ورثة العثمانيين عينهم على سوريا

نور نعمة

قطع اردوغان الشك باليقين بأن بلاده طامعة بسوريا عند توغل جنوده بلدة كردية سورية لنقل رفات جد العثمانيين سليمان شاه من قبره في منطقة خاضعة لتنظيم «داعش» والذي بات واضحا ان رجب طيب اردوغان هو خليفة هذا التنظيم وليس ابا بكر البغدادي. هذا التوغل يحمل في طياته اجندات تركية خبيثة وخطرة فتركيا لم تكتف بابتلاع كيليكيا واسكندرون، بل هي طامحة بقضم سوريا بأكملها.
نعم، يريد اردوغان احياء امبراطورية اجداده العثمانيين من خلال التوسع داخل سوريا وبسط نفوذه على مناطق سورية عدة في ظل النزاع السوري المستمر وعليه يستخدم «داعش» لتفتيت بلاد الشام، لنهشها ولتخريبها وللدوس على سيادتها كي يصبح الانقضاض على سوريا لاحقاً امراً مستسهلاً وبسيطاً. أليست المطالبة باقامة منطقة عازلة هي رأس جبل الجليد لما يضمره اردوغان لسوريا؟ أليست المنطقة العازلة بحجة ايواء اللاجئين السوريين وحمايتهم من «عنف الاسد» على حد قول اردوغان ذريعة خطرة تكشف على ان تركيا تسعى للاستفادة من الحرب السورية كي تحقق مطامعها التوسعية؟
والحال ان البعض صدق شعارات تركيا الشعبوية بحق العرب وصدق ان تركيا ترفع راية الدفاع عن السوريين المظلومين وبأنها مع سوريا بلد عصري، منفتح، نابض بالحياة، مصانة حدوده لكن البعض منا لم تنطل عليه يوما اكاذيب تركيا الاردوغانية التي لم تحترم يوما الشعوب العربية لان الاتراك لطالما احتقروا العرب وتجارب التاريخ خير دليل على ذلك. فهل صدقتم ان حزب العدالة والتنمية يحرص على مصلحة الشعب السوري وعلى كرامته؟ هل فعلا تركيا الاردوغانية تعير اهتماما للعرب وللفلسطينيين في غزة وللسوريين الهاربين من الحرب في مناطقهم ام انها تستخدمهم لتحقيق اهدافها في منطقتنا؟
تركيا بقيادة اردوغان تسعى للتوسع على حسابنا وهي تتربص بوحدة سوريا وبسيادتها وبأمنها، فهي التي صبت الزيت على النار بين الاطراف السورية المتصارعة وهي التي احبطت مرارا اية جهود تهدف للتهدئة لان تركيا تريد ان تكون سوريا مشتعلة ومنهكة ومدمرة.
ان الخطر التركي اشد وطأة على السوريين من الحرب الداخلية التي يعيشونها، فالاتراك الذين يحنون الى زمن العثمانيين يهددون حدودها ومناطقها فانظروا الى ما آلت اليه الامور في بلاد الشام الان. النظام السوري ما زال يقاتل ليحفظ وحدة الاراضي السورية الا ان مناطق كثيرة خرجت عن سيطرته لتصبح تحت سيطرة السوريين المسلحين المعتدلين لكن المرتهنين للغرب من جهة وتحت سيطرة «داعش» الدموي الذي لا يحترم التنوع العرقي ولا المذهبي، ما هو مصير هذه المناطق الواقعة تحت سيطرة السوريين المعتدلين ومسلحي «داعش»؟
السوريون المعتدلون بات قرارهم مصادر من الغرب ومن جهات خارجية فهم لم يحققوا اي تقدم على النظام السوري الا بمساعدة الخارج ولذلك من السهل ان تحكم تركيا هذه المناطق. اما المناطق الواقعة تحت نفوذ «داعش» فلا تحتاج تركيا لاخذها بالقوة لان «داعش» هو صناعة تركية تستعمله ليفتح امامها الطريق نحو كل هدف تصبو اليه.
ان وحدة اراضي سوريا في خطر خصوصا ان التهديد التركي لم يعد فقط بالكلام بل بات حقيقة مجردة يجب عدم التغاضي عنها. حان الوقت ليستيقظ السوريون ويعاودوا اجراء حساباتهم لان صراعهم الداخلي جعل من بلادهم هدفا للحاقدين وللطامعين بأرضنا.

تركيا تريد اعادة استعمارها لكافة الدول العربية .