مصر تعيد الروح للأمة العربية

ميلاد عمر المزوغي

تعيش مصر أحداث مأساوية منذ سقوط حكم مرسي ما يدل على أن الإخوان على علاقة وطيدة مع التكفيريين الذين يقتلون منتسبي الجيش والشرطة,ويقومون باستهداف الأماكن العامة وما يسببه من خروج أصحاب رؤوس الأموال وانخفاض عدد السياح وبالتالي انخفاض الإيرادات وما يتبعه من ارتفاع الأسعار التي تزيد من معاناة ذوي الدخل المحدود.

ناصبت الدول الداعمة للإخوان,المتمثلة في قطر وتركيا ومن خلفهم أمريكا مصر العداء,أوقفوا مساعداتهم ومنحهم عن الشعب المصري ليضغط على حكومته لكنه فضّل العيش بكرامة على لقمة عيش مهينة تذله وتنال من كبريائه,الإخوان ومن يقف وراءهم قاموا بفبركة أحاديث للسيسي ومن ثم بثها للوقيعة بين مصر وبعض دول الخليج وخاصة السعودية,إلا أن السعودية أعلنت بأنها لا تعير تلك التسريبات أي اهتمام وأنها تقف إلى جانب مصر في حربها ضد الإرهاب,وبان الدولتان مستعدتان لضرب الحوثيون في حال أقدموا على السيطرة على باب المندب.

مصر اليوم تواجه إرهابا منظما بسيناء التي لا تزال محتلة من قبل العدو الصهيوني ولا تستطيع استخدام الطيران الحربي إلا بموافقة العدو وفقا لاتفاقية كامب ديفيد المشئومة,كما أنه على حدودها الغربية تتواجد تنظيمات إرهابية,وقوف مصر إلى جانب الشرعية في ليبيا جعل أبناءها مستهدفون من قبل الإرهابيين في ليبيا وخاصة المسيحيين منهم,حيث قام تنظيم الدولة بتصفية بعض المصريين المتواجدون في ليبيا سعيا وراء لقمة العيش,ولم يراعي التنظيم فيهم إلا ولا ذمة,ما يشكل ضغطا على النظام في مصر.

لقد خسرت مصر جماهيرها العربية بانصياع قادتها لرغبات الأعداء وذلك بتحييدها عن الصراع من اجل تحرير فلسطين وعقدها اتفاقيات الذل والعار مع كيان العدو,كما أن العرب أصبحوا تائهين بخروج الشقيق الأكبر عن الصف العربي,فكانت المحن المتلاحقة بدءا من احتلال العراق مرورا بما يحدث في العديد من أجزاء الأمة ظاهرة الديمقراطية وحقوق الإنسان وباطنه السعي إلى شرذمة العرب والاستيلاء على مقدراتهم وتصفية القضية الفلسطينية ضمن برنامج الشرق الأوسط الجديد.

تسعى مصر بكل جهدها إلى حل الأزمة السورية المستفحلة سلميا,عبر حوار بين أطراف النزاع, بتشجيع من روسيا التي وقفت حجر عثرة لجعل سوريا أفغانستان أخرى,كذلك تسعى إلى لمّ شمل العراقيين وتخفيف الاحتقان المذهبي والطائفي وجعله دولة موحدة كما كان .

استشعر العرب وخاصة الخليجيون منهم الذين ساعدوا ومولوا التنظيمات الإرهابية في كل من العراق وسوريا الخطر الداهم الذي يحدق بهم, شبه الجزيرة العربية أصبحت شبه محاصرة بالإرهابيين من كل الجهات, فأعلنت السعودية وبعض دول الخليج أنها ستقف إلى جانب مصر في حربها ضد الإرهاب أملا في أن لا يطاولهم الدمار والقتل والتشريد الذي لحق بدول الربيع العربي.

نأمل أن تعاد اللحمة إلى بناء الأمة, فتسخر إمكانيتها لأجل بناء مستقبل واعد يحفظ كرامة الأمة وتحقيق حلم أبنائها في الحرية والوحدة التي ناضل من اجلها السلف الصالح ويجعلها عصية على الأعداء فيهابونها ويكون للعرب دور فاعل في شؤون المنطقة.إننا نتطلع إلى اليوم الذي تقود فيه مصر العالم العربي مدعومة بشقيقاتها سوريا والجزائر إضافة إلى السعودية وقيادتها الجديدة التي أعلنت أنها لم تكن راضية على ما اتخذته المملكة مؤخرا من خطوات أضرت بالعرب,لتشكيل النواة الحقيقية لبناء الأمة,ولا نزال نذكر الموقف المشرف الذي اتخذه عرب النفط وبالأخص الملك فيصل إبان حرب1973.فلا عرب بدون مصر ولا قيمة لمصر خارج محيطها.