من جحيم الغربة ... إلى نعيم الوطن .. بهذه الكلمات اختار الشاب بيان عنواناً لقصتهِ

تضليلُ ووهمٌ وكذبٌ وادعاء وروحه تائهة أمام التلفاز ، يردد عبارته الساخطة بغضب :
( هذا كَذب , كل ما يحدثُ كذبٌ ودجل ، نحن لسنا هكذا كما يسوقون )
يتنقل من محطةٍ تلفزيونية إلى أخرى مردداً ذات العبارة مطلقاً ذات الشتائم على تلك المحطات يُطفأ التلفاز ويقرر : أرغبُ بالعودة إلى سورية ، أرغبُ بالقتال مع الجيش ، الوطن بحاجتي أكثر
يرفع سماعة الهاتف ، يتصل بوالده فيقول له : لا تخف مايحدث
هو عبارة عن قليلٌ من الشغب لا أكثر ، قليلٌ من الوقت وستهدأ الأحوال.
هكذا أمضى الشاب بيان أيامه في الغربة بثقلٍ وتعب مُرهقيّن ، فمنذ بداية الاحداث في سورية لم يستطع رؤيةَ علماً غير علمه ولم يَحتمِلَ أن يرى تكالب العالم بأسره ضدَّ بلده .
عجلة الأحداث تدور ، ورَحى الإرهاب بدأت في سورية ، شهداءٌ يسقطون في بانياس وجسر الشغور و حمص ودرعا وفي جميع محافظات بلده
تتحجر الدموع في عيني بيان لما يراه ، يعود للاتصال بوالدهِ سائلاً :
ألم أُطلب إلى الاحتياط بعد ؟
يجيب والده نافياً : بـ لا
قلبه الغاضب الحزين المتلوع لمناجاة وطنه دفعه لاتخاذ قراره النهائي بمغادرة مكانه الآمن والعودة للالتحاق بصفوف الجيش العربي السوري
بيان هذا الشاب العشريني من أسرة متوسطة الحال غادر بلد الغربة تاركاً وراءه عمله ومنزله وسيارته ليعود إلى وطنه بين ذراعي الجيش العربي السوري ،في حين كان ( شباب الوطن ) ينفقون المال الكثير لمغادرة أرض الوطن سورية
بيان شارك القوات المسلحة الباسلة معارك عديدة وفي مناطق ساخنة كان آخرها في محافظة دير الزور
قاومَ ، ودافعَ وحمى أرضه بكل ما يملك من إرادة وعزيمة ، استطاع قتل الكثير من البرابرة ونجى بعناية الله وحمايته من الموت مراتٍ عدة.
توفيَ والدهُ ، ولم يستطع أن يعود لوداعه بسبب الحصار الذي فرضته الأيادي الآثمة ، تحتدُ المعارك ويصابُ بيان إصابات بليغة ، استطاع الاطباء استخراج بعض الشظايا من جسده النحيل وبقيت اخرى في جسده ليحملها كوسام شرفٍ له ، أما اصابتهُ الأخطر كانت في يده اليسرى التي أصبح شبهُ عاجزٍ عن تحريكها نتيجه لتهشم العظم و انقطاع الاوتار و الاعصاب الحسيّه ، و رغم ذلك سرعان ما التحق بصفوف الجيش قبل أن يكمل علاجه
ليتفاجأ عند وصولهِ بقرار تسريحه بسبب العجز الذي أصاب يده .
منذ مدة سألته : ما الذي ستفعله الآن ؟
نظر الي بعيون واثقه و أجابني " سأعاود المحاولة للالتحاق بصفوف الجيش " ....
بمثلكم تبنى الأوطان .. و بتضحياتكم ستبقى سوريا صامدة ما بقي الزمان