قصف معيتيقة مقدّمة لهدم أعشاش الدبابير

أراد التحالف المصراتي الإخواني أن يتكتّم على هزيمته في ككله، لكن موجة الاتهامات والاتهامات المضادّة بين قادته ومنتسبيه وتلويح كثيرين منهم بالتمرّد أرغمت قادته على الإقرار بالهزيمة والانصراف إلى تبريرها بنقص الذخائر والتسليح ومتغيرات "المناخ"، وصعوبة تأمين الإمدادات انطلاقا من بعض مدن الجنوب نحو ساحة المواجهة المحاصرة عمليا بشكل محكم يجعل وصول أية إمدادات ضربا من ضروب المستحيل.
اقتنع الإخوان وحلفاؤهم بفداحة الجرم الذي ارتكبوه حين زجّوا بآلاف الشبّان الليبيين اليافعين والقاصرين في خضمّ صراع دموي بعيد عن مدُنِهِم وقراهم وبلداتهم، وأرغمهم على شدّ الرّحال إلى مناطق وبلدات ومدن بعيدة عنها ليس من أجل التعرف إلى أبناء وطن لهم هناك، وليس لمؤاخاتهم أو مصادقتهم أو مصاهرتهم أو علاجهم أو إغاثتهم أو تعليمهم.. لا بل من أجل محاصرتهم وقتلهم وإبادتهم حتى يعلنوا الاستسلام والولاء للإخوان والدواعش أو يفنُوا عن آخرهم؟؟!!
وكان من الطبيعي أن يتكرر المشهد الذي ألفناه في معظم قصص الغزو في التاريخ.. يرابط الغازي تحت أسوار المدينة ويحاول التضييق عليها ومحاصرتها إلى أن تنكسر إرادته على صمود أهلها واستبسالهم في الدفاع عنها.. وهذا ما حدث بالفعل.. فقد اعتاد الحلف المصراتي الإخواني "فتح المدن الليبية" واستباحتها تِباعَا دون أن يجد مقاومة ولا ممانعة.. لكنه وجد في ورشفانه إرادة وصبرا وعزما.. لأن المعركة كما يعلم كثير من الليبيين أبعد ما تكون عن صراع عادي أو سياسي.. إنما هي تطاحن أيديولوجي بامتياز. حيث يسعى الإخوان وحلفاؤهم من المتشددين والتكفيريين والجهويين المتعصّبين إلى الهيمنة على الجائزة الكبرى لما يسمى بالربيع العربي بمساحتها الشاسعة ومواردها الوافرة وملايين قطع السلاح المنتشرة عبر إقليمها، وسواحلها المتاخمة للهدف الأوّل للجهاديين وهو أوروبا.. كل هذه المغريات مجتمعة اجتذبت طائفة كبيرة واسعة من التكفيريين الأجانب الذين لبّوا دعوة أئمّتهم ومشائخهم الجهاديين كي ينفروا نحو ليبيا، متناسين أنها بلد مأهول بشعب وقبائل استشعرت خطورة الاستهداف وأدركت أخيرا حقيقة الصراع..
قصف معيتيقة وخسارة معركة ككله، وصرخات الاستغاثة الإخوانية التكفيرية، والنداء الموجه من رئاسة أركان مصراته إلى المدن والمناطق بتعزيز الجبهات ودعمها لوقف الاندحار السريع من كل المنطقة الغربية كلها إشارات تدلّ على أن عشّ الدبابير يوشك أن ينهار على من بداخله، وأنّ الانكسار نهاية محتومة للعصابات التي مكّنت كلّ من هبّ ودبّ من المجرمين والصعاليك والمتطرفين في رقاب الليبيين وثروتهم ومدنهم..
والاهم الأن هو استهداف التكفيريين في كل مواقعهم لتشتيت جهودهم والضغط عليهم في أماكن مختلفة كي لا يشعروا بالأمان في أي مكان..
أما الأمر الأكثر أهمية فهو التحسّب لإمكانية تنفيذ ميليشيات المتطرفين مجازر وأعمال قتل وتصفية بحق المعتقلين والمواطنين الأبرياء. لذلك لا بد من التعامل مع هذا الاحتمال وأنتزاع أمر المعتقلات من أيدي هؤلاء المجرمين.. والله المستعان. ....منقول ....

هؤلاء لا اماااان لهم والخيانة في دمهم ولاتستغرب منهم شئ