نائب وزير الخارجية السوري: الهجمة السعودية القطرية على سورية تترنح

أكد نائب وزير الخارجية السورية فيصل المقداد، أن "الهجمة السعودية القطرية على سورية تترنح الآن على يد الجيش السوري"، مشدداً على أن تحالف «إسرائيل» مع «جبهة النصرة» فرع تنظيم القاعدة في سورية و«الجيش الحر» عمل إرهاب عار لا يمكن تغطيته.


وفي مقاله الأسبوعي بصحيفة «البناء» اللبنانية، قال المقداد: إن سورية كشفت منذ الأيام الأولى لاندلاع الحرب الإرهابية عليها بدعم «إسرائيلي» وأميركي وسعودي وأوروبي أهداف هذه القوى ورسمت إستراتيجيتها لمواجهة هذه الحرب.

وأوضح، أن الأسباب الحقيقية للهجمة السعودية القطرية على سورية تعود للتبعية المطلقة من جانب النظامين السعودي والقطري للسياسات الغربية والصهيونية واستعدادهما لتقديم خدمات مجانية للغرب و«إسرائيل» لإثبات الولاء وضمان حماية الغرب لهذين النظامين، مبيناً أن هذه الهجمة تترنح الآن على يد أبطال الجيش العربي السوري والتفاف الشعب السوري خلف إستراتيجيات قيادته لحاضر ومستقبل الشعب السوري.

وأشار إلى وجود «انقلاب نسبي» في الموقف الدولي حول الأزمة في سورية مؤخراً، وأن ما يقود إلى هذا الاستنتاج هو الانهيار العملي والأخلاقي العميق في مخططات القوى التي استهدفت سورية وظهور إفلاس جلي من أصحاب المخطط مقابل صمود سورية والمناعة الأسطورية لشعبها وقيادتها والبطولات التي سجلها جيشها، موضحاً أنه في هذا المجال «لا بد من التطرق إلى ما أصبح واضحاً في مواقف الشعوب الأوروبية وصحوة الكثير من مسؤوليها والسياسات التي بدؤوا بتغييرها»، وأردف قائلاً: «إلا أننا في الحقيقة لا نعول كثيراً على ذلك حتى الآن».

وأوضح المقداد عزلة المواقف المتشددة لفرنسا وبريطانيا حيال سورية داخل الاتحاد الأوروبي وذلك في «مقابل أصوات تعكس عقلانية الرؤية والتحليل لدى عدد كبير من ممثلي الدول الأخرى»، ناقلاً هذا الكلام عن مسؤولين أوروبيين لم يحددهم.

كما أوضح أن الكلام الكثير الذي تحفل به الوثائق الصادرة عن اجتماعات الاتحاد الأوروبي يعكس عملياً قناعة هؤلاء بأن مواقفهم السابقة حول سورية كانت «حبلى بالأخطاء والتناقض وقصر النظر». وشدد على أن الرئيس أو الوزير الذي لا ينظر أبعد من أنفه ليس قائداً ولا مسؤولاً كما هي الحال لقيادات في فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، فهؤلاء القادة الذين «كابروا وكذبوا» على شعوبهم لفترة تزيد على أربعة أعوام يتحملون نتائج الإرهاب الذي ضرب بلدانهم دون رحمة.

وأشار المقداد إلى الضغوط التي مارسها السياسيون الأوروبيون على الأجهزة الأمنية الأوروبية وإلزامها بتنفيذ مؤامرات واعتماد إجراءات تتناقض مع مصالح الشعوب الأوروبية لتلبية سياسات نابعة من «أبعاد شخصية» تخدم «أجندات انتخابية» أو «شعبوية على المدى القصير» إلا أنها تضر بمصالح هذه البلدان على المدى المتوسط وعلى المدى البعيد.

وبيّن أن «ما يثبت تواطؤ فرنسا سياسيين وأمنيين مع الإرهاب هو أنهم أغمضوا أعينهم عن الإرهاب والإرهابيين طوال أربع سنوات ما دام يضرب سورية وصحوا فقط عندما عادت طيور الظلام إلى أعشاشها في باريس وغيرها» كاشفاً من جهة أخرى عن أن دور النظام التركي في قتل السوريين يبقى «الأكثر دناءة وانحطاطاً وإرهاباً» وانعكس أيضاً خطراً على أوروبا والعالم.

وختم المقداد مقاله، بالقول: إن «الإرهاب و«إسرائيل» اسم واحد لما تشهده منطقتنا من دمار ومعاناة، وما تحالف «إسرائيل» المكشوف مع «جبهة النصرة» وما يسمى «الجيش الحر» والتشكيلات المتأسلمة الأخرى إلا أعمال إرهابية أصبحت عارية لن تغطيها أشجار التوت وأوراقها في كل العالم».