كاتب أمريكى: على واشنطن والغرب الخروج عسكريا من العالم الإسلامى

بوسطن(أ ش أ) قارن الكاتب الأمريكى أندرو جيه باسيفيتش بين حادث مجلة شارلى إيبدو فى فرنسا مؤخرا وحادث سباق ماراثون بوسطن فى أمريكا عام 2013. ونوه باسيفيتش –فى مقال نشرته صحيفة (بوسطن جلوب)- إلى أن كلا الهجومين الإجراميين تم ارتكابهما فى وضح النهار وسط مدينة كبرى، وأسفر عن مقتل وبتر أطراف أبرياء، وأن كليهما لم يقدُم من الخارج وإنما خرج من الداخل، وأن كليهما تورط فيه أخوان ينتميان للإسلام، وأخيرا أن كلا الهجومين صدم الضمير الغربى وبعث روحا من التضامن عابرة للأطلسى. وقال باسيفيتش إن أيا من الحادثين لو كان وقع فى مكان مثل بيشاور أو بغداد بدلا من باريس وبوسطن، ما كان ليحدث كل هذه الضجة ولما أثار أكثر من ملاحظة عابرة. وعزا الكاتب هذه الضجة إلى أن الهجومين فى باريس وبوسطن إنما نسفا اعتقادا كان سائدا مفاده أن الغرب محصّن ضد هذا النوع من العنف الموجود فى مناطق أخرى غير غربية من العالم. وأوضح باسيفيتش، الذى يعمل أستاذا للتاريخ والعلاقات الدولية بجامعة بوسطن، أن هذا الاعتقاد قائم على أطلال ما كان سائدا من قبل من امتياز امبريالى غربى على بقية العالم المقسم طبقا للخريطة الذهنية عند أصحاب هذا الاعتقاد إلى معسكرين: أحدهما وهو المعسكر الغربى ويضم مدنا على غرار باريس وبوسطن، وغيرهما من المدن الزاخرة بالتقدم وأسباب الرفاهية. . بينما المعسكر الآخر "غير الغربى" فيضم مدنا على شاكلة بيشاور وبغداد وغيرهما. .. وعليه فإن المحظوظين من أبناء المعسكر الغربى يعتبرون الأمان والدفء والملبس والغذاء حقا أصيلا، أما أبناء المعسكر الآخر فإن عليهم أن يتكيفوا مع ظروفهم أيا كانت. ورأى صاحب المقال أن أمثال هذين الهجومين فى المخيم الغربى كشفت خواء هذا التقسيم وما ينطوى عليه من غرور زائف. ولفت باسيفيتش إلى أن الحروب التى خاضها الغرب بقيادة أمريكية فى العالم الإسلامى أججت مشاعر الغضب والاغتراب لدى المسلمين المقيمين فى الغرب. . ورأى أن الوقت قد حان للوقوف على لا جدوى الحروب الغربية الدائرة الآن فى العالم الإسلامى؛ قائلا "إن استخدام القوة العسكرية لن يغير أحوال الدول فى هذا العالم، إنما فى أحسن الأحوال تستطيع هذه القوة حمايتنا فى الغرب.. ينبغى أن تستهدف السياسة العسكرية الأمريكية الخروج من العالم الإسلامى فى أقرب فرصة سانحة".