عملية ريف درعا: معركة إسقاط إسـرائـيل في «الحارة والتلال الحمر» بدأت

عبدلله قمح

بات “تل الحارة” هدفاً مشروعاً لقوات السورية ووحدات حزب الله في ريف درعا الجنوبي الغربي الذي يشهد عملية عسكرية واسعة.

المرحلة الاولى من العملية العسكرية المدعومة إيرانياً عبر وجود الجنرال “قاسم سليماني” في الميدان إنتهت. تمكن الجيش من السيطرة على مجموعة قرى لعل أهمها “دير العدس” التي إعتبرت المدماك والهدف الاول الذي تحقّق وثبّت مواقع الجيش بالاضافة إلى مجموعة تلال محيطه. إنتهت المرحلة الاولى لتبدأ الثانية عبر تمهيد التقدم من ثلاث محاور إنطلاقاً من “دير العدس” نحو “ديرشمس” كهدف أولي مع تفرّع وحدات عسكرية مهمتها التقدم نحو “كفرناسج” الواقعة إلى الغرب من “دير العدس”.

القريتان الاستراتيجيتان بالنسبة للجيش السوري تسيطر عليهما جبهة النصرة. الاختراق نحو “كفرشمس” الذي يتم من ثلاثة محاور ينشط في ظل مدٍ ناريٍ عنيف وتحت مظلة المقاتلات التي تشن الغارات بشكلٍ مركز على مواقع المسلحين، يتخلّل ذلك دعم ناري عبر قذائف الميدان من المرتفعات التي ثبّت عليها الجيش السوري مدافعه الميدانية التي حدّدت إحداثيات مواقع المسلحين وبدأت بالرمي.

المناوشات على أطراف “كفرشمس” تدور حالياً من تقدم حذر لقوات الجيش السوري التي تعمل على قضم أطراف البلدة ومحاولة التثبيت فيها قدر الممكن ومن ثم التقدم العسكري الشامل، وهي تعتمد على التمهيد الناري لاسقاط دفاعات المسلحين. السيطرة على البلدة تعني بدء التقدم وفتح الممرات امام زحف القوات نحو تل “الحارة” وكتلة التلال المحاذية له، حيث يعتبر التل بالنسبة إلى الجيش السوري وحزب الله، هدفاً اساسياً في العملية لا بديل عنه.

وعلمت “الحدث نيوز” من مصادر على إطلاع ميداني، ان الجيش بدأ فعلياً التمهيد للتقدم نحو “تل الحارة” على الرغم من عدم تأمينه الطريق إنطلاقاً من “كفرشمس”، لكنه يعتمد على التمهيد الناري وإضعاف المسلحين وسحب قوتهم تمهيداً لاجبارهم على الانهيار في وقت تكون فيه “ديرشمس” قد باتت بيد الجيش، وعليه، تسهل المهمة للتقدم والسيطرة على هذا التل الاستراتيجي.

وعلى ضفة “كفرنساج”، تشهد أطرافها مناوشات مع قصف من قبل الجيش، لكن بعض محاور أطرافها يشهد معارك عنيفة مع الجيش بسبب مقاومة الارهابيين الذين ثبّتوا في الاطراف مانعين الجيش من التقدم نحو الكتل السكنية، حيث تتركز المعارك في البساتين، لكن الاعتماد الأكبر على ضربات المدفعية والامطار الصاروخي الذي سيكسر الدفاعات ليفتح المجال لتغلغل الجيش في الكتل السكنية شرقها.

فيما خص “تل الحارة” الهدف الأدسم، يعتبر من التلال الهامة والاستراتيجية جداً في منطقة ريف درعا الجنوبية، وهو يرتفع على كتف مدينة “الحارة” في شمال غرب محافظة درعا. تتبع إدارياً للريف الغربي. يشرف على الحدود مع الجولان السوري المحتل ويكشف الطرقات المحاذية له، وكان له دور هام في حرب تشرين ضد العدو الاسرائيلي الذي لم يستطع السيطرة عليه. يبلغ إرتفاع تل الحارة 1075م و 200م عن المدينة، ما يعتبر الاعلى في المنطقة الجنوبية من درعا ككل. سيطرت عليه “جبهة النصرة” الارهابية بغطاءٍ مدفعي إسرائيلي قبل أشهر بعد إنسحاب لواء في الجيش السوري كان له موقع عسكري على قمته.
إلى جانب “تل الحارة” هناك مجموعة تلال محاذية له معروفة بـ “التلال الحمراء” وهي سفوح ذات فوهات بركانية وذات تضاريس وعرة تقبع عليها مجموعات من إرهابيي “النصرة” سيطرت عليها قبيل الوصول إلى “تل الحارة” بدعمٍ إسرائيليٍ ايضاً. حزب الله والجيش السوري وضع سلسلة التلال هذه على رأس جدول أعماله ساعياً للسيطرة عليها في الجزء الثاني من العملية توازياً مع السيطرة على “تل الحارة” وبالتالي يكون حزب الله والجيش السوري قد حققا التالي:

- تأميناً لمنطقة جنوب درعا عبر السيطرة على التلال التي ستكون مقدمة للسيطرة على ما تبقى من بلدات.
– قطع خط إمداد المسلحين من الداخل المحتل في الجولان (الاسرائيلي).
– مراقبة الطرقات العسكرية المحاذية والتي يستغلها الارهابيون.
– يصبح شريط الفصل مع الجزء المحتل من الجولان تحت الانظار العسكرية لحزب الله والجيش السوري.
– يؤمن نشاط مقاومة في منطقة الجولان من الخلف عبر هذه التلال.
– رصد حركة العدو.
الاهتمام الاسرائيلي بالمحافظة على سيطرة “النصرة” على مجموعة التلال “الحمر” وفي مستوى أعلى على “تل الحارة”، ظهر أمس مع تحذير القناة السابعة من السماح لـ “حزب الله والجيش السوري” بالوصول إلى التل نظراً لاهمته الاستراتيجية، معتبرة ان “وصوله إلى هناك خطر جداً”.

وتوازياً مع عمليات الجيش في قرى ريف درعا وإعداده للتقدم نحو التلال الاستراتيجية، تشهد تلالاً أخرى تراجعاً ملحوظاً للارهابيين. فقد شهدت التلال المحيطة بـ “طفس” و “المزيريب” و “كفرناسج” تراجعاً للمسلحين في ظل نقصٍ حاد في الذخيرة وعدم القدرة على تحمل الضغط العسكري هناك. التراجع هذا فتح الباب امام الجيش السوري للتقدم نحو القرى المحيطة بها التي فقدت عاملاً هاماً من قوة المسلحين المتمثلة بالتلال، ما فتح الباب امام تأمين طرقات الجيش نحوها.

في هذا الوقت، نشطت كتائب مسلحة في ريف درعا عبر صفحات التنسيقيات بإرسال إستغاثات دعم من التنظيمات المسلحة القريبة لمؤازرتها ضد الجيش السوري، لكن ذلك لم يجد أذناً صاغية ما دفع تنسيقيات إلى التهجم على المجاميع المسلحة الاخرى وإتهامها بـ “الخيانة”. ووصل الحد بالبعض إلى طلب الاسلحة والتهديد بالانسحاب في حال عدم تأمين المستلزمات العسكرية.

درعا: الجيش العربي السوري يستهدف تجمعات للإرهابيين في تل عنتر وتل العلاقية وكفر نافج وسملين والتل الشمالي لزمرين ما أدى لمقتل وإصابة عدد من الارهابيين
......................
درعا : وحدات من الجيش العربي السوري تستهدف تجمعات للإرهابيين في الجيزة ومعربا ومحيط بلدة عتمان وبصرى الشام بريف درعا الشرقي وتقضي على عدد منهم وتدمر لهم مدفع جهنم
....................