مرة أخرى.. الكذبة الأمريكية الكبرى

فعلها جورج بوش في العراق ويكاد باراك أوباما أن يفعلها في سورية، فهل نسمح له؟ وبعبارة أدق هل ننخدع مرة أخرى بالكذبة نفسها..كذبة «أسلحة الدمار الشامل»؟، هل ننتظر لنرى ملايين السوريين يموتون على يد أوباما بحرب أساسها كذبة، كما سبق ورأينا ملايين العراقيين يموتون على يد بوش وبالكذبة نفسها؟
هذه الكذبة المتكررة كانت المحور الأساسي لمقال نشره أمس موقع «غلوبال ريسيرتش» الكندي للكاتبة ألكسندرا توسي تحت عنوان «أسلحة الدمار الشامل.. الكذبة الأمريكية الكبرى.. مرة أخرى». حيث تناولت الكاتبة ما يتم ترويجه من مزاعم حول «تقارير وأسانيد» يتحدث عنها الغرب منذ أسابيع ويدعي فيها «استخدام سورية أسلحة كيميائية» والتي يرى مراقبون أنها قد تكون تمهيداً لشن عدوان عليها.. بينما تقرنها الكاتبة بما سبق وحدث في العراق، حيث اعتمدت إدارة بوش على السيناريو نفسه لغزو هذا البلد واتضح لاحقاً أنه قام على أكاذيب..
وتشرح الكاتبة في بداية المقال ما حدث في العراق واصفة الغزو الأمريكي له بأنه وصمة عار على جبين الإنسانية وهروب من المسؤولية الأخلاقية تجاه الحضارة الإنسانية، وتقول: مزاعم بوش الابن والأدلة التي قدمتها الوكالة المركزية للمخابرات الأمريكية «سي آي إيه» إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن «لقطات من الترسانة النووية» في العراق آنذاك أودت هذه المزاعم بحياة 1,5 مليون عراقي نصفهم من الأطفال والنساء، وتتابع الكاتبة: عند قدوم اللجنة الدولية للتحقيق لم تجد شيئاً في العراق لكن بعد فوات الأوان.
وتوضح الكاتبة أن أسلوب أمريكا هو الكذب فإدارتها تتبع هذا الأسلوب في التعامل مع الأزمات الدولية، فبعد 10 سنوات من الحرب على أفغانستان هل شهدنا سقوط «طالبان»؟ وهل قضي على تنظيم «القاعدة» الإرهابي، أم ازداد انتشار هذا التنظيم؟
وفيما يتعلق بسورية تقول الكاتبة: من المؤسف أن نرى الرئيس أوباما يتحدث بمنطق بوش، لكن سورية هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي يعيش فيها المسلمون والمسيحيون بسلام ووئام منذ عقود، وهي الدولة الوحيدة التي تتمتع بنظام علماني، وتتساءل الكاتبة: لماذا تريد أمريكا وحلفاؤها تدمير مثل هذه الدولة العلمانية؟!
وتضيف: في الآونة الأخيرة بدأت الإدارة الأمريكية حملة ضد الدولة السورية بحجة «استخدامها أسلحة كيميائية»، لكن الواقع يقول عكس ذلك ففي منطقة خان العسل، وهي منطقة قريبة من حلب استخدمت «المعارضة المسلحة» صاروخاً برؤوس حربية كيميائية، وهذا الهجوم خلّف عشرات الضحايا بينهم أطفال ونساء وجنود من الجيش العربي السوري، فهل من المنطقي أن تستخدم الدولة السورية هذا الصاروخ لاستهداف أراضيها ومواطنيها وجنودها؟ وإذا كانت الحكومة السورية هي «المسؤولة» عن هذا الهجوم فلماذا كانت أول من طالب بإجراء تحقيق دولي, بينما المعروف هو أن تنظيم «القاعدة» مسؤول عن هذا الهجوم الكيميائي؟
وختاماً تقول الكاتبة: ادعى جورج بوش الابن أن العراق «يمتلك أسلحة دمار شامل» واندلعت الحرب، ومات الملايين من العراقيين، وفي النهاية عرف العالم أن العراق لا يمتلك أسلحة نووية، والآن نحن لا نحتاج لموت مليوني سوري لمجرد أن نعلم أن أوباما يرتكب خطأ بوش نفسه.. والأسوأ من ذلك، أن ننخدع مرة أخرى.
وتعرض الكاتبة مجموعة من الحقائق عن سورية، أولها أن سورية البلد الذي وضع أول أبجدية في العالم «رأس شمرا 1400 قبل الميلاد»، وثانيها أن سورية البلد حيث يعيش المسيحيون والمسلمون في سلام ووئام، حتى تسلل التطرف إليهم عبر الحدود، وآخرها أن بوش الابن قتل العراقيين بكذبة فهل لدينا القدرة لمشاهدة موت السوريين أيضاً من أجل كذبة.. لكن هذه المرة المدعي هو أوباما.