كلمة ...ورد غطاها

أحمد الحباسىاحمد-الحباسي (1)

بعض الإحصائيات “العربية” تثير الضحك و السخرية ، مثلا ، أن يقال 90 % من الشعب التونسي ساخطون على غلاء الأسعار ، يعنى … الباقين ….من جنسيات أخرى أم ماذا ؟ … مثلا ، أن يقال ، أنا رئيس كل التونسيين ، يعنى الذين صوتوا معه و ضده، يا سلام على الأخلاق ، لكن ألا يقال أن السياسة بلا أخلاق ؟ ثم ما دام سيادتك بهذه الأخلاق الرفيعة و الصدر الرحب لماذا لا تطلق سراح سجناء الرأي الذين يرفضون انتخابك و يدعون إلى مقاطعتك بداع العمالة و بيع الضمير ؟ لماذا لا تعتذر باسم الدولة لكل الذين عانوا من إرهاب دولتك يا سيادة الرئيس طيلة عقود من الزمن ؟ .

لا شيء يجمع الشعوب العربية غير الكرة ، و لا شيء يفرقها غير الكرة أيضا ، الإعلام يعيش من الكرة و بالكرة ، الكرة أقوال ( جمع قول – هدف ) على رأى الكابتن لطيف، الهداف يسدد الكرة في المرمى ، الإعلام يسدد الكرة في المياه الآسنة الراكدة ليصنع شوطا ثالثا من نفس المقابلة ، هذا ما فعله الإعلام بين الجزائر و مصر في عهد الرئيس حسنى مبارك ، لولا الحكمة و ألطاف الله لكانت الحرب بين الأشقاء من أجل..كرة ..لا راحت و لا جاءت على رأى الإخوة في الشرق .

خالد مشعل ، تذكرون ذلك العميل الخائن للشعب السوري و للمقاومة ، هناك من يسعى اليوم لإعادته و تلميع صورته القبيحة المهشمة ، يقال أن للســـياسة أحكامها و ظروفها و تقلباتها ، هذا ليس صحيحا ، و من يعكسون هذا الرأي في الشارع العربي خونة و مجرمون ، الوجدان العربي لا يمكن أن نتركه فريسة لنهش الضباع و الخونة ثم نحدثه عن المصالح العليا للوطن ، أيها السادة ، خالد مشعل و إسماعيل هنية عملاء ، من يسعى إلى إعادتهم هو عميل ، نقطة إلى السطر .

تسريبات الرئيس المصري الأخيرة أو ما سماها البعض بثرثرة فوق النيل ، من الممكن أن تكون صحيحة لأنها بالفعل تعكس حقيقة غالبية الموقف الشعبي العربي من دول الخليج ، و حتى لو كانت مجرد فبركة و “فوتوشوب نثرى ” أصبح ممكنا في ظل التقدم العلمي (تذكرون “خطاب” الرئيس الراحل ياسر عرفات الذي صنعته المخابرات الصهيونية منذ سنوات لتأليب الرأي العام العالمي ضده بداع معاداة السامية ) فإنها تعكس حالة من القرف العربي من هذه الأنظمة الشمولية البائسة المتعاونة مع المشاريع الصهيونية في المنطقة العربية ، على الأقل ، تأكدت هذه الأنظمة أن لا أحد يريدها في المنطقة العربية مهما فعلت و مهما قدمت من “مساعدات” مشبوهة و مهما تسترت برداء الحب و الكرم العربي .

الحرب الإرهابية على سوريا استهلكت وجوها سياسية و إعلامية و أمنية دولية كثيرة ، كوفي عنان ، الأخضر الإبراهيمي ، كوندوليزا رايس ، هيلارى كلينتون ، سوزان رايس ، جيفري فيلتمان ، بندر بن سلطان ، الملك عبد الله ، عقاب صقر ، رياض حجاب ، رياض الأسعد ، محمد المرزوقي ، عزمي بشارة ، عبد الباري عطوان ، وسام الحسن ، محمد مرسى ، خالد مشعل ، إسماعيل هنية ، النعجتان القطريتان حمد ووزيره للخارجية، نبيل العربي ، فيصل القاسم ، نيكولا ساركوزى ، راشد الغنوشى الخ القائمة ، لقد قلنا من البداية أن سوريا ليست ليبيا.

الرئيس المصري يريد زيارة السعودية ، التسريبات تتحدث عن رفض القيادة السعودية الجديدة و امتعاضها من الزيارة ، طبعا ما قبل الملك عبد الله ليس كما بعده ، القيادة الجديدة لها “ميول ” صهيونية أخرى ، و من قام بتسريب “التسريبات” الأخيرة ليس فاعلا خير بالتأكيد ، هذه لعبة مخابرات دولة ، إما أن يكون ” محتوى” التسريبات صحيحا و بذلك ما على الرئيس إلا البقاء بمصر حتى تهدأ العاصفة و تتدخل إسرائيل لحل الإشكال ، و إما أن تكون التسريبات إسفينا مقصودا لضرب العلاقة بين البلدين لغايات صهيونية اخوانية تركية قطرية واضحة و لا بد من انتظار تقشع هذه السحابة ، في كلتا الحالتين ، إسرائيل و تركيا و قطر هم من يقفون وراء لعبة كسر العظم و إهانة الشعب المصري و كسر السد العالي .

“البطالة من سنن الله و لا يوجد مجتمع منذ عصر النبــوة إلى الآن إلا و فيــه بطالة “… هذه حجة وزير التشغيل السعودي في وجه آلاف العاطلين عن العمل في السعودية ، باقي فقط أن يحرف أحد الآيات القرءانية لمجرد الاستدلال و التفصى من مسؤولية الدولة في توظيفهم ، نقول للوزير “الشاطر” في عهد النبوة أيضا ” من أين لك هذا “، في بلد تنهب فيه العائلة كل الثروات من المنطقي أن يبقى الآلاف بلا عمل.

الرئيس الجزائري يتحرك بصعوبة لكنه لا يرمى المنديل رغم عديد الأصوات التي تنادى بالرحيل و التقاعد “المتأخر ” ، مشكلة الأنظمة العربية الشمولية أنها معلقة في يد الرئيس دائما ، الشعوب ” تنتخب” الرئيس ب99 ,99 و الرئيس يبقى في الحكم للدقيقة 90 و ما بعد التسعين و حتى ضربات الترجيح .

الوفد البرلماني الفرنسي الزائر لدمشق منذ ساعات بداية الانفراج السياسي الدولي، قبل ذلك سبقته تصريحات دولية تفيد بالقبول بالرئيس الأسد لأنه لا فائدة في مواصلة هذه اللعبة الدولية الإرهابية الخطيرة التي تمددت لأوروبا و توشك أن تصبح كرة النار التي ستحرق الجميع ، على الجانب الآخر هناك من يريد إعادة “المعارضة” السورية إلى خط النار ، لعبة الأمم ما زالت تشعل فتيل الأزمة رغم كل الهزائم التركية القطرية المتوالية على يد الجيش السوري، في كل الأحوال ، سيدفع أصدقاء سوريا الفاتورة في الوقت المناسب ، صدقوني .