خاص : ما حقيقة امتلاك داعش لطائرات ميغ و تحليقها في حلب ؟

خاص - بقلم مدير التحرير / أوقات الشام
تناقلت وسائل اعلام محلية وعالمية خبراً أثار ضجة كبرى حول امتلاك داعش طائرات ثلاث طائرات ميغ, حيث تحدثت بعض وكالات الانباء أن داعش قامت بالتحليق بهذه الطائرات فوق حلب, بينما تحدثت وسائل اعلام أخرى عن قيام طيارين سابقين بالجيش العراقي بتدريب داعش على قيادة هذه الطائرات.
فما هي حقيقة هذا الخبر و ما مدى صدقيته ؟
أولاً: نعم لقد حصلت داعش على 3 طيارات ميغ 21 -23 من مطار الطبقة العسكري و لكن اثنتان من الطائرتين غير صالحتين للاستعمال بينما لا تزال طائرة واحدة قابلة للاستخدام في تقرير نشرناه في وكالة أوقات الشام الاخبارية حين سيطرت داعش على مطار الطبقة العسكري.
فالخبر صحيح وقديم و لكن من الناحية النظرية فقط, اما من الناحية العملية فكان الاجدر بوكالات الانباء ان تتناقل الخبر كالتالي:
( داعش تمتلك ثلاث طائرات ميغ ولكنها غير قادرة على استخدام هذه الطائرات إطلاقاً ).
ما يحدث هو بروباغندا اعلامية هدفها تضخيم داعش و التسويق لقدرات لا تمتلكها, لا نعرف من المسؤول عن اطلاق هذه الحملة الاعلامية لتضخيم قدرات هذا التنظيم الارهابي, لكن وسائل اعلام عديدة تساهم في ذلك عبر نقل اخبار تضخم قدرات داعش دون تحليل للخبر.
أولاً: الطائرات التي تمتلكها داعش ( ثلاث طائرات ) هي طائرات قديمة, عند اقلاعها من أي مطار داخل سوريا سيتم رصدها فوراً من قبل الرادارات السورية, ومن قبل رادارات التحالف التي تغطي سوريا بالكامل و التي لا يمكن لذبابة ان تحلق دون أن ترصدها.
و بالتالي فإرسال طائرات سورية لاعتراض هذه الطائرات و اسقاطها, او طائرات تابعة للتحالف للقيام بنفس المهمة, هو أمر أسهل من شربة الماء.. فمن غير المتوقع ان تتمكن طائرات داعش الثلاث من التحليق أكثر من دقائق معدودة قبل اسقاطها.
ثانياً: وحتى اذا لم ترسل سوريا طائرات لاعتراض هذه الطائرات الداعشية, فالدفاعات الجوية السورية التي تستطيع تهديد أحدث الطائرات الغربية على مستوى العالم يمكنها أيضاً و بسهولة اسقاط هذه الطائرات فوراً هذا عدا عن قدرات التحالف لاستهداف هذه الطائرات و اسقاطها فوراً.
ثالثاً: هذه الطائرات موجودة في مطار واحد يصعب نقلها الى اي مطار اخر, و بالتالي فاستهداف هذا المطار هو امر سهل جداً أيضاً.
ومن هنا نرى أن الطائرات الثلاث التي تمتلكها داعش هي طائرات من كرتون موجودة على الورق وفي نشرات الاخبار فقط, أما الحقيقة فهي انه لا امكانية لداعش لاستعمال هذه الطائرات اطلاقاً, و السؤال: لماذا تقوم وكالات الاعلام بتسريب هكذا خبر سخيف و تضخيمه ؟ هل يحتاجون الى خلق وهم امتلاك داعش لسلاح جو حتى يقوموا بتبرير منطقة حظر جوي فوق شمال سوريا ؟
نظن ذلك.. على الرغم من أن ما يمنعهم من اقامة هكذا منطقة هو ليس انتفاء الذريعة و انما الخطوط الحمراء التي رسمتها سوريا و حلفاؤها.