الـثورة في زمن «الـزكرة» ..

الـثورة في زمن «الـزكرة» ..
إخواننا التنويريين يرون أنه ليس من الحكمة إلقاء اللوم على مواطننا المميز الذي يـحضن إبـنته الـصغيرة في الليل ويـقتل إبنة رجل آخر في النهار فكـل مـا أراده أن «يشم طعم الحرية» بالرغم من كونه ليس مهتماً لا بحرية الفكر ولا بحرية العقيدة ولا بحرية المرأة ولا بحقوقها ولا بحقوق الحيوان ولا حتى بالآثار والاحتباس الحراري حرياته حقيقةً لا تتعدى هزّ مؤخرته في حفلة ذكورية على أنغام «الـزكرة» والنوم حتى ساعة متأخرة في النهار التالي ولا علاقة للأمر بأي دكتاتور في العالم بإستثناء والده العزيز ..
إخواننا التنويريون لا يقلّون متعة وتدميراً إلا أنهم ليسوا حكراً علي ليبيا وحدها لكنهم جميعهم محل إزدراء السيد «ليبي حر» علي حد سواء وبالرغم من ذلك يرافقونه كل جمعة إلي المسجد ويشاركونه الصراخ على طول حناجرهم «آمـين» عندما يطلب الخطيب من الله أن يخسف الأرض ببقية سكان الكوكب وأن يجعل نساءهم غنائم للمسلمين كما أنهم يتناسون دوماً أن رواد تلك المرحلة التي يريدون إعتلاءها كانوا علماء وفلاسفة ومفكرين وفنانين وأدباء ولم يكونوا مجرد قرّاء مجتهدين لكتب رديئة الترجمة فابتلاع الكتب والدعوة إليه أصبح فجأة هو التنوير بعينه بمجرد أن تقرأ مائة كتاب بلغة شبه ميتة وتشاهد مائتي فيديو علي اليوتيوب وخمسين فيلماً وثائقياً تصبح رسول التنوير ..



مفتاح كيافي يكتب: الثورة في زمن الزكرة..
hunasotak.com
يصرّ المتفائلون- في ليبيا والمنطقة ككل- على أنّنا نمر بمرحلة عظيمة في تاريخنا، مرحلة وإن كانت مليئة بالجنون والسخافة والعنف، إلا أنها ستأتي بالتنوير على نحوٍ هائل في...