كل عام و أنتم بخير .

أحمد الحباسى

بدون تعقيد و دون البحث عن تزويق في التعبير وجدت أناحمد-الحباسي (1) خير الكلام في هذه المناسبة ما قل و دل ، طبعا ، كنت أود أن أطبع هذه البطاقة بكل رياحين و عطور الدنيا لأقدمها باقة معطرة لكل متابعي هذا الموقع و غيرهم على طول و عرض مساحة التعبير و لكن ..أي نعم ، و لكن ، خيرت الاختصار و لم أجد من مختصر مفيد غير كل عام و أنتم بخير ، الخير هو أن تكونوا في أتم العافية و الصحة و هذا مكسب لا يضاهيه مكسب في الدنيا ، بخير يعنى فيما يعنى أن تكون النفوس خيرة في تواصلها مع الآخر مهما اختلفنا و مهما تشاجرنا و مهما ذهبت اتجاهاتنا الفكرية و بوصلتنا الذهنية، بخير تعنى أيضا فيما تعنى أن يعود الخير لهذه الأمة التي فقدت بفعل فاعل لئيم ، خليجي بالأساس ، ألافا و ملايين من الشهداء الأبرياء بداعي إسناد ثورة سورية قذرة نفذتها أياد صهيونية و قلوب حاسدة لهذا الشعب السوري الذي يستحق في هذه اللحظات بالذات أن نتمنى له كل الخير.

طبعا ، هناك من لا نتمنى لهم الخير و هم كثيرون في الوطن العربي ، و هناك من لا نتمنى لهم الرحمة و هم كثيرون أيضا ، و هناك من لن نتسامح معهم تحت أي ظرف في المستقبل ، و طبعا ، هم يعلمون ما فعلوا و ما “قدموا” لهذه الأمة من رياح الموت الإرهابية و من سموم الإعلام المزور المضلل للحقيقة بغاية إسناد مجموعات الإرهاب الدموية التي دمرت سوريا و العراق و مصر و تونس و ليبيا ، لن نتمنى للقرضاوى سوى مصير قاتم محتوم ، و لن نغفر لملك حماية الشياطين السعودي و أمراء داعش في قطر و الأردن و بعض دكاكين 14 آذار ما أتوه من أفعال و حماية للإرهابيين و تمويل نفطي فاق الخيال حتى تدمر دول عربية على رأس من فيها خدمة للصهيونية العالمية أو لولادة دولة الخلافة المشئومة بسعي من أمير الظلام التركي رجب اوردغان .

اليوم تقف تونس على ساقيها رغم كل الجراح لتستعيد إرادتها المسلوبة بفعل حركة الإرهاب النهضوية و بعض مرتزقة السفارات الأجنبية من محمد المرزوقي إلى أتباعه المنبوذين من الضمير التونسي إلى بقية شرذمة أنصار شريعة الغاب المنتشرين كالسموم و السهام القاتلة بين ثنايا الجبال التونسية الوعرة يحاولون بشتى الطرق إعادة عجلة تونس إلى الوراء ، اليوم يضع الرئيس الجديد يد السلطة و هيبتها على كامل تراب الجمهورية لتكون الجمهورية الثانية و تكون الثورة الثانية التي تستعيد صوت تونس في المحافل الدولية ، و لعل أول فعل للرئيس هو تنفيذ وعده الانتخابي بإعادة العلاقات الطبيعية مع سوريا و هي أحدى مطالب القاعدة الشعبية التونسية الواسعة التي رفضت من البداية قطع شريان هذه العلاقات ، لذلك يمكن القول أن الشعب التونسي هو أول من قدم التهاني لسوريا بعامها الميلادي الجديد.

في بداية العام الجديد هناك أماني ، أهمها على الإطلاق و دون تفكير أن تستعيد سوريا و حلف المقاومة كل عافيته ، أن تتزايد القوة الإيرانية في كل عناوينها لتسند الطموح المقاوم ، أن تسجل سوريا مزيدا من الانتصارات على كل قوى الشر و أن يستعيد العراق صفحات المجد التاريخية بعد أن نكلت به ” الديمقراطية” الأمريكية شر تنكيل ، نطمح أيضا أن يرتفع صوت قلم المقاومة على كل الأصوات المعادية الناعقة في صحارى الخليج ، نطمح أيضا أن يستعيد هذا الموقع الذي طالما أحتضن كل الأفكار المختلفة الرافضة للتطبيع مع الكيان و مع دول الاعتلال الخليجي كل عنفوانه بحيث تنكسر كل محاولات استهدافه القذرة التي تنفذها بعض أصابع السوء المعروفة بعلاقتها مع المشروع الصهيوني ، في بداية هذا العام نقول لكل المتابعين : كل عام و انتم بخير .