مهما بلغت من القـوة.. ستهزم في المواجهة.. إذا تجاوزت قواعد الحرب وقواعد الاشتباك

أحمد مرعي
بعد الحرب العالمية الثانية قامت الحرب الباردة للمرة الأولى.. ودارت رحاها في بقاعٍ كثيرة !
بين السوفييت وحلفائهم من جهة ..
وامريكا والغرب ودول النفط وبراميل الغاز من جهة اخرى
تكابشوا وتقاتلوا وتصارعوا وتنافروا على جغرافيا دول اخرى.. بطرق مختلفة ؟
اما ديبلوماسية او عسكرية عن طريق دعم احدى طرفي الحرب في اي من الجغرافيات المتصارع عليها
واما ثقافية او دينية او سياسية او نفسية او او...

حتى وصل السقيع السوفييتي بأن يهدد خروتشوف كينيدي ..ومن على منبر الامم المتحدة بدفن امريكا بالكامل عن خارطة الامم غير مأسوف عليها.وارسل خروتشوف 25 بارجة حربية مرت من امام السواحل الامريكية الى كوبا محملة بالصواريخ النووية , وهذا يعني ما يعنيه من تهديد ووعيد للامريكان وجدية خروتشوف في ما قاله .
استمر الصراع البارد في مناطق متعددة من العالم , في الكوريتين وكوبا وأزمة صواريخها وخليج خنازيرها وفيتنام وحرب الخليج الاولى والثانية وافغانستان والحرب على لبنان وسوريا في الثمانينيات , وسقطت احلاف ونشئت احزاب وقامت دول وتفككت سلطات واندثرت تحالفات؟؟؟ والى ما هنالك من محصلة لاي حرب ممكن ان تقوم.

واستمرت حتى " 1989 " حين اعلن عن سقوط الاتحاد السوفييتي وانسحاب الجيش الأحمر الروسي من افغانستان .
وتفككت بعض الجمهوريات التابعة له في دول البلقان من الصرب والكروات وسراييفو والشيشان !
لزم روسيا ما بعد الاتحاد السوفييتي لأن تنهض من الم الهزيمة والضمور " 15 عاماَ "حتى تعيد بناء ما كسر في الحرب الباردة والمواجهات الديبلوماسية الحامية الوطيس.
قي عام 2003 , عادت بوادر ظهور الحرب الباردة تلوح بالافق من جديد عندما قامت الحرب على العراق , وفي 2006 دفنت اسطورة الميركافا , وصعد نجم الكورنيت الروسي وبدأ السلاح الروسي يغزو المجمعات الحربية والمعدات العسكرية تجهيزاً وتسليحاً لجيوش العالم.

في " 15-3-2011 " اشتعلت النيران وعاد شبح الحرب الباردة من جديد .ولكن هذه المرة كان كل يوم يمر منذ " 15-3-2011 " حتى اللحظة ..
هو يوم حامٍ تزداد فيه حدة المواجهات وضراوتها !

قد غاب عن بال الكثير حادثة الطائرة الماليزية؟؟ ولم يعرها احد اي انتباه !
حينها كانت الاخبار الاولى عن اصابة طائرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصاروخ موجه، مما ادى لاسقاطها ووفاته !
كان من الممكن ان يخرج الاعلام الروسي الرسمي او الخاص حينها ليؤكد او ينفي صحة هكذا خبر كما تناقلته وكالات الانباء العالمية؟
عدة وكالات أنباء أكدت بأن الطائرة المستهدفة كانت طائرة بوتين هو نفسه لا احد غيره، لكن الروس القطبيين لم ينفوا ذلك ولم يؤكدوه او حتى يتحدثوا عنه، وعليه فماذا لديهم في جعبتهم؟ على الأغلب فان ركاب الطائرة الماليزية الحقيقيين، والذين قضوا بسقوط طائرتهم بعد تعرضها لصاروخ، كانوا هم الفدية المناسبة لتفادي اشعال فتيل الحرب الكونية الثالثة والاخيرة بشكل "ند ل ند" وبطريقة مباشرة ورسمية .. بما انها مندلعة بشكل او باخر منذ قيام ربيع الشياطين الأعرابي، على أرض المحشر والتكوين !

الغرب لن يتراجع عن المواجهة كما هو واضح، ولن يعترف بانه هزم وبدل الاقرار بقيام نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب.. قام بفرض العقوبات على روسيا الدولة والرئيس وبعضاً من المسؤولين العسكريين والأمنيين والسياسيين، عدا عن العقوبات الاقتصادية ومقاطعة روسيا، وكما هو واضح، فان سلاح العقوبات لم ياتي اكله وهو غير مجدي بظل ازمة اقتصادية ومالية يعيشها الغرب، لا روسيا ، اذا ان التقدير الاولي للخسائر تدل على تراجع الاقتصاد الغربي الامريكي منه والاوروبي الى الخلف !

لعل بعضاً مما قاله بوتين بعد كل هذا الكباش ..كافٍ ليلخص لنا ما سيحصل في النهاية ؟؟ , :ـ

ان أيادي روسيا قوية جدا،
ونحن مستعدون ان نمد ايادينا لجميع شركائنا،
ولكننا نحذر الجميع ان ايادينا طائلة !
ولايمكن لأحد أن يثنيها , حتى ولو اجتمع لثنيها الغرب بأكمله.
ومن يفكر بأيذائنا؟؟، لن يبقى ثلاثة ايام على قيد الحياة !ـ

ان مجرد البدء باللعب على ورقة الاقتصاد من الحلف المعادي للامبريالية , (حلف شنغهاي) ومدهم لهذه المنظمة بمئة مليار دولار وبعملاتهم المحلية محل الدولار هو ضربة موجعة للاقتصاد الامريكي بشكل خاص، ليكون «شنغهاي» بديلاً عن صندوق النقد الدولي ذو النظام الرأسمالي العفن، الذي كان ولا يزال الطريق الأسهل لمصادرة قرارات الدول المستقلة والسيطرة عليها ومصادرة ثرواتها واستعبادها.

ان الحلف الذي «لا يحب سياسة العنتريات، ولا البندريات» هو الحلف الذي اثبت قوته وقدرته على الصمود والبقاء،
لا نحب العنتريات؟؟ اي اننا اقوياء ونملك من القوة فائضاً هائلاً لا تملكوه ولن تملكوه بحكم وزننا التاريخي وارثنا الحضاري الهائل ,
وان نحن لم نصرح ولم نستعمل ورقة الاعلام والعولمة لِنُظَهر قوتنا، ليس ذلك نتيجة ضعف او قلة حيلة، لا تالله، بل لان سلاح الاعلام هو سلاح الدجالين ونمور من ورق وكرتون، فلم يحتج كل جبابرة الكون وعظمائه، منذ نشأة المعمورة، اي وسيلة اعلامية لينقلوا لنا عن انتصاراتهم وفتوحاتهم وانجازاتهم لنعرف عنها اليوم؟؟ لا ، بل ان ما انجزوه واثبتوه على ارض الواقع، هو الذي حفظ لهم مكانتهم منذ الأزل وحتى اليوم والأبد..
واربعة سنوات من اسفل فجور استعماري عرفه التاريخ , كاف ليدخل الأسـد من أوسع ابواب العظمة !
قال الاسـد :ـ «وان كنتم تملكون الفضاء اليوم؟ فقريباً، سنملك الأرض والفضاء معاً».

بل واكثر من ذلك ، كونتينات الخليج الأعرابي وبراميل النفط والغاز تدرك جيداً وترى نصب أعينها انه وبمجرد انتهاء الحرب الارهابية الصهيونية القائمة على سوريا والعراق والمقاومة ، ستكون نهاية عروشهم والى الابد , «ولكم في شاه ايران» خير ذكر ومثال ، لذلك تراهم يتخبطون ولا يدركون ماذا يفعلون وان كل العالم ذاهب الى التسوية، ومحاربة الارهاب هي الرافعة لذلك ، وهم ما زالوا في غيهم يعمهون !

وإن اللبيب من الإشارة يفهم ، إن كان فيهم قليل من عقل أو بقية من عقلاء.