"داعش" والحرب البرية.. طوق نجاة المتحالفين لن يقضي على "البربرية"!

ايفين دوبا
متغيرات عدة دخلت على خط الأزمة السورية.. ما يجري حولها وعليها وما يصدر منها استدعى الوقوف عندها مرات عدة، قد تكون طبيعية نتيجة وجود أزمة، ولكن، المواقف "المتذبذبة" لبعض الدول، تستحق تحليلها أكثر، وما كشفت عنه بعض وسائل الإعلام، بأنّ الولايات المتحدة الامريكية، تجري اتصالات سرية مع العديد من الدول ذات الصلة بالإرهاب على سوريا، منها فرنسا وتركيا ودول عربية من جهة اخرى بإطلاع "اسرائيلي"، يدفع للتفكير بالغرض الذي ترغبه واشنطن، في ظل حملة كبيرة على "داعش" لا تزال ومعها دول التالف تتخبط في امرها حيالها، فماذا تقصد واشنطن؟

إذاً، تتصل واشنطن بأدواتها، وتعمل على تكثيف اتصالاتها الديبلوماسية مع دمشق والدول المتحالفة معها خلال الأزمة، ليكون اللافت ما نشرته صحيفة "الديلي ميل" البريطانية في تقرير لها عن أنّ "تنظيم داعش يشهد نقصاً في عدد الانتحاريين بعد هروب العشرات منه وتحولهم إلى جماعات منشقة عنه أو الفرار من ساحة المعركة قبل تنفيذ هجماتهم"، في الوقت نفسه، يتم توارد الإعلانات التي تتحدث عن آلاف القتلى من "الداعشيين" في سوريا إثر الضربات الجوية التحالفية، فهل في الأمر سر؟

لا بد من أمريكا وحلفاءها قد وعوا أنّ كل تلك الضربات لم تجدي نفعاً، ولم تكن مؤثرة، ولكن، في الوقت الذي يتم فيه الحديث عن هروب "الداعشيين" رغبت تلك الدول في إظهار مقدرات التحالف وغاراته خوفاً من ردة الفعل الشعبية التي كانت مناوئة للحرب على "داعش" بالطريقة التي اختارتها أمريكا وحلفاءها، و"زاد من الطين بلة" عمليات الإعدام التي قام بها التنظيم، ليس آخرها إعدام الطيار الأردني، معاذ الكساسبة، وما حمل معه من حملات إدانة وتعاطف، وتشكيك بالضربات الجوية التحالفية وجدواها.

في الوقت نفسه، لا بد من التعريج على مسألة إمكانية نشر قوات برية عربية للمشاركة في الحرب ضد تنظيم "داعش" وذلك وفقاً لنائب جمهوري في لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأمريكي، حيث قال النائب روب ويتمان إنه لا توجد في الوقت الحالي قوات برية من الدول العربية في العراق او سوريا، ولكن هنالك محادثات حول كيفية عمل ذلك، وهو ما كشف عنه مصدر في الكونغرس الأميركي؛ حيث قال إن الرئيس باراك أوباما سيطلب تفويضاً جديداً للحرب على "داعش" برياً، ما يفرض التساؤل:" هل في الأمر صلة"، فلماذا هذا التكثيف للحرب على "داعش"، وما سر التوقيت للحرب البرية المزعومة.

على ما يبدو، وبعد الفشل المدقع الذي وقعت به الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها بدأت تستشعر الخطر القادم إليها من شعوبها، لذا اخترعت فكرة الحرب البرية، وتزامنت هذه الاختراعات مع التقارير التي تتحدث عن أنّ مدينة الرقة على ما يبدو تشهد هروب عشرات الإرهابيين المخصصين لتنفيذ العمليات الانتحارية من ساحة المعركة أو انشقاقهم على التنظيم إلى جماعات إرهابية أخرى.

أخيراً، ووسط كل المقالات التي تتحدث عن تكثيف الاتصالات في سبيل النصر على "داعش" يتبين أنّ اك النصر لا يمكن أن يمر دون انتصار سوريا في أزمتها، وهو ما يؤكد في الوقت نفسه، أنّ سوريا هي التي ستعلن ذاك الانتصار.