خلاف روسي سوري..!؟

رواد ضاهر
منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011 كانت المواقف السوري الروسية متقاطعة ومتكاملة، ومن لا يذكر الدعابة التي كان البعض يطلقها عن أن سيرغي لافروف يظهر في بعض الاحيان على أنه وزير خارجية سوريا، لا روسيا، في إطار مواقف موسكو الداعمة لدمشق والمؤيدة لطروحاتها.

إلا أن المشهد الاعلامي تبدل منذ أشهر حتى اليوم، وقد تكون أولى مؤشراته التباينات بين موقفي دمشق وموسكو من غارات الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش، لترسو بوصلة التباينات اخيراً على غموض موقف دمشق مما سمي بالخطة الروسية أو ما سمي في الاعلام "موسكو1".

مصدر متابع للملف السوري يرى أن اندفاع موسكو لعقد مؤتمر من هذا النوع يصب في إطار عودةٍ روسيةٍ إلى الواجهة بعدما خطفت الولايات المتحدة بحلفها الأضواء تحت حجة محاربة داعش.

كما إن موسكو، الممتعضة من التفرد الأميركي والعمل من خارج إطار مجلس الأمن، تسعى إلى جمع أوراق جديدة تحت عنوان الحل السياسي في سوريا.

في المقابل، وبحسب المصدر عينه، لا تمانع دمشق في عودة موسكو لتمسك بخيوط الحل،خصوصا أن البنود الروسية لا تتناقض مع الخطوط الحمر السورية، بل هي تحت السقف الذي تقبل به القيادة السورية في أي حوار.

ويتابع المصدر مؤكداً أن نقطة الخلاف أو بالأحرى التباين تكمن في توقيت هذه الدعوة، خصوصا أن دمشق اليوم تبدو في وضع مريح اكثر بعدما بات وهج ما يسمى بالائتلاف المعارض معدوماً، وبعدما باتت القوى التي كان الغرب يصفها بالمعارضة مختصرة بداعش الذي يعد تنظيماً ارهابياً في نظر الجميع، والنصرة التي تجاهر بانتمائها لتنظيم القاعدة.

وعليه، فإن دمشق قد لا ترى اي جدوى من تظهير قوة معارضة جديدة لتحاورها، علما أن الاسماء التي تطرحها موسكو ضمن وفد المعارضة لا تستفز دمشق مقارنة بالأسماء التي كانت تحاورها في جنيف.

ومن جهة ثانية، تعتبر دمشق ان التقدم الميداني المتواصل، يتيح لها جمع نقاط قوة اكثر تصرفها في ما بعد، وليس الآن، في اي حوار ممكن، وبعد هذا العرض، يصبح السؤال مشروعاً، هل من خلاف روسي سوري؟.

المصدر المتابع يتوقف هنا عند أهمية الحلف الاستراتيجي بين البلدين، ويذكر بالمراحل والمعارك التي خاضاها معاً خلال السنوات الماضية، ليخلص إلى التأكيد أن ما تم تجاوزه من مخاطر في المرحلة الماضية كان الأصعب، واليوم يمكن وصف ما يحكى عن العلاقات الروسية - السورية بالتباين كحد أقصى، لا بالخلاف، إذ إن الاستراتيجية واحدة على رغم بعض التكتيكات المختلفة، وينهي كلامه بالقول: وليد المعلم سيزور موسكو، وبعدها تنجلي كل الامور... مستذكراً ما قيل منذ عام ونيف عن تخل روسي عن دمشق بعد التهديد الغربي لسوريا على خلفية السلاح الكيميائي، وكيف أن الحقيقة ظهرت، خلال زيارة المعلم لروسيا، حين بانت مؤشرات الحل من موسكو.