منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول إذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام إلي أسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

إدارة المنتدي




انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول إذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام إلي أسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

إدارة المنتدي


منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

في طريق العودة.....

اذهب الى الأسفل

 في طريق العودة.....  Empty في طريق العودة.....

مُساهمة من طرف السهم الناري الأحد فبراير 15, 2015 3:52 pm



هلوسات أبو حسين

كنّا ثلاثة إخوة أنا وساجد وكميل. أوكلت إلينا مهمة مدتها ثلاثة أيام. لم أكن قد التقيت بالأخوين من قبل، لكن وجودي معهما

لثلاثة ايام جعل منهما أخوَين حقيقين بالنسبة لي.
فساجد، ذلك الشاب اليافع ابن العشرين عاماً، يملك من الطيبة والأخلاق ما يجعل منه قدوة بكل ما للكلمة من معنى.

كان ذكر الله لا يغيب عن لسانه. خدوم لدرجة أنه لا يرضى أن يقوم غيره بتحضير الطعام أو غسل الأطباق بعد الانتهاء من تناول الطعام. كان حديثه الدائم عن الشهادة، يحلم بها، يلهج بها، يرغبها ويتمناها ويسعى إليها.

أما كميل، فكان لا يقل شأناً عن ساجد، إلا أن ما ميزه عنه جرأته وقدرته القتالية العالية التي خلقت بداخله يقيناً بأن الإسرائيلي جندي جبان لا يملك جرأة المواجهة ولا القتال رجلاً لرجل. كنت سعيداً بوجودي مع ساجد وكميل. أمضيت ثلاثة ايام معهما تعلمت فيها الكثير، إلى أن حان وقت العودة. كانت النقطة التي نحن فيها متقدمة جداً، لذا وأثناء الانسحاب كان علينا توخي الحذر الشديد.

كنّا نحسب حساباً لمواضع أقدامنا، حتى لا ندوس على لغم أو على بعض الأغصان التي قد تصدر صوتاً فيفتضح أمرنا. كان أمامنا بضعة أمتار ونصل إلى نقطة تعتبر آمنة نسبياً. ولكن قبل أن نصلها فُتحت علينا النيران.
“إنه كمين”، صاح كميل بنا لكي ننتشر، فتفرقنا واختبأ كلّ منا خلف صخرة. ولكن ساجداً، الذي كان في المقدمة، أُصيب، وبقي في أرض المعركة.

بدأنا بالاشتباك مع الكمين. كانت غزارة النيران كثيفة. نظرت باتجاه كميل فرأيته قد أصيب، وهو يشير إليّ بالانسحاب. ترددت

بدايةً لكن مع اصرار كميل قررت تنفيذ ما يطلبه مني. وما ان هممت بالانسحاب حتى قام كميل برمي قنبلة يدوية باتجاه العدو ثم قام بتأمين عملية انسحابي وذلك من خلال إطلاق النار الكثيف باتجاه العدو.

انسحبت وأنا أنظر خلفي. كنت أعلم أنها النظرة الأخيرة التي ألقيها على كميل. حين نظرتُ كان كميل يقع أرضاً مصاباً إصابات بالغة. لم احتمل الاستمرار بالانسحاب، فاتجهت نحو بستان قريب واتخذت ساتراً يقيني رصاص العدو وبدأت بإطلاق النار.

كنت أراهم يصرخون من الألم الذي تسبب لهم به رصاص كميل. العديد منهم مصاب، يصرخ ويبكي كالطفل الصغير، أما ساجد وكميل فكانا يرقدان بهدوء وسلام. بدأ الجنود الصهاينة بالتقدم باتجاه البستان، وكانت ذخيرتي قد شارفت على الانتهاء، ولم يعد لديّ سوى مشط واحد وقنبلة يدوية.

حاصر الجنود البستان من أربع جهات. كنت أراهم، وظننتهم رأوني فقررت أن أتسلق شجرة وأختبئ بين أغصانها حتى إذا ما وصلوا قربي فتحت عليهم النيران ورميتهم بالقنبلة التي بحوزتي علني أقتل منهم أكبر عدد ممكن قبل شهادتي.

تسلقت شجرة وانتظرت قدومهم. ولكن أحداً لم يتقدم باتجاهي. انتظرت قرابة الساعة ولكن أحداً لم يتقدم. ثم سمعت صوتا ً عبرياً يصرخ ، لم أفهم ما يقول ولكني عندما سمعت الرد فهمت. كان الرد من عميل لحدي ضمن تلك الوحدة، وحين سمعته يرفض الأمر بالتوجه الى داخل البستان فهمت أن الضابط الإسرائيلي يأمره بالدخول لإحضاري، وأمام إصرار الظابط الإسرائيلي ورفض العنصر اللحدي، قررت أن أنزع مسمار القنبلة اليدوية تحسباً لأي طارئ.

استمر الجدال لحظات وعلت الأصوات، فهذا يأمر عناصره بالدخول والعناصر ترفض، فأعطى الضابط الاسرائيلي الأمر بفتح النيران باتجاه البستان، وهبط الرصاص كأنه المطر من كل حدب وصوب. لم يكن امامي سوى الاحتماء خلف غصن تلك الشجرة التي أنا عليها واضعاّ يدي على رأسي .

استمر إطلاق النار دقائق، ثم اشعلوا النار في البستان ووقفوا ينظرون الى النار وهي تلتهم الأشجار، وعندما تيقنوا من أن النار قد استعرت وأن لا مجال لإطفائها أو السيطرة عليها هموا بالانسحاب. ولكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين، فقد شأءت الألطاف الإلهيه ان تنطفئ النيران على بعد عدة أمتار من المكان الذي انا فيه كنت لا زلت في مكاني أنظر الى العدو كيف يقوم بسحب جثتي الشهدين ساجد وكميل.

كنت أنظر إليهما واستذكر كلامهما، مواقفهم ، أمنياتهما وإيمانهما.
ساجد، ذاك الشاب الذي دعا الله بقلب سليم وأخلص في حبه لخالقة، منّ عليه الله بما تمنى.
وكميل، الذي كان يعلم بجبن العدو وعدم قدرته على المواجهة، كان على حق فعدونا لا يجيد سوى الغدر.
كنت أبكيهما بصمت وفخر، كيف لا وقد تعلمت منهما أن الإخلاص في الطلب يحقق الأماني وإن الإيمان والعقيدة يورثان الشجاعة.



السهم الناري
السهم الناري
المراقب العام
المراقب العام

ذكر
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى