تزايد مشاعر "العداء للسامية" في أوروبا

عقدت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا Organization for Security and Cooperation in Europe إجتماعاً في الآونة الأخيرة للبحث في موضوع “العداء للسامية” بأوروبا، وكانت خلاصة ما توصل إليه هذا الإجتماع أن مشاعر “العداء للسامية” تتزايد في أوروبا، وذلك ليس على صعيد الإعتداءات التي يتعرض لها اليهود، أو يدعون أنهم يتعرضون لها، وإنما لجهة “التصرف اليومي” لعموم الناس إزاء اليهود، وخصوصاً لناحية رفض هؤلاء الناس المتزايد للأقاويل اليهودية ولإدعاءاتهم حول السياسات “الإسرائيلية” وما شابه…

ومن الواضح أن هذا الواقع الجديد ينمّ عن زيادة وعي الشعوب الأوروبية إزاء الخطر اليهودي، وذلك بعد أن ظهرت الطبيعة الهمجية للممارسات اليهودي بفلسطين المحتلة، فضلاً عن عمليات الإختلاس والمضاربة للشركات المالية اليهودية التي تسببت بالأزمات الإقتصادية التي تعاني منها غالبية البلدان الغربية منذ 2008 على الأقل.

وإزاء هذا الواقع، يسعى اليهود إلى تحقيق بعض المكاسب، وذلك عن طريق تشجيع “يهود الشتات” على الهجرة إلى فلسطين، وتبرير ممارسات “إسرائيل”بحق الفلسطينيين إزاء الرأي العام الغربي بأنها تستهدف “حماية اليهود الذين يتعرضون للخطر في كل مكان، وحتى في أوروبا.” مع السعي للحصول على المزيد من دعم البلدان الغربية لـ”إسرائيل” باستعمال تلك الحجج. على أن الرأي العام في البلدان الغربية بات اليوم أكثر وعياً لحقيقة المافيا الإحتكارية اليهودية، ومن المنتظر أن ينعكس الأمر برفض الناخبين في تلك البلدان في هذه البلدان مواصلة منح الكيان اليهودي المساعدات والتسهيلات المالية دون حدود…

بالمختصر، فإن الظروف كانت ستكون مهيأة لتوجيه ضربات حاسمة للوبي اليهودي في العالم لولا بروز ظاهرة الحركات الدينية المتطرفة في البلدان العربية، مع العلم أن هذه الحركات تحظى بدعم خفي وإنما بالغ الأهمية من جانب “إسرائيل” واليهود، وخصوصاً في سوريا. والمطلوب الآن شن حملة توجيهية مركزة في البلدان الغربية تبين الصلة المباشرة القائمة بين الجماعات المتطرفة مثل “النصرة” و”داعش” واللوبي اليهودي، وحينها فإن الرأي العام العالمي لا بد وأن يتحول نهائياً عن دعم “إسرائيل”… هذا الأمر بات ممكن التحقق، خاصة وأن شعوب البلدان الغربية باتت الآن أكثر إستعداداً لسماع قول الحق والعقل، لكن هل يكون هناك ثمة جهة عربية فاعلة قادرة حقاً على تولي هذا الأمر؟