على نفس الصفحات وفي نفس سيرة معارك الفيس بوك جميعاً نتذكر معركة تطيق مطار دمشق الدولي اللتي لم نسمع بها الا على صفحاتهم الفيسبوكية الكاذبة .

سؤال أخير أضعه أمام "إعلاميي الغوطة الشرقية" من "المعارضة" : بالله عليكم أصدقوني القول هل أنتم مقتنعون بأنكم ستنتصروا وهل تصدقون ما تكتبه أصابعكم وما تخبرون به سكان الغوطة البسطاء !!!!!!