الثنائي الأميركي البريطاني يشل الدور الأوروبي في ليبيا

يسعى المسؤولون في مؤسَّسات الاتحاد الأوروبي وفي مختلف عواصم الدول الأعضاء إلى تجاوز الدور البريطاني الأميركي الذي يرونه يعرقل سير العملية السياسية في ليبيا في وقت تتنامى فيه مخاوف قطاعات واسعة من الأوروبيين من خطر تنظيم «داعش» المُحدق بالشواطئ الجنوبية للقارة.

مشاورات بين الأوروبيين
يواصل المسؤولون الأوروبيون اتصالاتهم ومشاوراتهم للمساهمة في احتواء الأزمة المتفاعلة في ليبيا وسيطرة تنظيم «داعش» على عددٍ من مدن البلاد وسط تعثر مساعي المبعوث الدولي برناردينو ليون لجمع فرقاء الأزمة حول مائدة الحوار.

وقال مصدر في المجلس الأوروبي في بروكسل إنَّ رئيس مجلس الاتحاد دونالد توسك اتصل هاتفيًا برئيس وزراء إيطاليا مايتو رينزي؛ حيث تم التطرُّق إلى الوضع الليبي من ضمن حزمة من المسائل الرئيسة الأخرى.

وأضاف المصدر أنَّ الاتحاد الأوروبي يُتابع «بحذر كبير» تطور الوضع الليبي، وأن رئيس مجلس الاتحاد قرر نقل الملف أمام قادة الاتحاد خلال قمتهم في بروكسل المقررة يوم 19 مارس المقبل.

تخوف إيطالي من الهجرة و«داعش»
وتتعرَّض الدوائر الأوروبية إلى ضغوط متصاعدة من إيطاليا التي تخشى تدفق المهاجرين إلى أراضيها وتسلل عناصر «داعش» في صفوفهم.

وتطالب إيطاليا ومالطا رسميًا بتفعيل ما يُعرف بـ«بند الحماية الأوروبية» لتقاسم أعباء المهاجرين الوافدين وهي مسألة حساسة وحيوية في إطار تعامل مؤسسات الاتحاد.

وقالت الناطقة باسم الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين راي، من جهتها، الإثنين، إنَّ تنظيم «داعش» موجود في ليبيا ويمثِّل خطرًا جسيمًا على استقرار هذا البلد، ويُعَدُّ عاملاً من عوامل انعدام استقرار ليبيا الرئيسية حاليًا.

تمسك بمهمة ليون
وجددت الناطقة تمسك الاتحاد بدعم الحوار الذي يرعاه المبعوث الأممي برنارينو ليون وسعيه لتشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا. وقالت «إنّه الإطار الأمثل الذي نؤيِّده للخروج من الأزمة ونريد إقناع مختلف الأطراف بذلك».

ويقر الدبلوماسيون في بروكسل بصعوبة حالة الأزمة الليبية وربما صعوبة تسجيل ثغرة في الفترة القليلة المقبلة.

لا وجود لتصور أوروبي لحل الأزمة
وقال دبلوماسي في بروكسل يُتابع الأزمة الليبية، إنَّ الاتحاد الأوروبي لا يمتلك تصوره الخاص للخروج من الأزمة وليس له مبادرة خاصة به وهما نقطتا ضعفه.

وأشار ضمنًا إلى الهيمنة الأميركية البريطانية في إدارة الملف الليبي وسعي واشنطن ولندن إلى تهميش الجيش الليبي واحتواء الدور المصري، وإلى إشراك أطراف سياسية معينة لم تكسب الانتخابات في عملية تقاسم السلطة من خلال الحوار.

وأكد الدبلوماسي الأوروبي أن إستراتيجية لندن وواشنطن لن تنجح على الأرض ولن تصمد أمام تقدم «داعش» واتضاح تقدم المتطرِّفين في طرابلس على حساب ما كان يتعقد أنهم معتدلون.

وقال «إنَّ صفوف «داعش» في ليبيا تكبر يومًا بعد يوم ولا يمكن للأوروبيين غض الطرف والتظاهر كما أن لا شيء يحدث أمامهم».

وأضاف إنَّ دولاً مثل فرنسا وإيطاليا لن تقبل طويلاً بالرواية الأنجلو- أميركية بعد تهديدات «داعش» لإيطاليا بشكل مباشر ومع اقتراب الموسم السياحي في دول المتوسط.

ولم تعلِّق الأوساط الأوروبية في بروكسل على قرار مجلس النواب الليبي في طبرق بتعليق الحوار الذي يرعاه ليون.

ولكن المصدر الدبلوماسي اعتبره «طبيعيًا ومتوقعًا» حتى وإنه كان قرارًا موقتًا. وتقوم الدوائر الأوروبية بجمع مختلف المعطيات عن منتسبي تنظيم «داعش» في ليبيا، ورسم خريطة تنقلهم من صفوف ميليشيات مصراتة وصبراتة وفجر لبيبا ومن صفوف أنصار الشريعة إلى صفوف «داعش» وفق خبراء الأمن في بروكسل.

إقرار رسمي بمخاطر داعش
وبعد فترة من التردد وتحت ضغط إيطالي واضح بات المسؤولون الأوروبيون يقرون بمخاطر «داعش» في ليبيا بشكل رسمي، ويشيرون إلى ما يسمونه «انهيار مقومات الدولة وتدفق السلاح وفقدن السيطرة على الموارد الطبيعية».

وقالت فيدريكا موغيريني مسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية في حديث تلفزيوني نهار أمس الأحد، في روما إنها سعت إلى إشراك روسيا في معاينة مقتربة مشتركة للوضع الليبي وتحدثت مع وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف، كما أنها تعتبر أنَّ لإيطاليا دورًا هامًا يمكنها أن تضطلع به.

وتقول المسؤولة الأوروبية إنَّ مصير ليبيا سيكون رهن أيام هذه المرة وليس رهن أسابيع.

أوباما: الوضع في ليبيا ما زال يُمثِّل تهديدًا لأميركًا

بعث الرئيس الأميركي باراك أوباما برسالة إلى الكونغرس، اليوم الإثنين، بمد حالة طوارئ قومية بالنسبة إلى ليبيا لعام واحد بسبب الصراع على السلطة والسيطرة على الموارد في البلاد، وفق وكالة «رويترز».

وقال أوباما في رسالته «الوضع في ليبيا ما زال يُمثِّل تهديدًا غير عادي واستثنائي للأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة».

الزاوي شرير: المواقف الرافضة للحوار انفعاليّة وليست موضوعية

قال الكاتب والناشط الليبي العضو الاستشاري بهيئة الحوار الوطني ورئيس مؤسَّسة «سلمتم» الزاوي الاصل ربيع شرير إنَّ المواقف المُسبقة الرافضة لاستكمال الحوار والصادرة عن مختلف الأطراف الليبية هي في معظمها مواقف انفعالية وليست موضوعية.

وأضاف في تصريح إلى «بوابة الوسط» أنَّ «الخطر الذي تواجهه ليبيا سببه ضيق أفق بعض المجموعات الليبية، ولو راودتنا شكوكٌ بأنَّ دولاً مؤطّرة للحوار غير مهتمة كفاية بمستقبل ليبيا، فإنَّ ذلك لا يمنعنا من أنْ نؤمن بأنَّ مصير ليبيا مرهون بالأقطاب الليبية لا بغيرها».

وقال مخاطبًا الأطراف الداعية لتجميد الحوار «كيف وقبل استكمال الحوار ترفضون مخرجاته من باب سوء الظن أو فرط التخيل والتحليل!، فقط عندما توضع المخرجات على الطاولة يُمكنكم رفضها أو قبولها، فلا يرفض الحوار قبل تبيان نتائجه إلا ضعيف الحجة المتخوّف، وغير القادر على الإقناع».

وأضاف «الحلول العسكرية ليست حلولاً كاملة حتى يتم التشبت بها بديلاً عن الحوار، بل هي وخصوصًا في الحالة الليبية حلول مكمّلة للحلول السياسية».

ويرى شرير «أنَّ المبعوث الأممي كان من الممكن أن يعمل بشكل أكثر فاعلية وموضوعية، ولكن انتقادنا لبعض خطواته لا ينفي كونه قدّم مجهودًا كبيرًا، واحتمل ضغوطات ومماطلات عديدة من أطراف مختلفة لينجح في مهمته».

ويعتقد شرير «أنَّ المرحلة الرمادية التي يعيشها المجتمع الدولي الأشهر الأخيرة تجاه ليبيا لن تدوم طويلاً، لأنها مرحلة كانت مهمتها تهيئة مناخ متعادل للحوار، وسيعود المجتمع الدولي بعدها لثنائية الأبيض والأسود بشكل فجائي».

وقال شرير «مَن يعتقد أنَّ حوار الأمم المتحدة سيصنع سلامًا فوريًا لليبيا هو حالم، ولكن الحوار سيوفِّر بيئة قلوية تمكِّن الأطراف المتناحرة من الاندماج في تحالفات جديدة وتحت عناوين واضحة سيكون للدولة حضور كبير فيها، وبالتالي فإنَّ الحوار لن ينهي الحرب، ولكنه سيضيق مسالكها، ويوفِّر بيئة أكثر أمنًا، كما أنّه سيخرج ليبيا من العثرات السياسيّة والاقتصادية».

العريبي لا يستبعد عودة «النواب» عن تعليق المشاركة في الحوار

قال عضو مجلس النواب عيسى العريبي إنّه لا يستبعد احتمال عودة ممثلي المجلس للحوار في أي وقت، موضحًا أنَّ 62 نائبًا صوّتوا على قرار تعليق المشاركة في الحوار الليبي واستدعاء لجنة الحوار المُكلّفة من قبل مجلس النواب للتشاور.

وأضاف العريبي الذي اتصلت به «بوابة الوسط» أنَّ التصويت جاء في جلسة مُغلقة عقدها المجلس اليوم الإثنين، حضرها 80 عضوًا، مشيرًا إلى أنَّ أهم أسباب تعليق المشاركة في الحوار هو اهتمام المُتحاورين فقط بتشكيل حكومة «لتقاسم السلطة، رغم ما تمر به البلاد من أوضاع أمنية سيئة آخرها تفجيرات مدينة القبة والتي راح ضحيتها عشرات القتلى».

ورأى النائب عيسى العريبي أنّه «كان من الأهم مناقشة دعم الجيش الليبي والحكومة الشرعية أيضًا وعدم وضع شروط لذلك».

مصر تُطالب مجلس الأمن بدعم القرار العربي في ليبيا

طالبت مصر دول مجلس الأمن الدولي بدعم مشروع القرار المقدم باسم المجموعة العربية حول الأوضاع الحالية في ليبيا ومكافحة الإرهاب، لافتة إلى أن الوضع في ليبيا أصبح يُهدّد الأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

وقدّم مساعد وزير الخارجية المصري لشؤون دول الجوار، السفير أسامة المجدوب، خلال لقائه سفراء الدول أعضاء مجلس الأمن المعتمدين لدى القاهرة، شرحًا لتحركات مصر القادمة على مستوى مجلس الأمن بشأن مشروع القرار العربي تجاه ليبيا.

وحذّر السفير المصري، وفق بيان للخارجية، من تهاون المجتمع الدولي في التعامل مع ظاهرة الإرهاب، مشيرًا إلى أن وجود تلك التنظيمات في ليبيا يمثل تهديدًا لكافة الأطراف داخل وخارج ليبيا، على غرار ما يُمثِّله تنظيم «داعش» في سورية والعراق، مؤكدًا ضرورة التحرك السريع والعملي لدعم مشروع القرار لتسهيل إجراءات حصول الحكومة الليبية الشرعية المعترف بها دوليًا على السلاح والتدريب لمواجهة الجماعات الإرهابية في أماكن تمركزهم.

وبالتوازي مع أهمية دعم الحكومة الشرعية الليبية، أكّد السفير المصري أن بلاده تؤمن بأنه لا بديل عن الحل السياسي للأزمة الحالية بين الأطراف الليبية النابذة للعنف، منوهًا بأن القاهرة كانت ولا تزال من أهم الدول الداعمة لجهود المبعوث الأممي برناردينو ليون في ليبيا، مشيرًا إلى عدم وجود تعارض بين المسارين، قائلاً: «القضاء على ظاهرة الإرهاب يهيئ المناخ الآمن لاستكمال العملية السياسية الانتقالية».

الدباشي لـ«بوابة الوسط»: المجتمع الدولي أصبح مقتنعًا بضرورة تسليح الجيش الليبي

توقع مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة، إبراهيم الدباشي، أن تتم الاستجابة في النهاية لطلب رفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي، مشيرًا إلى أن الغرب سيقتنع بضرورة تسهيل وصول السلاح والعتاد للجيش؛ ليتمكن من القيام بدوره في مكافحة الإرهاب ودعم استقرار ليبيا.

وقال الدباشي: «المسألة تتطلب بعض الوقت، خاصة أن هناك أطرافًا غربية تتحجج بمنح الفرصة أمام الأطراف الليبية المتحاورة للوصول إلى حلول سياسية للأزمة».

وأعرب الدباشي، في حديث خاص إلى «بوابة الوسط»، عن شعوره بتفاؤل كبير تجاه الحوار الوطني؛ لأن أغلب الشخصيات السياسية انضمت للحوار، وأصبح الجميع مقتنعًا بأهمية البحث عن حل للخروج من الأزمة، وضرورة وضع نهاية للأوضاع المأساوية التي تعيشها ليبيا حاليًا.

وطالب الدباشي المجتمع الدولي بتصنيف «هذه الميليشيات كتنظيمات إرهابية؛ لأن من يدعم الإرهاب فهو إرهابي»، وقال: «على الرغم من أن أغلب هذه الميليشيات متباينة التفكير والمرجعيات والطموحات؛ ولا يقودها شخص واحد، إلا أنهم جميعًا يتفقون على هدف مشترك، وهو الإطاحة بمجلس النواب والسيطرة على حكم ليبيا بقوة السلاح، واستثمار موارد ليبيا في تمويل العمليات الإرهابية في جميع أنحاء العالم».

وحول المعوقات الداخلية لبناء الجيش الليبي، قال الدباشي: «إن أعدادًا كبيرة من الثوار تحولوا إلى مجرمين عذبوا وخطفوا وقتلوا وسرقوا ونهبوا، وكذلك هناك مجرمون زعموا أنهم ثوار وهؤلاء يخشون المحاكمة والملاحقة لو استعادت الدولة عافيتها وعادت مؤسساتها للعمل بكامل طاقتها من جديد، ومن ثم فإن وجود جيش ودولة لا يصب في مصلحتهم، وإن الفوضى هي التي توفر لهم المناخ المناسب لممارسة أنشطتهم غير القانونية».

وأضاف أن «أغلب هؤلاء يقاومون وبشدة قيام الدولة وعودة الجيش ليحافظوا على نفوذهم ومكاسبهم؛ لأن وجود جيش قوي ومؤسسات يصب في عكس مصالحهم؛ لذلك فإن رفضهم قيام الجيش وإنهاء حالة الفوضى أمر طبيعي، لكن كل هذا يمكن أن يختفي وينتهي مع صلابة الإرادة الشعبية والدعم العربي والدولي لبناء الدولة مرة أخرى».

وأكّد مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة أن الجيش الليبي لو توفرت له القدرات البحرية والجوية بإمكانه فرض سيطرته على الأوضاع وتطهير ليبيا من التنظيمات الإرهابية كافة.

وقال: «لكن في الوقت الحالي ليس لدينا جيش يستطيع مواجهة خطر داعش، لأن أغلب هؤلاء الضباط والكوادر العسكرية موجودة في مناطق تسيطر عليها ميليشيات فجر ليبيا الداعمة والمتحالفة مع داعش، ولو تغيرت الأوضاع وتم الاستعانة بهؤلاء الضباط يمكن بسهولة أن يصبح لدى ليبيا جيش قوي يستطيع دحر داعش وبسط الأمن في ربوع ليبيا؛ ومن ثم تقليل حجم المخاطر التي تهدد جيراننا العرب والأوروبيين»، مشيرًا إلى أنه من السهل إعادة تدريب الجيش استنادًا إلى الإرادة الشعبية الرافضة للإرهاب، فهناك باعث قوي لدى الشعب الليبي لدعم الجيش وهزيمة الإرهاب.

وردًا على مزاعم عدم وجود «داعش» على الأراضي الليبية، قال الدباشي: «إن المجتمع الدولي أصبح مقتنعًا بالأدلة والبراهين أن داعش تتخذ من ليبيا مركزًا لها، وأن حادث قتل المصريين وتفجير فندق (كورنثيا) بطرابلس وغيرها من العمليات وفرت الأدلة الدامغة للغرب بأن هذا التنظيم الإرهابي يتخذ من الأراضي الليبي قاعدة له».

الإبراهيمي يدعو إلى تنسيق مصري جزائري مع تونس لمساعدة ليبيا

دعا الدبلوماسي الجزائري المستشار الخاص السابق للأمين العام للأمم المتحدة، الأخضر الإبراهيمي، إلى تعاون مصري جزائري مشترك مع تونس لمساعدة ليبيا في الخروج من أزمتها الراهنة.

وأعرب الإبراهيمي في كلمته أمام المنتدى الدولي للاتصال الحكومي بالشارقة، اليوم الإثنين، عن أمله في قيام مصر والجزائر بإيجاد صيغة لعمل مشترك مع تونس للتعاون لمساعدة ليبيا، وأنْ تقف الدول الغربية وراء جهود الدول المجاورة لليبيا، مضيفًا «مصر بلد كبير ومن الضروري المحافظة عليه» وفق الموقع الإلكتروني لصحيفة «المصري اليوم».

وأشار إلى أنَّ الولايات المتّحدة خلقت الظروف لإيجاد تنظيم «داعش»، معتبرًا أنَّ «داعش بنت القاعدة وأن غزو واشنطن للعراق خطيئة كبرى».

وكان آخر منصب شغله الإبراهيمي هو مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية، الذي استقال منه في 31 مايو 2014، وهو الآن عضو بلجنة الحكماء التابعة للاتحاد الأفريقي وبلجنة الحكماء التي أسَّسها نيلسون مانديلا.

وبسؤاله عن نجاعة التدخل العسكري لحل الأزمات أجاب الإبراهيمي: «إن التجربة في هذا السياق أثبتت عدم قدرة القوة العسكرية على حل المشكلات الداخلية»، وأضاف، لقد رأينا أنَّ نتائج التدخل العسكري كانت عكسية، ولم تسهم إلا في المزيد من الخراب وتسبَّبت في زيادة المعاناة للشعوب كما هو الحال في تجربة التدخل العسكري في العراق».

‏ﻭﻛﺎﻻﺕ‬

ﺍﺗﻔﻘﺖ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﻭﻣﺼﺮ ﻭﺗﻮﻧﺲ ﻋﻠﻰ "ﺯﻳﺎﺩﺓ
ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﺍﻷﻣﻨﻲ ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻋﻲ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ
ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ"، ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺼﺪﺭ
ﺃﻣﻨﻲ ﺟﺰﺍﺋﺮﻱ ﺭﻓﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ.

ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ، ﺍﻟﺬﻱ ﻃﻠﺐ ﻋﺪﻡ ﻧﺸﺮ ﺍﺳﻤﻪ،
ﺑﺤﺴﺐ ﻭﻛﺎﻟﺔ ﺃﻧﺒﺎﺀ ﺍﻷﻧﺎﺿﻮﻝ، ﺇﻥ "ﻫﺬﺍ
ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﺗﻢ ﺧﻼﻝ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺑﺎﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺃﻣﺲ ﺿﻢ
ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﺃﻣﻨﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺜﻼﺙ (ﻭﻫﻲ ﻣﻦ
ﺩﻭﻝ ﺟﻮﺍﺭ ﻟﻴﺒﻴﺎ)ﻧﺎﻗﺸﻮﺍ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻴﺔ
ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ."

ﻭﻟﻢ ﻳﺼﺪﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﻭﻻ ﺗﻮﻧﺲ ﻭﻻ
ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺃﻱ ﺇﻋﻼﻥ ﺭﺳﻤﻲ ﺑﺸﺄﻥ ﻫﺬﺍ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ.

ﻭﺟﺎﺀ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺑﻌﺪ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﻣﻦ ﺷﻦ
ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ، ﻓﺠﺮ ﺍﻹﺛﻨﻴﻦ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ،
ﻏﺎﺭﺍﺕ، ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﺇﻧﻬﺎ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ
"ﺩﺍﻋﺶ" ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺩﺭﻧﺔ ﺷﺮﻗﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﻏﺪﺍﺓ
ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻓﻲ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﻣﺼﻮﺭ ﺫﺑﺤﻪ 21
ﻣﺴﻴﺤﻴﺎ ﻣﺼﺮﻳﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺭﻫﺎﺋﻦ ﻟﺪﻳﻪ.

ﺃﻛﺪﺕ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﻟـ "ﺍﻟﺒﻮﺍﺑﺔ ﻧﻴﻮﺯ" ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻤﺔ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺮﺭ ﻋﻘﺪﻫﺎ ﺑﺎﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻓﻰ ﻣﺎﺭﺱ
ﺍﻟﻤﻘﺒﻞ، ﺳﺘﺸﻬﺪ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻦ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻗﻮﺍﺕ
ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ، ﺍﻗﺘﺮﺣﺘﻬﺎ ﻣﺼﺮ ﻗﺒﻞ ﻋﺎﻡ
ﻭﻧﺼﻒ ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﻭﺗﺤﺪﻳﺪًﺍ ﺑﻌﺪ ﺛﻮﺭﺓ 30 ﻳﻮﻧﻴﻮ
2013، ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻰ ﺇﻃﺎﺭ ﺗﻔﻌﻴﻞ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻰ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ.

ﻭﻛﺸﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﺒﺪﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﺴﻴﺴﻰ، ﺧﻼﻝ
ﻛﻠﻤﺘﻪ ﺍﻟﻤﺘﻠﻔﺰﺓ ﻣﺴﺎﺀ ﺃﻣﺲ، ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻭﺭﺍﺕ
ﻣﺼﺮﻳﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﻗﻮﺍﺕ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ
ﻟﻤﺠﺎﺑﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﻤﺤﺪﻗﺔ
ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻘﺔ، ﻣﺆﻛﺪًﺍ ﺗﻠﻘﻴﻪ ﺍﺗﺼﺎﻻﺕ ﻣﻦ ﻣﻠﻮﻙ
ﻭﺃﻣﺮﺍﺀ ﻭﺭﺅﺳﺎﺀ ﺩﻭﻝ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻭﻥ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺸﺄﻥ.

ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﺍﻷﻭﻝ، ﻋﻦ
ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻗﻮﺍﺕ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺪﻭﻝ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻄﺮ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﺍﻟﻤﺘﻤﺪﺩ ﺑﺴﻮﺭﻳﺎ
ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭﻟﻴﺒﻴﺎ، ﻭﻳﻬﺪﺩ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ
ﺑﻼ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀ.

ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺇﻥ ﻣﻘﺘﺮﺡ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﺩﺧﻞ ﻣﺮﺣﻠﺘﻪ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ، ﺑﻌﺪ
ﺃﻥ ﺷﻬﺪﺕ ﺍﻟﻤﺸﺎﻭﺭﺍﺕ ﺗﻮﺍﻓﻘًﺎ ﻛﺒﻴﺮًﺍ ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ
ﺍﻟﻌﺎﻫﻞ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻯ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻗﺒﻞ ﻭﻓﺎﺗﻪ.

ﻭﺃﻭﺿﺤﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻳﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺗﺸﻜﻴﻞ
ﻗﻮﺍﺕ ﻧﺨﺒﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺗﺸﺎﺭﻙ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺼﺮ
ﻭﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻭﺍﻷﺭﺩﻥ،
ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺧﻠﻒ
ﺧﻄﻮﻁ ﺍﻟﻌﺪﻭ، ﻭﺗﻮﺟﻴﻪ ﺿﺮﺑﺎﺕ ﻣﺮﻛﺰﺓ
ﻟﻤﺨﺎﺯﻥ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﻭﻣﻌﺴﻜﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ،
ﻓﻀﻠًﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻬﺠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻮﻳﺔ، ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﻮﺭﻁ
ﺑﺮﻳًﺎ. ﻭﺃﺷﺎﺭﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺳﺘﺘﺸﻜﻞ ﻣﻦ
ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻭﺍﻷﺭﺩﻧﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻰ
ﺗﺤﻈﻰ ﺑﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﻗﺘﺎﻟﻴﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻭﺗﺴﻠﻴﺢ ﻣﺘﻘﺪﻡ،
ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻗﻮﺍﺕ ﺟﻮﻳﺔ ﺳﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﺇﻣﺎﺭﺍﺗﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﺎﻟﺤﺪﺍﺛﺔ، ﻣﻊ ﻗﻮﺍﺕ ﺟﻮﻳﺔ ﻣﺼﺮﻳﺔ
ﺃﻳﻀًﺎ.

ﻭﺗﻨﺺ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺸﺎﻭﺭ ﺍﻟﺪﻭﻝ
ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﺓ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ، ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ ﺇﺣﺪﺍﻫﺎ
ﻛﻠﻤﺎ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﺃﺭﺍﺿﻲ ﺃﻳﻬﺎ ﻟﻠﺘﻬﺪﻳﺪ.

سفيرة أميركا بالجزائر: لا حل عسكري في ليبيا

جدَّدت السفيرة الأميركية بالجزائر جوان بولاشيك، الإثنين، تأكيد واشنطن أنّه «لا حل عسكري في ليبيا»، كاشفة عن لقاءات سترعاها مستقبلاً مع حكومات المنطقة للتوصُّل إلى توافق حول ليبيا.

وأوضحت بولاشيك في ندوة نُظّمت بالجزائر العاصمة حول «السياسة الأفريقيّة للولايات المتحدة الأميركية» مساء اليوم الإثنين، أنَّ «القدرات التي تملكها الجزائر تخوَّلها لعب دور ريادي في منظمة الاتحاد الأفريقي، وكذا المساهمة في إيجاد الحلول السلمية في كل من ليبيا ومالي».

وفيما يتعلّق بالأزمة الليبية، أكّدت الدبلوماسية الأميركية أنَّ واشنطن تُساند الجهود الجزائرية لتجاوز الأزمة في ليبيا «التي تُهدّد الأمن والسلم الإقليمي والدولي».

وأشارت بولاشيك إلى أنَّ الولايات المتحدة «ما زالت تؤمن بأنّ أفضل الطرق لحل تلك الأزمة هو مواصلة العملية السياسيّة التي تقودها الأمم المتحدة ومواصلة مسار المفاوضات»، مشيرة إلى أنّه سيتم عقد لقاءات عديدة مستقبلاً في المنطقة للخروج بمقاربة لحل الأزمة في ليبيا.

وذكرت السفيرة الأميركية الجهود التي بذلتها الجزائر في مجال بحث حل للأزمة، قائلة إنها باتت «تلعب دورًا كبيرًا في المنطقة ومع جيرانها، ويمكنها أنْ تضاعف جهودها بالنظر إلى تجربتها الطويلة في مكافحة الإرهاب».

وبشأن قضية الساحل والأزمة المالية، أشارت بولاشيك إلى الجهود الجزائرية في حل الأزمة المالية والتي توّجت مؤخرًا بالتوقيع على اتفاق لوقف النار من قبل الأطراف المالية الثلاثة، وهي التنسيقية والأرضية وحكومة مالي إلى جانب الوساطة الدولية التي تقودها الجزائر.

هولندا تحذَّر من انتشار التطرُّف في ليبيا

أكَّد وزير الشؤون الخارجية والأوروبية الهولندي بيرن كوندرس رفض بلاده للحل العسكري في ليبيا، مجددًّا تأكيده أهمية المقاربة الجزائرية للأزمة الليبية.

وأشار الوزير الهولندي، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الجزائري رمطان لعمامرة، اليوم الإثنين، أنَّ بلاده تشاطر الجزائر قلقها لتنامي التطرُّف وانعكاساته على الاستقرار والأمن في المنطقة.

وأضاف كوندرس الذي يزور الجزائر ضرورة التوصل إلى حلٍ سلمي للأزمة التي تشهدها ليبيا، مؤكدّا أنَّ هولندا والجزائر تعملان معًا وتدعمان جهود الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا برناردينو ليون في مهمته.

وحذَّر الوزير الهولندي من تصاعد خطر تنظيم «داعش» والتنظيمات الإرهابية، والمخاطر المُترتبة على نشاطاته، فضلاً عن توسع مظاهر التطرف والكراهية.

وشدَّد كوندرس على ضرورة تنسيق الجهود بين الجزائر وهولندا في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب، موضحّا أن الأمر يتعلَّق بتحديات يجب رفعها في كل مكان في أوروبا وفي الجزائر وفي بلدان أخرى.