خبير عسكري سوري : القصير معقل إسرائيلي أميركي قطري تركي سعودي سيقضى عليه خلال الساعات القادمة

حوار مع المحلل السياسي والخبير العسكري الإستراتيجي العميد محمد عيسى

أجرى الحوار : نواف ابراهيم

نص الحوار:

سؤال: المحلل السياسي والخبير العسكري الإستراتيجي العميد محمد عيسى أهلا ومرحبا بكم، نتحدث عن آخر التطورات الميدانية في سوريا والعمليات العسكرية، ونتطرق إلى بعض المواضيع السياسية، ضعنا في صورة آخر التطورات الميدانية لو سمحت وخاصة على جبهة القصير التي شغلت العالم؟

جواب: لماذا شغلت العالم قضية القصير؟ أليست هي أرض سورية ليتم تدخل الجيش العربي السوري إليها؟ وهم يعلمون قبل غيرهم ماذا خبأوا في القصير وماذا حشدوا في القصير وما هي أهمية القصير بالنسبة لهم ضمن مشروعهم التآمري على سوريا. الذي حدث أن القوات العربية السورية مصممة على دخول كل الأراضي السورية ومن ضمنها القصير، لما تحتل من أهمية استراتيجية كونها تتحكم بطرق مواصلات القطر العربي السوري بين الشمال والجنوب والساحل، والمجموعات الإرهابية تتمترس في تلك المنطقة وهي على صلة جغرافية عبر الأنفاق مع لبنان وعلى الأراضي اللبنانية تدعمها المجموعات السلفية في لبنان. إن ما يجري في لبنان هو انعكاسات لما حدث في القصير عندما شعر هؤلاء أن الجيش العربي السوري سوف يدخل القصير لا محال وقد دخلها فعلا ولم يبق سوى جيوب متفرقة يحاصرها الجيش العربي السوري وسيتم الإعلان عن تحرير المنطقة وتطهيرها كليا خلال الساعات القادمة، لكن الذي حدث أن هؤلاء لم يستطيعوا أن يستوعبوا سقوط القصير كونها تشكل أهمية استراتيجية لهم كخنجر في وسط سوريا، وأرادوا إشعال الحرب في لبنان ونقل نيران الأزمة إلى لبنان، نعم وقد تم إطلاق عدة صواريخ من الأراضي السورية ‘لى لبنان وهذه الصواريخ غراد أطلقت من الجيوب التي يسيطر عليها هؤلاء في منطقة القصير على منطقة الهرمل أو منطقة شمال لبنان، وأما الصواريخ التي نقلت إلى بيروت. ونعرف أن لحماس تواجد في لبنان وللسلفيين تواجد كبير في لبنان وهم يمتلكون صواريخ كاتيوشا، وغطلاث صاروخ كاتيوشا ليس بعملية عبقرية عسكرية كبيرة جدا، فيمكن نصب هذه المنصة ثم توقيت إطلاقها بعد ساعات أو دقائق، لقد اكتشف الجيش اللبناني منصات إطلاق تلك الصواريخ، وهم يعلمون أنها ليست بعبقرية عسكرية ويمكن تنفيذها بأي مكان، ولكن المقصود منها تأجيج الوضع في لبنا بغية زج لبنان في حرب داخلية ردا على تدخلات وما سمي بتدخلات حزب الله في القصير وفاتهم أن عشرات ألوف المقاتلين الذين تم استقدامهم من بلدان أخرى هذا لا يعنيهم بشيء وهذا أمر مباح، أما أن تغض سوريا النظر عن نشاط لحزب الله على الحدود اللبنانية كون القرى التي تتاخم تلك الحدود هي قرى تسكنها عائلات لبنانية ويحملون الجنسية اللبنانية رغم أنها في الأرض السورية وهم اقرباء لعناصر كثر في حزب الله، وبمعنى آخر أن حزب الله يدافع عن محيطه وحاضنته الطبيعية. هذه القضية أثارت ضجة الجميع وكأنه لم يوجد مقاتلون في سورية من خارج سوريا سوى عدة عناصر أو عدة مئات من عناصر حزب الله، أما ألوف المقاتلين هذه لم تثير حفيظة أحد، وهذا كله لإثارة الفتنة.

سؤال: سيادة العميد نريد أن نعلم عن العمليات في مناطق أخرى مثل إدلب، بنش، حلب الرقة، الحسكة، وريف دمشق، وبعض المناطق الأخرى؟

جواب: يجري العمل في المناطق الأخرى، والقوات العربية السورية تضيق على المسلحين وتقضم في كل يوم مناطق من تواجد المسلحين في منطقة الغوطة، مع تثبيت لنشاط بعض المسلحين في بعض المناطق، أو عصر هؤلاء المسلحين في أماكن محددة، أما العملية الكبرى فهي عملية القصير، وفي الشمال هناك أيضا عمليات تجري سواء في إدلب أو في حلب، ولكن التركيز الإعلامي يجري على تلك المنطقة وهذا لا يعني أن تلك المناطق هي هادئة بالكلية ولا يقوم الجيش العربي السوري بأي نشاط فيها، بل على العكس هناك عمليات كبيرة يقوم بها الجيش العربي السوري، لكنها لا تعنيهم بالأهمية التي كانت تعنيهم القصير لذلك هم لا يريدون توجيه الأنظار إليها لهذه الدرجة لأن ما يعنيهم القصير، لأنها معقل اسرائيلي أمريكي سعودي تركي، وقتل وألقي القبض على عناصر أتراك وعناصر آخرين من جنسيات أخرى، لا أريد أن أسميها وأقدم معلومات مجانية لهؤلاء.

سؤال: سيادة العميد غذا كان الوضع في سوريا جيدا كما تتوارد الأنباء عن تحقيق انتصارات للجيش العربي السوري، لكن هل يتوزى سياسيا هذا النجاح الميداني وخاصة في ظل التحضير لمؤتمر جنيف-2 وما يصلنا من أنباء وحديث عن خلافات ومشاحنات سياسية وحتى أكثر من سياسية في مؤتمر اسطنبول وعدم الاتفاق على أي شيء؟

جواب: أريد أن ألفت الأنظار إلى أمرين أساسيين، الأمر الأول أن عملية القصير ليست هي خاتمة العمليات العسكرية للجيش العربي السوري بل هناك عمليات أخرى هي من الضخامة والأهمية بحيث ما ينسي هؤلاء عملية القصير، ولا أريد أن اذكر أماكن وأحدد جهة عمليات القوات المسلحة، لكن أؤكد لك أن الأيام القادمة وبعد الانتهاء من القصير ستشهد سوريا عمليات أخرى للجيش العربي السوري هي أكثر أهمية من القصير وهي التي ستقصم ظهر البعير كما يقال في أمثالنا الشعبية، الأمر الآخر أن الشعب العربي السوري لم يعول في يوم من الأيام على كل هذه المؤتمرات، فدع السياسة تضج كما تشاء، لكن المواطن العربي السوري يعتمد على ضجيج المدفع أكثر لحل هذه المسألة. كيف يمكن التفاوض مع أناس ليسوا سياسيين أصلا، وليسوا جهة سياسية، وهناك مئات من المجموعات المسلحة كل منها ترتبط بجهاز استخباراتي، ومن يعرف منهم القراءة والكتابة فهو عبقري زمانه، وهم ليسوا جهة سياسية وليسوا جهة تمتلك برنامجا ولا خطة ولا أفق ولا شيء آخر هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى الجماعات الموجودة في اسطنبول وغيرها هي مجموعات لا تمثل أساسا شيئا على الأرض، حتى أنها لا تمون على المسلحين، والذي يمون على المسلحين هو الذي يدفع لهم وهي مجموعات استخباراتية من قطر والسعودية وتركيا فقط هؤلاء الذين يمونون عليهم،

وإذا كان هدف كل هذه الحرب هو إسقاط النظام في سوريا وقد فشلوا عسكريا فهل يعتقد هؤلاء الأغبياء أن سوريا ستسلم ركبتها في مفاوضات لإسقاط سوريا، وهذا الكلام هو نوع من الغباء السياسي. وأقول لك إن هؤلاء لن يحصلوا على شيء لا في مؤتمر جنيف ولا غيره وتبقى القوة العسكرية هي الفيصل لأن هناك مجموعات إرهابية. وهل يمكن لشعب على وجه الأرض أن يقبل بتلك المجموعات الإرهابية، ومن يقبل في كل هذا العالم أن يكون جاره أحد الإرهابيين الذين قتل ومثل بمئات الجثث والأشخاص واغتصب عشرات النساء وحرق عشرات البيوت فهل يقبل أن يكون جاره في العمارة التي يسكن فيها. لا أحد يزاود علينا لا في الديمقراطية ولا في حقوق الإنسان فهؤلاء ليسوا بشرا بل هؤلاء من عالم آخر لا ينتمي إلى البشر.