تحطيم المشاريع القومية بأيادي غربية

القومية العربية أو العروبة في مفهومها المعاصر هي الإيمان بأن الشعب العربي شعب واحد تجمعه اللغة والثقافة والتاريخ والجغرافيا والمصالح وبأن دولة عربية واحدة ستقوم لتجمع العرب ضمن حدودها من المحيط إلى الخليج
ايمان العرب بأنهم أمة قديم وربما من الصعب معرفة بداياته، فكان يظهر افتخار العرب بجنسهم في الشعر العربي، وفي عهد الإسلام تجسدت القومية بشعور العرب بأنهم أمة متميزة ضمن الإسلام، وزاد هذا الشعور خلال العهد الأموي, في العصر الحديث، جسدت هذه الفكرة بأيديولوجيات مثل الحركة الناصرية والتيار البعثي الذين كانا الأكثر شيوعاً في الوطن العربي خصوصاً في فترة أواسط القرن العشرين حتى نهاية السبعينات، والتي تميزت بقيام الجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسوريا وشهدت محاولات وحدوية أخرى كثيرة.
ومع موت الزعيم عبد الناصر وتراجع الفكر الاشتراكي بمصر الذي كان من ضمن الايديولوجية الفكرية للحقبة الناصرية حينها وركوب الاسلاميين الذين أخرجهم الزعيم الراحل انور السادات من السجون وتصالح معهم للتصادم مع الفكر الاشتراكي والشيوعي السائد فى تلك الحقبة ,,,ونهاية صدام حسين وسقوط البعث العراقي بغزو العراق أصبح الحديث عن القومية مجرد كلام عن تاريخ لحقب تاريخية من نمو المجتمعات العربية التى تراجعت مع غزو الاسلام السياسي للمنطقة بدعم الوهابيين لكل حركات الاسلام السياسي فى المنطقة العربية فى مشروع اسلاموى بشع للنكوص بالامة العربية ,,,,فبعد ان كان الزعماء القوميين مصدر خطر لاسرائيل وتهديد مستمر لها ولأمنها أصبح لزاماً على هذه القومية الصغيرة البالغة الخبث والقوة والنفوذ فى العالم البحث عن سبيل يخفف عنها مخاطر دول الجوار...فللتاريخ لا أحد حارب اسرائيل وسبب لها خطراً الا الزعماء القوميين الذين امتلكوا تأثيراُ مزلزلاً فى شعوبهم خاصة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر,,,,
ولا أحد كان سبباً فى بيع القضية الفلسطينية قدر تلك الدول التى فتحت أراضيها لقواعد عسكرية اميركية لحماية أمن اسرائيل من خطر المستقبل الذي قد يكون إيرانياً أو لبنانياً سورياً أو حتى مصرياً ....لدرجة انها تناصب إيران المسلمة العداء أكثر من إسرائيل بكثيييير,,,,
كنت أظن أن القومية العربية مجرد حلم مات منذ القرن الماضي....لكن أحداث عام 2011 أثبتت أن الشعور العروبي مازال حياً فى قلوبنا دون ان ندرك أو حتى نعي وجوده وقد كان الغرب يدرك ويفهم سيكولجيتنا أكثر بكثير مما نفهمها نحن,,,,لذلك كانت مؤامرات عام 2011 مبنية على قاعدة ونظرية شهيرة هى نظرية الدومينوز,,,فسقوط بن علي فى تونس ألهب شعوب المنطقة للخروج على طغاتها وكانت مصر وليبيا وسوريا واليمن والبحرين في الموعد,,,وكاد اللهيب يحرق المغرب ايضاً والسعودية لولا النتائج السريعة والبالغة البشاعة التى حصدتها كل هذه الشعوب....
فى الحقيقة نحن فى جوهرنا وفى قلوبنا مازلنا قوميين,,,,وأظن أن مشروع القومية العربية الذي عاداه الغرب بسبب زعمائه فى القرن الماضي خير مشروع يواجه تيار الاسلام السياسي لأنها مشروع قائم على وحدة اللغة والتاريخ بتنوع أديان المنطقة وقد كان من عرابي هذا المشروع بالقرن الماضي مفكرين من لبنان وسوريا غير مسلمين....
كان مشروعاً يحمل رؤيا اقتصادية وفكرية تنويرية أرعبت جارتنا السرطانية لأنه مشروع يعادى وجودها كما كان يعادى مشروع الخلافة العثمانية فى المنطقة العربية لم يكن مشروعاً عرقياً كما أوهموا الاقليات العرقية لأن العرب أساساً ليسوا بعرق واحد بل خليط بل كان مشروعاً ثقافياً فكرياً سياسياً إقتصادياً عسكرياً يشابه المشروع الاوروبي اليوم ومعلوم أن أوروبا ليست بعرق إثني واحد بل مزيج شعوبي عرقي متنوع,,,
وأصبح واضحاً لنا جميعاً أن أى مشروع ذا توجه اتحادي اقتصادي موحد يمثل مصدر خطر حقيقي على مصالح الغرب ,لذلك كان القضاء على العقيدمعمر القذافي بعد تغلغل نفوذه داخل افريقيا ومشروع الاتحاد الافريقي الذي كان سيطيح بنفوذ الشركات العالمية العملاقة (متعددة الجنسية) فى القارة السمراء...

الهدف تدمير ماتبقي