عمران ابوكراع:قداف الدم والنضال التليفزيوني

طالعنا السيد احمد قداف الدم علي قناة الدولية بلقاء تليفزيوني مطول ضمن سلسلة من اللقاءات في قنوات عدة، تناول من خلالها بعض ما يدور بالوطن الحبيب من أزمات ومشاكل ،
وقد تجلى السيد احمد وكالعادة وهو الذي يجيد التعامل مع الاعلام والأضواء والمشاهير بشكل عال الجودة ، وهذه ميزة لا اعتقد ان هناك رغبة أو إمكانية لمنافسته عليها .
أما ما يتناوله السيد أحمد في أحاديثه الكثيرة فهو لا يعدو عن كونه محاولة إشباع غرور ومحاولة اعادة انتاج دور في المشهد الوطني باسلوب لاعلاقة له بالواقع ، والنتيجة دائماً هي هدارز إعجاب في بعض الأوساط الاجتماعية من قبل بعض الصبية والمريدين ،
(فأما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض)

قد يتسائل البعض لماذا هذا المقال؟ وما المناسبة؟
وهل هناك أسباب موضوعية تدعوا للحديث علناً وعلي صفحات التواصل الاجتماعي عن هذا الموضوع وبهذه المقدمة ،
سأوضح ما كان لزام ان نوضحه من اجل ازالة اللبس في كثير من المواضيع وماكان لزاماً ان نرد به حول بعض المواقف والجدل الدائر حولها .

１- تواصلت مع السيد احمد في العام 2012 بعد لجوئنا الي الشقيقة مصر وملاحقات نظام فبراير في ذلك الوقت ، وكان اللقاء الاول عبارة عن حديث عام لم نتطرق من خلاله لموضوع انشقاق السيد احمد لان ذلك بالنسبة لي وانا القادم من مركز الحدث لم يكن لدي بشأنه اي غموض أو لبس ولم اكن في حاجه لإيضاح من احد فهو احد المتنفذين في الدوله في تلك الحقبة ومن اقرب العناصر للقائد الشهيد وما فعله ومآ صرح به ليس فيه لبس ، فالرجل تخلي عن قائده وابن عمه في مرحله تاريخية فاصله ولا يستطيع احمد ولا الصبيه الذين يتحلقون حوله تبرير ما جري ، فالرجل قرأ المشهد وفق حسابات شخصية دقيقة وعرف ان السفينة غارقه لا محاله فقفز منها كما فقز غيره وهم كثر .
ما قرأه احمد لم ينطلي علي غيره ممن بقوا علي العهد وجميعنا نعرف اننا في ذلك الوقت كنا نخوض معركة خاسرة بالمقاييس الميدانية ، ولكن المقاييس التاريخية وقيم الوفاء للوطن وللرجل الذي يعد انبل ظاهرة في تاريخ ليبيا الحديث حتمت علي هولاء الشرفاء البقاء بجانبه الي اللحظه الاخيره،
وقدم الكثير من رفاقنا أرواحهم رخيصة وفاء للوطن ولقائد الوطن ولازال العديد منهم يرزحون في سجون المليشيات يعانون التعذيب والتنكيل ومنهم من يصارع المرض العضال،
وقد يتسائل البعض لماذا هذا التواصل مع هولاء ؟
التواصل مع هولاء النادمون من مؤامرة فبراير تمليه أهداف وطنيه عليا لوطن تمزق ودمر وكاد ان يختفي من الخريطه فالواجب الوطني يحتم علينا لم شتات الوطن وتوسيع دائرة القواسم المشتركة مع ابنائه حتي من ضل منهم الطريق واكتشف ولو متأخراً ان الوطن تعرض لمؤامرة كبري دمرت البلاد والعباد .
3- بعد تحسن المناخ السياسي في مصر عقب قيام تورة 30يونيو والانقسام الحاد في صفوف فبراير حاولنا مع كثير من الزملاء في الحركه الوطنيه لم شمل الوطنيين في الحركه من كل الكوادر التي كانت تعمل في الدولة الليبية والشخصيات الوطنيه والاجتماعية لصوغ استراتيجية وطنية علي الساحة المصريه خصوصا بعد المستجدات الميدانية في المنطقة الشرقية ، وكان اول من تحدثنا معه السيد احمد قذاف الدم ، وكان الرجل يقول كلاما طيباً ولكن الأفعال تتناقض مع الأقوال مما دفع الزملاء الي صرف النظر عن ذلك وكثفت الحركة وفي عمل متناغم وبالتنسيق مع رئاسة مجلس القبائل وبعض الشخصيات المستقلة اتصالاتها مع القوي الوطنيه من الأنصار وغيرهم وقد نجم عن ذلك بلورة جمله من النتائج لرص الصف الوطني ضد التكفيريين والمليشيات لإنجاح المعركه الجارية وتوحيد الصف الوطني عقب هذه الاتصالات بأيام. انطلقت حمله مسعورة ضد الحركه الوطنيه وقياداتها ولم نكترث بذلك لاننا قررنا اعتبار ما صدر من البعض وجهات نظر لبعض الشباب المتحمس وان كانت اللغه المستعملة غير لائقة وتنزع كثيراً الى شخصنة المواقف وردود الافعال .

4ـ كما ان لغه الشتائم اللاذعة واستهداف حركه سياسية في سياق تناول موضوع اجتماعي وسب وقذف قامات وطنية لاعلاقة لها بالموضوع من أشخاص في عمر أبنائهم ولا صلة لهم البته بالمشهد السياسي في ليبيا هو امر مريب وكاد ان يترتب علي ذلك تفاعلات اجتماعيه وقبيلة لولا حكمة من وقع عليهم هذا الضرر وترفعهم عن هذه الصغائر ،
ولكن بمراجعة بسيطة لما جري وعلاقة ابطال حملة الشتائم هذه يتبين ان جلهم علي صلة مباشره بالسيد احمد قذاف الدم الامر الذي يؤشر لنتيجة شبه واضحة بانه ان لم يكن يتبنى هذه الحملة فإنها تلاقي هوى لديه .
5- أطل السيد احمد علي الرأي العام الوطني من خلال لقاء متلفز عبر قناة الدوليه وثيقة الصله بكيان التحالف الوطني الذي يتزعمه الخبير الاستراتيجي واحد زعماء فبراير محمود جبريل وقد استخدم السيد احمد كعادته لغة وهي ذاتها التي استخدمها في لقاءاته بأجهزة الاعلام وهي لغة اقرب الي لغة القائد الشهيد مثل (نحن وأنتم ) مما يدعوني ان اتساءل ما الذي يدفع احمد لتوجيه خطاب بهذه اللغه وفي الوقت الذي يعطيك الموضوع انطباع ان الرجل كان علي صلة بكل مفاصل البلد السياسيه والعسكرية والامنية والاجتماعية فأن السؤال الذي يطرح نفسه إذا كانت الامور كذلك لماذا الانتظار كل هذا الوقت ليذهب الاعداء للجحيم ؟ .
لكن الحقيقه المرة ان ما يجري لا يعدوا كونه حملة علاقات عامة يتم خلالها جمع معلومات سياسية وامنية وعسكريه يتم تبنيها لاحقا من طرف السيد احمد وتوظيفها ضمن مجموعة من المواقف الاعلامية التي تساهم في تلميع صورته او صناعة دور لصالحه ، وهذا شانه وليس من حقنا مجادلته في ذلك ، لكن الذي ليس من حق السيد احمد هو وصف الوطنيين في الساحة في معرض تعليقه على سؤال قناة الدوليه بأن يقوم بوصف قيادات الحركه الوطنيه بأنهم شباب ينقصهم معرفة إدراكه وفهمه للأمور السياسيه المتعلقة بالشأن الوطني مما وضعنا في حيرة من أمرنا ( صبيان احمد يصفوننا في الحركه الوطنيه باننا مجموعه من الكهول والبزناسة علي حد تعبير أحدهم ، اختطفوا الحركه ومؤتمر القبائل ليتاجروا بها مع حكومة البرلمان لتأمين مصالحهم ونحن من ازم المجتمع وسبب في إسقاط ثورة الفاتح في عام 2011 !!!
نتمني علي المعلم والتلميد ان يتفقوا في تشخيص حالتنا.
اما نحن فأننا نعي ما نقول وما نفعل، ونؤكد للسيد احمد وصبيانه اننا فاعلون جداً في المشهد السياسي الوطني وان فاعليتنا ليست منسوبة لشخوصنا بل لرؤيتنا الجادة تجاه قضية الوطن وأننا نستند الي تجربة سياسة وتنفيذية زاخرة بالمواقف والنجاحات اكتسبناها تحت إشراف وتوجيه قيادة تاريخيه لشخصية فذه بحجم معمر القذافي لا أتوقع تكرارها في ليبيا والوطن العربي خلال المائة سنه القادمة واتمنى علي السيد احمد ان يكون واقعيا في طموحاته وقراراته وتصريحاته وان يبتعد عن الاوهام وان يكف عن الاستماع لمديح وأطراء البعض عبر وسائل التواصل الاجتماعي وان يؤطر حركته وجهوده مع أقرانه حتي لا يجد الآخرون أنفسهم مضطرين للدخول في مناكفات على صفحات التواصل الاجتماعي للرد علي هذه الحملة المسعورة وهذه التصريحات التي لا تتسم بالواقعية عبر القنوات الفضائية التي تثير الكثير من الجدل والضجة في ساعتها ولاشيئ بعدها لانها ليس لها ما يسندها علي ارض الواقع ولا اريد ان أخوض في مسألة الرد عليها بالتفصيل لانها ستحتاج مني عشرات الصفحات لتفنيدها والتعقيب عليها .
٧- تطرق السيد احمد في معرض حديثه مع قناة الدوليه ان اللجان الثوريه هي من نفذ اعمال العنف والتصفية في الخارج وعلي الرغم من قناعتي منذ ان كنت طالبا بتجريم العنف اي كان مصدره وان القصاص لمن تخابر مع العدوا مكانه الطبيعي ساحات القضاء ، لكن هؤلاء ممن تمت مطاردتهم اجرموا في حق الرطن بتخابرهم مع العدو ودمروا ليبيا وقتلوا شعبها ونهبوا ثرواته عندما اتي بهم الغرب حكاما لليبيا بعد غزوة الناتو الشهيرة في عام 2011 ،
وليس دفاعا عن حركة اللجان الثورية لكن ما جري في تلك الحقبه من تاريخ ليبيا لم يكن للجان الثوريه صلة به لان مثل هذه المطارادات تتولاها اجهزة المخابرات في كل بلدان العالم سواء المتقدم أوالنامي وخير دليل علي ما أقول ان الكثير من العناصر التي قبض عليها تم محاكمتها في عدد من البلدان لم يكن من بينها أعضاء من حركة اللجان الثوريه ولست ادري كيف فات السيد احمد ذلك وهو وثيق الصلة بأجهزة المخابرات الا اذا كان في الامر قصد او دعاية استعملها في المكان الخطأ في التوقيت الخطأ .
في الختام سيد احمد وجدت نفسي مضطراً للرد وانتظرت ايام وأسابيع لعل الامور توضع في نصابها ولكن لا حياة لمن تنادي .
ليس من ثقافتي استعمال وسائل الاعلام للحوار او لوضع النقاط علي الحروف .
ولكن ماجرى أجبرنا علي ذلك دون ان نكون متحمسين له .
ينبغي ان نحكم العقل ونعمل على اعلاء المصلحة الوطنيه فوق كل شيئ وتطهير صفوفنا من تجار الكلام وتجار المواقف لأن الوطن الذي يذبح ينتظر منا الكثير.
ماذا يستفيد الرأي العام من هذه المماحكات، لا شي .