ضاحـي خلفان نصف الحقيقة دائماً!

ثمة ما يثير الانتباه والاستغراب في هذه الشخصية، فالرجل الذي لم يصمت عن اغتيال أحد كوادر المقاومة الفلسطينية قبل عدة سنوات في إمارة دبي وعن فتاوى يوسف القرضاوي التحريضية وسلوك جماعة الإخوان المسلمين المنافق، صمت عما تعرضت له وتتعرض بعض الدول العربية من إرهاب وعدوان تقوده دول غربية وتنفذه دول عربية وإقليمية تحت غطاء نشر الديمقراطية والحريات، ولاسيما أن الكثير من تصريحاته تكاد تنطق تماماً بالحقيقة لولا الفرامل المفاجئة التي تكبح توصيفه للواقع وتوقفه عند حد معين..!!.
يبرر المتابعون لتصريحات ضاحي خلفان قائد شرطة دبي ذلك بالإشارة إلى أن حديثه عن خطر التنظيمات الإسلامية السياسية كجماعة الإخوان المسلمين وشيوخها الذين أضرموا الحروب والقتل في بعض الدول العربية أمر مباح ومطلوب لدى حكومات الخليج، التي تخشى على نفسها من امتداد هذه التنظيمات إلى دولها وما قد يتبع ذلك من أجواء عدم استقرار، ولذلك نرى أن هذه الحكومات والمشيخات تسعى إلى حشد أوسع قاعدة شعبية ضد هذه التنظيمات وشيوخها عبر استخدام بعض الشخصيات الرسمية والاجتماعية المشهورة لديها.
لكن على ما يبدو فإنه من غير المسموح لخلفان أن يتحدث عما جرى حقيقة في ليبيا أو ما يجري اليوم في سورية من أعمال إرهابية وجرائم ترتكبها تنظيمات وصفها في بلد آخر بأنها كـ«علي بابا وأربعين حرامي» وواصفاً إياها بالعصابة، وإن كان أحياناً يتطرق بكلمات عابرة لذلك كقوله في فترة سابقة إن ما يسمى بـ«الثورة السورية» ليست سوى صناعة أمريكية.
الفريق ضاحي خلفان من مواليد دبي في العام 1951 يتولى حالياً منصب قائد شرطة دبي وعضوية المجلس التنفيذي لحكومة دبي، حصل على الدبلوم في العلوم الشرطية من كلية الشرطة الملكية بعمان في المملكة الأردنية الهاشمية عام 1970، ثم أرسل في بعثة دراسية تخصصية في مجال المباحث الجنائية، وحصل على دورات في التفاوض.
بدأ حياته كما يشير مركز الإمارات للدراسات الاستراتيجية ضابطاً للشرطة في شرطة دبي، ثم مديراً للشؤون الإدارية والمالية، وفي عام 1979 عين نائباً لقائد عام شرطة دبي، ثم قائداً لها عام 1980، وهو المنصب الذي يشغله حتى الآن. تنسب إليه الكثير من الإنجازات المهنية خلال قيادته لشرطة دبي، فقد أنشأ (غرفة العمليات الشرطية)، التي تعتبر واحدة من أفضل غرف العمليات عالمياً، وأنشأ المختبر الجنائي، وقسم الطب الشرعي، وفرق الإنقاذ البري والبحري والجوي، وأكاديمية شرطة دبي، وإدارة الجودة الشاملة، وكلية دبي الإلكترونية للجودة الشاملة، ومركز البحوث والدراسات الذي تحول الآن إلى مركز دعم اتخاذ القرار.
دخل دائرة الضوء مع توليه التحقيق في قضية اغتيال محمود المبحوح أحد أعضاء المقاومة الفلسطينية وكشفه لكثير من الحقائق أمام الرأي العام العالمي، والتي أدت إلى إصدار مذكرات توقيف بحق عدد من المتورطين من حملة جنسيات أوروبية وصهيونية من جهة، وتلقيه تهديدات من جهاز الموساد الإسرائيلي كما قال من جهة ثانية.
ثم ما لبث أن دخل في صراع كبير مع جماعة الإخوان المسلمين التي وصفها بصفات كثيرة منها «العصابة» وأنها جماعة «علي بابا وأربعين حرامي»، وأن تشكل «خطراً على أمن دول الخليج العربي»، لأنها تخطط لقلب أنظمة الحكم، كما وصف كل من يتعامل معهم بـ«العميل». وفي تويتر قال: الإخوان أسقطوا مبارك وأنا سوف أسقط الإخوان.
ومؤخراً وصف ما يحصل في بعض البلدان العربية من فوضى بـ «الفسيخ العربي» متوقعاً أن تقوم ثورة ضد جماعة الإخوان المسلمين لأنهم يرتضون احتلال (إسرائيل) للقدس الشريف.
وقال الفريق خلفان في صفحته الشخصية على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي: إن «قدسنا محتلة و«أعلام إسرائيل» ترفرف في العديد من عواصمنا العربية.. إذا كانت الأنظمة السابقة ارتضت ذلك فمدّعو الإسلامية يرتضونها أيضاً».
وأضاف: بتنا نعيش في عالم تتحكم فيه «إسرائيل» مستغرباً كيف يخاطب رئيس مصر التي تشكل أكبر دولة عربية يفترض أن تكون عدوة «لإسرائيل» رئيس العدو بالقول «صديقي العزيز شمعون».
واعتبر خلفان أن العالم العربي سيشهد «بعد عامين» ثورة ضد جماعة الإخوان المسلمين الذين استولوا على الحكم في زمن الفوضى متسائلاً أين يذهب بترول ليبيا بعد «الفسيخ العربي»؟!.