رسالة من أهالي ورشفانة إلى القيادة العسكرية لتحرير ورشفانة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن اتبع سنته إلى يوم الدين
قال تعالى : {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }
اما بعد :-
السادة كبار الضباط و وجميع العسكريين
تحية الوطن
نود أن نعرب لكم عن تقديرنا لجهودكم من أجل تحرير أرض ورشفانة من المليشيات المسلحة وما تعانونه من ظروف قاسية ومشقة عالية في تنفيذكم لهذا الواجب الوطني ، ونبارك عملكم الذي يتميز بالإحترافية والثقة والمهنية
يا مَن ابتعدتم عن أهلكم وذويكم وتقنعتم بظلام الليل صامدين أمام خنادق الموت، محافظين على أرض الوطن تردون عنه سهام المعتدين وأنياب الكواسر.
يطيب لنا وأنتم في مهمتكم النبيلة أن نتوجه إلى الله عز وجل أن يثمّن خطواتكم وينير طريقكم ويكلل جهودكم بالتوفيق والنجاح، مستشعرين على الدوام ثقل المسؤولية الملقاة على عاتقكم ومخلصين لروح التضحيات التي ما فتئتم تتسمون بها متشبثين، كما عهدناكم دائما بقيم أهلكم ورشفانة وأصالتهم العريقة التي تنسجم مع قيم المجتمع الليبي .
نريد منكم المزيد من العمل و الإلتزام والتفاني في تخطيط المهمات العسكرية المحددة وتنفيذها فضلاً عن التنسيق مع غرفة عمليات المنطقة الغربية و رئاسة الأركان العامة بالجيش الليبي والحكومة المؤقته ، ونطالبكم بضرورة منع أي محاولة لتعريض السلامة العامة للخطر داخل أرض ورشفانة المجاهدة ، وتأمين بيئة هادئة في المستقبل القريب لمنطقة ورشفانة ، و بذل جهود كبيرة من أجل مواصلة القيام بمسؤولياتكم الوطنية وحماية أهلكم في ورشفانة وإستقلال وطنكم .
إننا نؤكد إستعداد أهالي ورشفانة لمساعدة القيادة العسكرية لتحرير ورشفانة ودعمها بكل الإمكانيات ، و نؤكد شعورنا بالإحترام والتقدير لكل الجنود المنظويين تحت أمرتكم وندعو إخوتهم العسكريين في القوات المسلحة بالداخل والخارج للإلتحاق بمعركة الشرف والعزة معركة تحرير ورشفانة من المليشيات المسلحة .
السادة الضباط وضباط الصف والجنود .
إن ما ستضطلعون به من مهام نبيلة ستشكل لا محالة صفحة جديدة تضاف إلى الصفحات المشرقة والمشرفة التي خلدها التاريخ الليبي لإجدادكم في معارك مختلفة من أرض الوطن كمعركة العزيزية والمعمورة وقرقوزة والحشان وسواني بن آدم وسيدي عبدالجليل وسيدي بلال وبئر كوكا وبئر ترّينة وبئر مداكم وقرقارش والهاني والمشرك وتارسين والراس الأحمر وغوط الديس وغيرهم كثير ضد جحافل الطليان الفاشست إبان الغزو الإيطالي لليبيا في عام 1911 وقدموا ألآف الشهداء في هذه المعارك وقد سطروا ملاحم بطولية شهد بضراوتها وقوتها العدو الغازي .
واستذكرو قادة الجهاد في ورشفانة أمثال المجاهدين (( على بن تنتوش وحسين بن جابر وأبوزويدة سيف النصر و المرغني بن سالم وعبدالله أبوحلالة ومفتاح أبوعميد والحاج سيف النصر أبوزويدة سيف النصر ومسعود بن محمد بن حسين المليطي وعلي بن حسين العطوي وعلي الهمالي وضو البليعزي وبلقاسم عقل والهادي القزدار وعلي بلقاسم معتوق الشعلالي والمبروك قريصيعة ... ))
واستذكروا مشائخكم وأعيانكم إبان السلطنة العثمانية والعهد القرمانلي أمثال ( الفقيه عمر بن تنتوش وبن دعاس والشيخ سيف النصر وأخيه محمد سيف النصر والشيخ سالم الشقمان ومحمد بن راشد وسعيد بن نابي ومحمد بن جابر وأحمد العرضاوي ومحمد سحبون وأبوضاوية والشيخ بن شهيب ... )
واستذكرو شهدائكم على تراب هذا الوطن من بداية 2011 وما يعانيه إخوتكم في الوطن وأبناء ورشفانة في سجون المليشيات من ظلم وتعذيب وإمتهان للكرامة الإنسانية ، لابد وأن نتذكر شهداءنا ممن سقطوا وهم يقاتلون على أرضهم وعرضهم في كل أرض ورشفانة وأن نقف إحتراما للمقاتلين الذين يفتدون الوطن بأرواحهم .
إن موروثنا التاريخي والإجتماعي يحتم علينا المحافظة على الوطن والدفاع عنه وأن أهلكم قوم محاربين لم يتعودوا الإستسلام و ثقافة الإستجداء والتوسل ، ولم يكتب التاريخ أن ورشفانة اعتدت على أي قبيلة أو مدينة بدافع السيطرة والهيمنة أو تجعلها تهجر مضاربها كما يحدث اليوم في ليبيا .
السادة الضباط وضباط الصف والجنود .
إن ورشفانة أخرجت بالقوة من أرضها وديارها وسترجع بإذن الله بقوة عزيمتكم وتصميمكم على إستردادها بالقوة الحقيقية للجيش الليبي ، وأن الواقع الحالي يحتم علينا تجميع قوانا والحفاظ على نسيجنا الإجتماعي كما يحتم علينا ان نكون يد واحدة من أجل تحرير ورشفانة وبناء الوطن وتعزيز العلاقات الوطنية مع كل المدن والقبائل الليبية والإهتمام بالأمن والسلم الإجتماعي بمنطقة ورشفانة .
ليكن أبنائنا العسكريين في مستوى التحديات التي تواجه أهلهم وما يواجه الوطن من مخاطر ، تتطلب اليقظة الشديدة والمستمرة لصد كافة التأثيرات والتهديدات ، وأن يقفو صفا وأحدا من أجل الوطن وأن يلتفو حول قيادتهم العسكرية وينفذو أومرها وتعليماتها .
إن جرح كل جندي هو جرح في قلب كل مواطن أمين في ورشفانة على أرضه ، ودماء كل عنصر، هي تزكية وإحياء لكل ذرة من ترابه .
إننا نؤكد تمسكنا بالجيش الليبي الحريص على أمن الوطن والمواطنين لكي تكون المحصلة إسترداد القرار الوطني، وإسقاط المليشيات ، والتسليم للجيش جامعاً للشمل، مانعاً للتخريب، محافظاً على الأمن والإستقرار، فلا وحدة ولا وطن ليس فيه أمن وإستقرار ونحن في إجماعاً تاماً حول الجيش الليبي وتأييداً مطلقاً لخطواته ومواقفه ومتمسكين بشرعيتنا الإنتخابية المتمثلة في مجلس النواب والحكومة المؤقته .
فاستحضروا رعاكم الله بتوفيقه وعونه دوما حب الوطن وقيمه ومثله العليا، وثابروا على العطاء المتميز والإستعداد الدائم لخدمة رسالتكم الجليلة بحس صادق وعزيمة قوية وإيمان راسخ في تحمل المسؤولية وقدرة كبيرة على العمل في إطار الشرعية التي إرتضاها الشعب الليبي ، مما يساهم إلى حد كبير في الإشعاع الوطني لورشفانة .
واحرصوا على أن تظلوا كما عهدناكم على الدوام مثالا في الإستقامة والإنضباط والقدرة على التعايش وحب الوطن .
نحن منتصرون بإذن الله وإن طال الزمن .
اللهم إنناء قد بلغنا اللهم فأشهد
( والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته )
أهالي ورشفانة .
صدر بالعزيزية
الجمعة 13 : 2 : 2015