داعش : تحوم لتحقيق حلم الأمبرياليه والصهيونيه فى مصر

محمود كامل الكومى

منذ الوهله الأولى قلنا:أن مايحدث فى سوريا وليبييا هو تهديد للأمن القومى المصرى ,وأن سقوط سوريا يستتبع سقوط مصر – هكذا علمنا التاريخ- وأن المؤامره التى كلفت بها المخابرات الأمريكيه حكام الخليج على التراب الليبى بالتعاون مع المأجورين الذين تسموا بالمعارضه الليبيه والتى تكونت فى الخارج وجُلها من جماعه الأخوان والتنظيمات الأرهابيه , والتى تماهت معها جامعه الحكومات العربيه والتى سَيَرَها النظامين القطرى والسعودىنحو قرارها بتفويض مجلس الأمن لأستصدار قرار يهدم ليبيا على من فيها , طبقا للرسم الأمريكى الصهيونى والذى شَرَعَ لتجييش قوات الناتو التى دمرت وفتت الأرض الليبيه ,وسلمتها فريسه لقوى الأرهاب , فان ذلك لم يكن دون اعداد وتخطيط للهدف الأسمى وهو تدمير الجيش المصرى ونشر الفوضى فى ربوع “المحروسه” بوصفها المركز الرئيس لعالم عربى صار يغلى كالبركان ويفور ويلقى الحمم فى كل مكان ,لتتناثر اشلائه وتخرج أحشائه فى العراق وسوريا واليمن وليبيا ,وهى تهدف منذ حرب العراق الى تدمير الجيوش الفاعله ضد اسرائيل فَدُمِرَ الجيش العراقى , والآن يجهد الجيش السورى فى حرب استنزاف حتى لايقوى على مواجهه العسكريه الأسرائيليه ولايفكر فى تحرير الجولان.

كان السيناريو الأطلسى , الذى أتخذ من حكام الخليج غطاء للتدخل فى الشأن العربى ولتمويله ماديا , وقد نُفِذ فى ليبيا , صار مطلوبا تنفيذه فى سوريا بكل الدقه من اجل الوصول الى الهدف النهائى وهو مصر وجيشها وخُطِطَ على أن يلفها الأرهاب شرقا وغربا وفى داخلها ايضا .

كانت سوريا عصيه بجيشها وشعبها وقيادتها وبفعل محور المقاومه وأيضا بالموقف الروسى والصينى اللذان أدركا الدرس مما حدث فى ليبيا – وكانت ثوره 30\6\2013 فى مصر لها ايجابيتها على الصمود السورى , خاصه أن جماعه الأخوان فى مصر قبل أزالتها وقد كان حكم البلاد فى يدها , قد رتبت لتدخل بعض من الجيش المصرى بالاضافه الى فرق أخوانيه فى القتال ضد الجيش السورى, وقد نفذت قياده حماس الأخوانيه هذا التدخل السافر ضد الجيش السورى.

واِزاء الصمود السورى وثوره الشعب المصرى على حكم الأخوان , تعطل تنفيذ السيناريو الليبى على سوريا , وبالتالى تراجع المخطط الأمبريالى الصهيونى فى الوصول الى هدفه النهائى وهو مصر وجيش مصر , ولذلك فأن كل المحاولات التى لاحت لحل سياسى فى سوريا عطلتها أمريكا وتابعيها فى تركيا وقطر بوضعهم شرطا تعجيزيا وهو تنحى بشار الأسد , لكى تستمر سوريا فى نزيف الدم , ويبدو أن افعال داعش المنافيه للقيم الأنسانيه والتعاليم الدينيه , لم تجد من دعاه حقوق الانسان الأمريكان سوى التبرأ منها ظاهريا , خاصه وهم من صنعوا داعش على خريطه العالم وفتحوا لها ساحه العالم العربى لتنشر ارهابها , لتخرج من رحم تنظيم القاعده – بعد ترهله وبعد أن ادى الغرض من تكوينه بفعل المخابرات الأمريكيه وهو محاربه السوفيت فى أفغانستان- وأناطوا بها تنفيذ المؤامره الكونيه على الأمه العربيه , ولحفظ ماء الوجه الأمريكى دعت أمريكا الى حلف يحارب داعش ظاهريا , بهدف مستتر وهو الضغط عليها لأجبار البعض من ارهابييها الى ساحه حرب جديده حددوها لهم فى سيناء, و عشش تنظيم بيت المقدس التابع لداعش فى سيناء بمساعده الأخوان المسلمين فى حماس , وصار التمويل القطرى لهم على مايرام , , وبفهل تاثير ضربات الجيش المصرى وهدم اغلب الأنفاق التى كانت معبر لامدادهم , صار حصارهم فى سيناء , لذلك فأن الدواعش الفارين من سوريا حطوا على الأرض الليبيه , بهدف اشعال النار على الحدود الغربيه لمصر لتخفيف الضغط على اتباعهم فى سيناء .

راقب الجيش المصرى وقلم أظافر كل من حاول أن يتعدى على حدوده الغربيه , وغدت ضربات أستباقيه للطيران المصرى على داعش فى قلب ليبيا , وعلى أثر ذلك أزداد الأمداد التركى القطرى لداعش , وتم قتل افراد مصريين بدم بارد , الى أن رتب لقتل 21 مصريا قبطياً, وقد تم ذلك بوحشيه – بهدف-
1- اشعال نار الفتنه الطائفيه بين المسلمين والأقباط فى مصر
2- أثاره الرعب فى الجبهه الداخليه المصريه بما يخلق جوا مناسبا لجماعه الأخوان لتثير ارهابها فى الداخل المصرى, بزرع القنابل .
3- أجبار المصريين فى ليبيا على الرحيل لاستقطاب عماله تركيه تأتى الى ليبيا وتضمن تشكليه عرقيه معاديه لمصر دائما .
4- جر الجيش المصرى الى حرب بريه تشغله عن الجبهه الشرقيه وتخفف الضغط عن ارهابى بيت المقدس فى سيناء و بما يؤدى الى استنزاف الجيش المصرى وأنهاك قواه فى الداخل الليبى , وهو مايؤدى الى بث الفوضى فى الداخل المصرى تمهيداً لعوده حكم الأخوان الأرهابى , لتتفتت مصر الى دوله قبطيه وأخرى أسلاميه , بما يحقق الشرق الأوسط الجديد , على فرض سقوط مصر لاقدر الله .
وتبدو ملاحظات بعض المحللين والمدققين فى شريط الفيديو الذى نشر لتبيان كيفيه قتل ال 21 مصرى ,أن أفراداً من المخابرات الأمريكيه والتركيه والقطريه , ساهموا فى تنفيذ هذا المشهد المروع واللاأنسانى .
وعلى عكس ما توقع الارهابيين الدواعش ومن صنعوهم ومولوهم جاءت النتائج مخيبه لأمالهم , فالشعب المصرى وحدته الفاجعه أكثر وأكثروزاد تلاحم جناحى الأمه , وقد صرح أحد القساوسه : ان من شارك اهالى الشهداء العزاء من المسلمين فاقت نسبتهم ثلاثه أضعاف الأقباط , وبدت الجبهه الداخليه المصريه أشد صلابه وأكثر تصميما على مواجهه الأرهاب وتوعد جماعه الأخوان وأفرادها بالبأس الشديد , كما أن الجيش المصرى لم ينجر ولن ينجر الى حرب بريه داخل الأراضى الليبيه , وبالتالى قامت القوات الجويه المصريه بتوجيه ضربه نوعيه انتقائيه , دمرت مخازن اسلحه داعش ومراكز تدريبها وبعض المدافع المضاده للطائرات وقتلت أكثر من 50 عنصراً منهم طبقا لما أذاعته بعض وكالات الأنباء.

وفى ظل هذه الأجواء الدراماتيكيه التى تمر بها الساحه المصريه , يبدو أنه قد حان الآن للقياده المصريه أن تنظر بعين الفحص والتدقيق والأعتبار كخطوه ضروريه على طريق مواجهه الأرهاب والفساد والعملاء , الى “القنوات الفضائيه الخاصه”التى يملكها رجال اعمال كونوا ثرواتهم المشبوهه فى ظل نظام المخلوع “مبارك”بمواكبتهم للأمبرياليه الأمريكيه وتنفيذ هدفها الأمبريالى بتحقيق أقصى ربح على حساب الوعى والأدارك لدى الشعب والتدنى به الى الأنحطاط , حتى يتسنى لهم تجريف الحياه من الثقافه والتعليم والأبداع , وابدالها بالبرامج التى تخاطب الغرائز والتحليلات التى تؤدى الى أضطراب الفكر وخلق اجواء التناحر والأقتتال .

أن قنوات يمتلكها مافيا المخدرات واحتكار الدواء والأتجار بقوت الشعب وصحته وفكره , أمثال السيد البدوى وابو العنين وفتحها لمذيعيى الأوكروبات والتشنجات المصطنعه وأصطناع الأحداث وفبركتها , أمثال توفيق عكاشه وعمرو أديب وأحمد موسى ويسرى فوده , واستغلالهم لحدث مقتل 21 مصريا فى ليبيا للأثاره , وحث الجيش المصرى على القيام بعمل ثارى دون تخطيط ورويه , ليؤكد أن هؤلاء قد أضمروا العداء للشعب العربى وسايروا المخطط الأمريكى , فمنذ المؤامره على ليبيا وسوريا وقد شنوا الحملات الأعلاميه ضد الدوله السوريه والليبيه ونظامهما , وتماهوا مع المؤامره الكونيه عليهما , ” وفى الوعى الأدراكى المصرى والقومى “فأن الوطنى والقومى لزاما عليه أن يدرك أن أمن مصر القومى هناك فى سوريا وبمحازاه الغرب فى ليبيا , وبالتالى فاِن تعمد عدم أدراك ذلك من هذه القنوات الهابطه ومذيعيها والتماهى مع المؤامره الكونيه على ليبيا الجيش والنظام وعلى سوريا جيش الجمهوريه العربيه الأول ونظامهاالمقاوم , كان مقصودا منه ضرب الأمن القومى المصرى فى الصميم .

وعلى كل المراهقين السياسين أن يدركوا ,أنه لم يبق من الجيوش العربيه الفاعله سوى الجيش المصرى الذى تحاك ضده المؤامرات من الداخل والخارج, ولذلك لابد من مد يد العون للجيش السورى للخروج مماهو فيه ليعود الى كامل قوته وعافيته . ليبقى جيش الجمهوريه العربيه المتحده “الأول” فى سوريا والثانى والثالث فى مصر قويا واحداً قادراً على مواجهه المؤامره الكونيه على الأمه العربيه واجهاضها , ليعود مصوباً مدافعه من جديد صوب المحتل الصهيونى .

ولذلك فأن قطع دابر تمويل حكام قطر لداعش لابد أن يكون بفعل شعبى عربى يطهر قطر من هؤلاء العملاء , وكذلك فأن تأييد أكراد تركيا صار صالحا عربيا عاما وكذا كل المناضلين الأتراك ضد حكم اردوجان , ولابد لغزه أن تعود فلسطينيه بأن تتبرأ من قياده حماس الأخوانيه المتماهيه مع داعش بفعل ولاء قيادتها لحكام قطر عملاء الصهيونيه .

ولكل الدواعش ومن مولهم من حكام قطر وتركيا وللصهيونيه والأمبرياليه وردا على المؤامره الأرهابيه على الأمه العربيه , واخيرا مقتل 21 مصريا فى ليبيا على يد داعش نقول:
ان سهما أتانى من الخلف , سوف يجيئُك من الف خلف ,لن تحذرنى مهما تباعدت فمكن الحذر مقتلك ,ومكان هروبك فيه المقصله ستأتيه طوعا او كرها لابد أن تفصل رقبتك عن باقى جثتك , ايها الوغد أن الشعب لن يرحمك ومن نصبوك تاج العماله لن ينفعوك فهم اولى أن يقذفوا بنفايتك في بئر الخيانه العفن الذى حفروه وهنا تنزلق أقدامهم معك لينهال التراب على مرقدكما , ويغلق الاحرار بغطاء الزمن آثار الفضيحه بينكم , ويرفرف الحمام رمزا للسلام بين الأمم .