لا تُفوّت «عجائب» هذه المشروبات

تتعدّد السوائل الساخنة التي يُمكن شربها شتاءً، لكن لسوء الحظّ فإنّ كثيرين قد يقعون ضحيّة خيارات سيّئة، فيستعينون بمشروبات غنيّة بالوحدات الحرارية وخالية من أيّ منفعة غذائية وصحّية. وللحدّ من هذا الأمر وحضّ المواطنين على اختيار المشروبات الصحّية، عرضت إختصاصية التغذية، لينا حرب بو يونس أفضل السوائل التي تتغلّب على برودة الطقس وتقضي على مختلف المشكلات الصحّية:

الشاي الأسود

وتطرّقت بدايةً إلى «أهمّية الشاي الأسوَد، لإحتوائه مادّة البوليفينول التي تُخفّض خطر الإصابة بالأمراض القلبيّة، من خلال مساعدة وظيفة عضلة القلب، فضلاً عَن أنّها تقي من بعض أنواع السرطان بما فيها سرطان الرئة».

من جهة أخرى، يحتوي الشاي الأسوَد كمّية عالية من مضادّات الأكسدة التي تساعد على الحماية من الجذور الحرّة الموجودة في الجسم، ويحمينا من الألزهايمر، ويقوّي الجهاز المناعي، فيحارب البكتيريا والفيروسات (إنفلونزا، ونزلات البرد، والتهابات الكبد...)، ويقمع الأورام، ويفيد الجهاز الهضمي».

الشاي الأخضر

أمّا عَن نظيره الأخضر، فلفتت إلى أنّه «يُساعد على خسارة الوزن بفضل احتوائه مركّبات الفيولات المتعدّدة والمسؤولة عن نشاط الأنزيمات التي تعمل على تذويب الدهون، وبذلك فهو يتمتّع بقدرة فعّالة على حرق الدهون على المدى البعيد والتخلّص من تلك المركّزة تحديداً في البطن. إضافة إلى احتوائه مادة EGCG التي تزيد أداء التمثيل الغذائي، لتعزّز خسارة الوزن وتمنح الجسم رشاقة أكبر».

وأردفت: «يحتوي الشاي الأخضر مادة الكافيين التي تحفّز الجهاز العصبي وتستخدم الدهون كمصدر للطاقة، وبذلك تزوّد الجسم نشاطاً إضافيّاً وتحرق الدهون بنحو أفضل. أمّا مادة «الكاتيشين»، فتستخدم الأحماض الدهنيّة بواسطة خلايا الكبد والعضلات، وبذلك فإنّ الكربوهيدرات تنخفض في الجسم على المدى البعيد، ما يساعد على إطالة مدّة الرياضة ومحاربة التعب السريع».

من جهة ثانية، لفتت لينا إلى أنّ «الشاي الأخضر يؤخّر ظهور الشيخوخة بفضل احتوائه نسبة عالية من مضادات الأكسدة، ويمتصّ الإلتهابات، ويعالج حبّ الشباب، ويحارب الإمساك، ويعزّز الهضم، ويزيد إفراز البكتيريا الجيّدة في المعدة، وفي المقابل يطرد تلك المضّرة التي تسبّب عسر الهضم، فيضمن حركة أمعاء سليمة».

وكشفت أنّه «يمكن مزج الشاي مع بعض المنكّهات لتعزيز مفعوله، كالحامض الذي يساعد الجسم على تعزيز امتصاص مضادّات الأكسدة، أو القرفة التي تنظّم مستوى السكّر في الدم، أو الزنجبيل الذي يمنح كمية كبرى من مضادات الأكسدة التي تحمي الجسم من الإصابة بالأمراض كالسرطان، ويمنع تكوين البكتيريا في الفم، ويقضي على الغثيان».

النعناع والزيزفون واليانسون

إلى ذلك، تطرّقت لينا إلى مشروبات النعناع، والزيزفون، واليانسون التي بدورها تحظى بشعبيّة عالمية كبرى، فأشارت إلى أنّ «النعناع الذي يضمّ كمية عالية من مضادات الأكسدة، والفيتامينات، والماغنيزيوم، والبوتاسيوم، والنحاس، يعالج المغص وعسر الهضم، ويطرد الغازات من البطن، ويفتح الشهيّة، ويساعد الشخص الذي يعاني ارتفاع حرارة جسمه من خلال إثارة إفراز العرق. ناهيك أنه يهدّئ نوبات السعال الحادّة والجافة، ويزيل آلام الرأس، ويطهّر الجسم، ويخفّف تشنّجات العضل».

وأضافت: «أمّا الزيزفون فيعالج الزكام والصداع الناتج منه، ويحمي من البرد، ويهدّئ السعال، ويثير إفراز العرق، ويسهّل التنفّس، في وقتٍ يحتوي اليانسون الفيتامينات B وC، والكالسيوم، والحديد، ويُعرف بقدرته على علاج الربو، وطرد الغازات والتشنّجات، والتقليل من انتفاخ البطن، والتخلّص من البلغم، وفتح الشهيّة وتنشيط الجسم».

الزنجبيل

وفي ما يخصّ الزنجبيل، الذي يدخل أيضاً في أطباق عدّة، فقالت لينا إنه «يحتوي عناصر غذائية عدّة كالكالسيوم، والكربوهيدرات، والمنغانيز، والبروتين، والفيتامين B6، والألياف، والحديد، والماغنيزيوم، والسلينيوم، والصوديوم.

وقد استُخدم منذ القِدم للقضاء على الغثيان، والتخلّص من مشكلات الجهاز التنفّسي (السعال، والرشح، والتهاب الحلق) بفضل خصائصه المضادّة للبكتيريا، وتنشيط الدورة الدموية، ومداواة التسمُّم، والتأثير إيجاباً في الجهاز الهضمي، وتنظيم حركة الأمعاء.

إضافة إلى قضائه على الطفيليّات، وخفض نسبة الدهون المحيطة بالبطن، وحماية بطانة المعدة وبالتالي تقليل الغازات وهضم البروتينات والدهون في أسرع وقت ممكن، والأهمّ أنّه يُستخدَم كعلاج طبيعي لسرطان الرحم، وإبطاء نموّ خلايا سرطان القولون».

أصول شُربها

ولكي تضمن إفادةً قُصوى من هذه المشروبات الصحّية، توصيك لينا بـ»شرب ثلاثة إلى أربعة أكواب منها كحدّ أقصى في اليوم، وإضافة القليل من المُحلّيات الطبيعيّة إليها (عسل، قرفة، زنجبيل...)، بدلاً من الإستعانة بالسكّر المصنّع الذي يزوّدك بوحدات حرارية عالية، ولا يضمن لك الشبع، ويعرّضك لمخاطر صحّية جمّة. أمّا المحلّيات الصناعية، فيمكن استعمالها لكن باعتدال، لأنّ كثرتها تضرّ جسمك، خصوصاً أنّ دراسات عالمية عدّة أشارت إلى احتوائها موادّ مُسَرطنة».

في المقابل، حذّرت من الإفراط في شرب هذه السوائل، موضحة: «إذا كان الشاي بالقرفة مفيداً لمرضى السكّري، هذا لا يعني إطلاقاً أنه يجب شربه بكمّية هائلة، لأنّ ذلك يؤدي حتماً إلى انعكاسات أُخرى.

من جهة أخرى، يجب على الحامل الإعتدال في استهلاك هذه السوائل، وإلّا ازدادَ خطر تعرّضها للإجهاض. فضلاً عن أنّ كثرة الشاي تزوّدنا بجرعة عالية من مادة الكافيين التي تؤدي إلى أوجاع الرأس، وتسارع دقّات القلب، وتؤدّي إلى التشنّجات...».

وختمت قائلةً: «مش غلط الإبتعاد قليلاً عن الأدوية، واللجوء إلى المواد الطبيعية لمعالجة مشكلاتنا الصحّية، لكن من المهمّ أولاً عدم استعمال أيّ عشبة قبل معرفة منافعها وتأثيراتها السلبيّة، لأنّ البعض قد لا يتحمّلها.

لذلك يجب أولاً استهلاكها بكمّية صغيرة، فلربّما لديك حساسية عليها من دون علمك». ودعت الأشخاص الذين يعانون مشكلات صحّية كالقرحة، والتهابات المعدة، والحرقة، والإنسداد المعوي، لعدم اللجوء إلى هذه المشروبات قبل استشارة طبيب.