التليجراف البريطانية: هل تتعاون أمريكا مع الأسد لإسقاط داعش؟

نشرت صحيفة "التليجراف" البريطانية مقالًا تتساءل فيه إذا كانت الولايات المتحدة سوف تتعاون مع الرئيس السوري بشار الأسد لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي الذي يسيطر على اجزاء كبيرة في سوريا ويقوم بارتكاب جرائم بشعة ضد المدنيين.
ذكر المقال أن الضغوط تزايدت لكي يحسم البيت الأبيض أمره وهو أن تتحول السياسة الأمريكية بشكل حاسم ضد الرئيس السوري بشار الأسد أو قبول العمل معه، لكن الولايات المتحدة ليس من المرجح أن تختار كلا الأمرين فهذا اختيار ليس بالبسيط سواء لمساعدة أو محاربة الأسد فكلاهما غير جذاب لسياسات للولايات المتحدة وهذا يجعل الولايات المتحدة أن تفكر بجدية حول بدائل.

وأضاف المقال أن الولايات المتحدة يجب أن تفكر في ثلاثة اختيارات وهي مساندة الأسد، ومحاربة الأسد، أو تبني عملية سلام دولية.

تحدث المقال عن الاختيار الأول وهو أن دعم ومساندة الأسد كجزء من حملة مكافحة تنظيم داعش تعني العمل مع إيران، إضافة إلى أن هذا سيعد انعكاس إستراتيجي لا أحد يريده وسيؤكد فكرة أن الولايات المتحدة وشركائها بقوة على الجانب الخطأ من المعركة ضد الجماعات السنية الذين سيتحولون ضد الولايات المتحدة وهذا سيكون مقلق لها.

اما بالنسبة للخيار الثاني فهو ليس بالواعد فالشيء الوحيد الأسوأ في عقول القادة الغربيين من بقاء الأسد في السلطة هو سقوطه فمن الواضح أن جميع المحللين للأزمة السورية يؤكدون أن إزالة نظام الأسد بالقوة سيزيد فقط من حالة عدم الاستقرار والعنف وسيمنح الفرصة للمتطرفين وليس العكس، بجانب أن هناك مخاوف من شبح لحرب طائفية وإبادة جماعية إذا سقط النظام السوري.

ويعد الخيار الثالث هو تبني عملية سلام في سوريا ليس بالحل الجاذب ولكنه قد يكون في الواقع هو أفضل بل وربما الوحيد في حل الأزمة السورية بالنسبة لسياسة الولايات المتحدة، فإزالة العمق الإستراتيجي لتنظيم داعش في سوريا يتطلب وضع حد للفوضى الحرب في سوريا وليس أن يتم إشعالها.

وفي النهاية تساءل المقال حول امكانية حل الأزمة السورية عن طريق اتفاقية سلام في سوريا بدون تقديم مساعدة للأسد وتم التوصل في نهاية المقال إلى أن إنهاء الحروب في سوريا يتطلب بالدرجة الأولى مفاوضات واتفاقات متعددة الأطراف وسلسلة من المؤتمرات الدولية تهدف لبناء تعاون وسعي لتحقيق المصالح الجماعية بين القوى الكبرى وهذا من شأنه سيخلق قوة وضغط موحد عن طريق ضخ أكبر عدد ممكن من الأطراف على الأرض ممكن في عملية السلام الدولية، وهذا النموذج يمكن أن يكون نسخة موسعة من مجموعة العمل من أجل سوريا التي أنشأها كوفي عنان في عام ٢٠١٢.
وعلى عكس ما يدعيه العديد من المعارضين لعملية السلام، فهذا لا يعني مد يد العون للأسد فهذه عملية دولية للاستفادة من التهديدات والحوافز من كل من أصدقاء وأعداء الرئيس السوري على حد سواء لخلق ضغط كاف لاستمرار المفاوضات مستمرة التي ستؤدي لانتقال سياسي وهذا قد يعني الحفاظ على رئاسة الأسد لفترة من الوقت، ولكن سوف يعني أيضا نهاية الوضع السياسي السوري الراهن.