حمروشيات.........

Fatima Hamroush

للنشر على أوسع نطاق:
تسريب وردنا من جهة موثوقة من داخل أروقة مقر ديوان المؤتمر الوطني العام السابق، نرى ضرورة نشره:
"في جلسة خاصة جداً أخذت طابع السرية، وبتاريخ 17/11/2014، حيث إجتمع نوري أبوسهمين مع أربع من أعضاء المؤتمر المنتهية ولايته، وهم كالتالي:
1/ عبد الوهاب بالقايد، وهو أحد المتشددين الإسلاميين المنتمي إلى الجماعة المقاتلة الليبية الموالية لتنظيم القاعدة.
2/ محمد العماري، وهو أحد العناصر التي لعبت دور سلبي طيلة عمل المؤتمر الوطني، والمنتمي إلى جماعة الأخوان المسلمين.
3/ مصطفى التريكي، وهو المسئول عن إختطاف علي زيدان، والمعروف بمواقفه الإستفزازية لكل من يحمل فكر مضاد للإخوان ومن والاهم.
4/ محمد أبوسنينة، وهو شخصية سياسية منقسمة بين واجب الدفاع عن حقوق القبيلة التي انتخبته (الأصابعة) والتي تقع في خانة الأزلام بمفهوم الثوار، وبين ولائه للإخوان الذين ينتهجون مع أعوانهم نهج تشريح مكونات الشعب الليبي على أساس مع أو ضد فبراير.
وناقش هؤلاء مسألة في غاية الأهمية والخطورة، فقد اتفقوا جميعاً على وجود خلل كبير على مستوى قيادة الثوار، وذكروا فيما ذكروه أن قوات فجر ليبيا، ورغم ما حققته على الميدان، حسب وصفهم، فلا يكاد يُرى لها قائد غير صلاح بادي، وأن هذا الاخير يفتقر إلى مواصفات الشخصية الوطنية التي تمتلك إمكانيات الزعامة، حسب قولهم.
فذكر أحدهم أن هذا الفراغ خطير، وقال علينا أن نتخوف من أن يقفز شخص مدعوم من بعض الأطراف ومباركة من الخارج، فيستطيع أن يفرض نفسه على المشهد، وذكروا أيضاً في سياق حديثهم أن الشخصية التي ستأتي لا نتخوف من أن تكون تابعة لجبريل لأننا نتوقع أنه سيستغل الثوار الذين، وكالعادة يسهل استغلالهم في أي اتجاه، في حال إطلاق حملة إعلامية تدغدغ مشاعرهم مع ضخ القليل من الاموال إلى زعاماتهم.
واتفق الجميع على بذل جهود داخل المؤتمر الوطني، وتوجيه الأعضاء المتواجدين حالياً على إحداث تغييرات جذرية في المناصب السيادية داخل الدولة، شريطة أن يكون التغيير تحت إدارتهم، أي الأشخاص الخمس ، وأنهم سيعتمدون على طريقة تمرير الأجندات الخفية دون أن يشعر زملائهم الآخرون.
والمناصب التي تحدثوا في أمر تغييرها هي كالتالي:
1/ الاستخبارات
2/ الاركان
3/ نائب محافظ ليبيا المركزي
4/ مكافحة الفساد
5/ الرقابة الادارية
6/ ديوان المحاسبة
والهدف المرصود لهذه العملية واضح، وهو إحكام السيطرة على مواقع حساسة في الدولة، وبذلك تكون لهم القدرة على تحريك وجهة البوصلة السياسية في الإتجاه المطلوب
وفي نهاية الجلسة إتفق الأربعة على أن يكونوا لصيقين برئيس حكومتهم، وأن يكون لهم الدور الأول والأخير في توجيهه، وأن يتعاونوا لتمرير أجنداتهم، كما تم الإتفاق بينهم بأن البلاد لا بد وأن تدار بمجلس قيادة الثوار، وأن يتخلوا عن فكرة الإنتخاب المباشر لأنه غير مضمون النتائج، واعتبار أن الشرعية الثورية هي المعنية الاولى والأخيرة بتسيير دفة الحكم".
لن اتحدث عن إمكانية نجاح الفكرة، فهؤلاء يعتقدون أن الأمور يمكن تسييرها بهذه البساطة، لكن النقطة الأهم في الحوار هي حقيقة أن الثوار بالفعل فشلوا في تقديم شخصية مقبولة إلى الشارع الليبي، وبالتالي فقد أصبحوا عرضة لهذا النوع من السفه الذي يفكر فيه أمثال بوسهمين، وهو الذي يحاول عبثاً أن يظهر للعالم بأنه شخصية مباركة من ثوار فبراير بهدف أن يكون طرف قوي في اللعبة السياسية.
والواقع هو أن العالم بأسره لم يَعِر أبوسهمين أدنى اهتمام وهو يجوب بطائرته العواصم مستجديا مقابلة يعتقد أنها تليق بمقامه المزعوم، والذي قد يرى البعض أنه خسره بانتهاء فترة المؤتمر، ولكن الحقيقة التي يراها الكل بمن فيهم بوسهمين بنفسه، هى أن خسارته الحقيقية كانت عندما ظهر مستجديا هيثم التاجوري ليستر عليه.
فيا ثوار فبراير، هؤلاء هم من أساءوا لكم، وهؤلاء هم من يستغلون لصالحهم فقط، غياب قيادات حقيقية قادرة على إقناع الشعب والشارع الليبي، وقادرة على تقويم إعوجاج بعضكم وتصحيح سلوك كل من يستغل إسم الثورة في تحقيق مكاسب غير مشروعة.
هذه الجلسة أيضا تطرح سؤالاً كبيرا عن طبيعة العلاقة التي تجمع هؤلاء السفهاء، ولا نشك في أن الجواب هو العلاقة النفعية المؤقتة بين ثلاثة تيارات:
#تيار الإسلام المتطرّف، ويمثله عبدالوهاب القايد.
#تيار الإسلام السياسي، ويمثله جماعة الإخوان.
#تيار المتطوعين لخدمة الأقوى ويمثله أبوسهمين.
ولا يسعني هنا إلا أن أختم كلامي بالحديث النبوي الشريف:
"سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خُدَّاعَاتٌ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ ". قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ قَالَ: "الرَّجُلُ التَّافِهُ يَنْطِقُ فِي أَمْرِ الْعَامَةِ".
حفظ الله ليبيا وأهلها من كل أفّاقٍ أثيم.
د فاطمة الحمروش
18/11/2014