حوار جينيف .. مؤامرة الخريف

بعد مؤامرة (الربيع) الغربي ، تأتي المرحلة الموالية من المؤامرة ، مؤامرة (الخريف) عبر ما يسمى (حوار جينيف) .. ويبدو أن الإمام (برناردينو) هو خيرُ خلف لسلفه الشيخ (برنار) ، ومهمته تكمن في اتمام ما أفسده الأخير عام 2011.
بعد غدامس ، يجمع برناردينو حوله أراذل القوم في جينيف ، ويوهم العالم بأن عصبة الأمم المتحدة ترى (الحوار) الحل والفرصة الأخيرة لليبيا وإلا ستدخل في فوضى عارمة ، وكأن البلاد تنعم خلال الأربع سنوات الأخيرة بدولة ذات سيادة واستقرار أمني واجتماعي وسياسي.
عن أي حوار يتحدثون ، والحرب تنخر الجسد الليبي في كل وقت وحين ..
عن أي حوار يتحدثون ، والصراع الفبرايري فبرايري مستمراً في بغيه وغيه ، والضحية وطن وشعب ..
عن أي حوار يتحدثون ، وسجون الظُلاّم يُعذب فيها الآلاف من الرجال والنساء دون ذنب اقترفوه ..
عن أي حوار يتحدثون ، وقرابة نصف الشعب مهجراً عنوةً خارج حدود الوطن ..
عن أي حوار يتحدثون ، ومدن بكاملها أُبعد سكانها عن ديارهم ثم دمروها ، لا لشيء إلا أنهم رفضوا أن يقولوا ربنا فبراير ..
عن أي حوار يتحدثون ، والمطارات دُمرت ، والنفط أُحرق ، والمصارف نُهبت ، والنسيج الاجتماعي مُزق أو كاد ..
عن أي حوار يتحدثون ، وحال ليبيا من سيء إلى أسوأ ، والقادم أدهى وأمر ..
لكم أذهلني خبث الدواهي اليهود والصليبيون وأذنابهم , وأغاظني مكرهم ، وهم يخططون لأمتنا المؤامرة تلو الأخرى ، وبالمقابل لكم أشعل غضبي غباوة الغنم التي سيقت لمثل هكذا حوار ، وأثارتني سفاهة أمرهم وحماقة تصرفاتهم وهزالة عقولهم .. لكن لا أستغرب هذا ولا أستعجب ، فتلك هي فبراير النكبة ، وفبراير المؤامرة القذرة.
قبائلنا الشريفة تعلم جيداً الواقع ، وتعي جيداً أنه لا مجال لأن تنطلي عليها خيوط مؤامرة الحوار التي تُحاك في دهاليز جينيف ، ولن تقبل بديلاً عن شعار (التحرير بالبندقية موشي باللعب المكّار) ، وتهتف حناجرها عالياً (والله يا رجال ما بـ تفيد الإجابة .. إلا بالنار بالمدفع والدبابة).