منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول إذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام إلي أسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

إدارة المنتدي




انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول إذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام إلي أسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

إدارة المنتدي


منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حافظ الأسد.. الرقم المستحيل، ودبلوماسية المثانة

اذهب الى الأسفل

حافظ الأسد.. الرقم المستحيل، ودبلوماسية المثانة Empty حافظ الأسد.. الرقم المستحيل، ودبلوماسية المثانة

مُساهمة من طرف السهم الناري الجمعة يونيو 07, 2013 4:29 am


بعد عدَّة أيَّامٍ سندخل في الذكرى الثالثة عشر لرحيل الرئيس حافظ الأسد، ذلك الرئيس الذي مهما اختلف معه البعض فلا يمكن لأحدٍ أن ينكُر أنَّهُ هو من أعطى هذا الدَّور الإقليمي لسوريا ليجعل منها المعادلة الصعبة في المنطقة التي عِجزَت عن حلِّها جميع الدُّولِ الكبرى حتَّى بعد غيابه بكلِّ هذه المدَّة.

يذكُر هنري كسنجر مُستاءً لقاءهُ الأول بالرئيس الأسد، ذلك اللقاء الذي حاول كسنجر من خلاله فرض إيقاعه المعهود، فأبرز عضلاته الثقافية والسياسية دون أن ينبس الأسد ببنت شفة، وحين أنهى كسنجر استعراضه ابتسم الأسد وبدأ محاضرة استمرَّت حتى ساعات الصباح الأولى، فقال كسنجر مُتذمِّراً عن ذلك اللقاء: "لقد كان هذا أوَّل درسٍ تلقيتهُ من الأسد"
استمرَّت المفاوضات بين الأسد وكسنجر لمدة 136 ساعة في 12 لقاء خلال شهرٍ واحد، لقد كان كسنجر كلما اعتقد أنه وصل لنهاية أي جلسة يعودُ الأسد في الحديث إلى نقطة الصفر، فقال كسنجر لاحقاً أن الأسد "استطاع بهذا الأسلوب فرض نفوذه على حساب أيامٍ من القلقِ والتَّوتُّر التي عِشتُها"
أما جيمس بيكر فقد تحدث أيضاً في مذكراته عن جلسات التفاوض الطويلة التي جمعتهُ بالرئيس الأسد فكتب: "على مدى أحد عشر اجتماعاً أدركتُ أن الأسد رجل يلتزم بكلمته، وأنه شديد البأس والصلابة، فإذا توصلت معه إلى اتفاق ما، يلتزم به حرفياً، ولكن المشكلة تكمن في أن كل كلمة تأخذها منه تحتاج إلى معركة أعصاب واجتماعات مطولة، تستغرق ساعات عديدة دون انقطاع، خاصة أن الأسد لا يظهر أي لين على الإطلاق في مسألة الأرض، ومساندة الكفاح الفلسطيني المسلح ضد الاحتلال الاسرائيلي".
أطلق جيمس بيكر على سياسة حافظ الأسد التفاوضية اسم (دبلوماسية المثانة)
وفيها يذكر وقائع إحدى جلسات التفاوض التي حدثت في 23-4-1991 كتب فيها:
"لقد كانت تلك أصعب وأشق مفاوضات أجريها على الإطلاق، حيث بدت مفاوضاتي المطولة للحد من التسلح مع السوفييت بالغة اليسر. واستغرق الاجتماع تسع ساعات وستاً وأربعين دقيقة دون انقطاع في غرفة خانقة لا تطاق، لا يسري فيها سوى النذر اليسير من الهواء المكيف، بنوافذ مغلقة بستائر سميكة زيتونية اللون، وبعد مرور ست ساعات على بدء الاجتماع ألحَّ نداء الطبيعة على السفير الأمريكي بدمشق إدوارد دجرجيان. وفيما أسهب الأسد في حديثه المطول حول اتفاقية سايكس بيكو وآثارها السيئة في المنطقة، بلغ الموقف حدّاً حرجاً. وكتب لي دجرجيان ملحوظة بخط مضطرب يذكرني بإثارة قضية سياسية معينة لم تثر حتى الآن. وقال فيها: وبالطبع فإن الوقت ملائم لك الآن للذهاب إلى دورة المياه".‏‏
ويتابع جيمس بيكر حديثه فيقول: "كانت كليتاي تعملان بنشاط يستعصي تفسيره، لذا فقد أشرت له بالخروج. كانت نظرة الكرب البادية على وجهه بالغة الدلالة، وأومأ إلى وزير الخارجية السوري بأنه يحتاج إلى مكالمة عاجلة مهمة، وأثناء غيابه كشفتُ طبيعة مهمة دجيرجيان، وقلت: السيد الرئيس لك أن تتعجب لماذا ذهب السفير إلى دورة المياه لإجراء مكالمة هاتفية مهمة من هناك. وانفجر الأسد في الضحك. ولدى عودة دجرجيان تظاهرنا بأننا لا نعرف شيئاً.‏‏ وبعد ساعة أو أكثر سحبت منديلاً أبيض اللون ولوحت به للأسد، وأعلنت استسلامي. عليَّ أن أذهب إلى الحَّمام. وهكذا نحتُُّّ الوصف الذي سأظلّ أطلقه دائماً على مباحثاتي لثلاث وستين ساعة مع الأسد- (دبلوماسية المثانة)".
يتابع بيكر وصف (دبلوماسية المثانة) فيقول: لقد كانت جلسات التفاوض مخططة بدقة عالية من جانب الأسد، إنها تتطلب أقصى درجات التحمل، فالأسد صاحب عزيمة شديدة الصلابة. كنّا نجلس دوماً متجاورين على مقعدين كبيرين يشعراني بأني أبدو كالقزم أمام أبي الهول. فقدماه ملتصقتان بالأرض، وركبتاه مضمومتان، ويداه معقودتان في حجره، ولا يغيّر هذه الوضع على الإطلاق، وكم كنت في حاجة دائماً لإجراء تدليك مسَّاج عقب كل لقاء معه، حيث كان النظر إلى يساري بزاوية تسعين درجة يصيب رقبتي بالتشنج، لكنّ الأسد على الجانب الآخر لا يبدي أدنى قدر من عدم الارتياح. ويبدو أن هذه الجلسات المجهدة هي أسلوب تفاوضي مدروس لمحاولة الفوز عن طريق الإجهاد. إن الأسد أصعب مفاوض قابلته في حياتي الدبلوماسية الطويلة، فهو شخصية ذات إرادة قوية ودهاء شديد، وصلابة عظيمة في الدفاع عن مصالح بلده وأمته، يفرض عليك احترامه، سواء اختلفت معه أو اتفقت".‏‏

وفي سياقٍ آخر يذكر كريم بقرادوني الرئيس الأسبق لحزب الكتائب اللبناني في كتابه لعنة وطن كيف أن الأسد لم يكن يرضخ للخطوط الحمراء بل كان هو من يَرسُمها، فحين أرسلت الولايات المتحدة مبعوثاً للرئيس الأسد في عام 1989مُحمَّلاً بلائحة من أربعةِ مرشَّحين لمنصب رئاسة الجمهورية اللبنانية كي يختار الأسد اسماً من الأسماء الأربعة، اختار الأسد دون تردد الاسم الخامس!
نعم إنه حافظ الأسد الذي دخل إلى لبنان وخاض حرباً مجنونة حارب من خلالها الجميع دون استثناء، و بدون أي حليف، فحتى الإتحاد السوفيتي آنذاك وقف خصماً بسبب اغتيال كمال جنبلاط عام 1978، فواجه الجيش السوري الفصائل الفلسطينية، وبعض القوى العراقية، والفصائل اليسارية، والحزب الاشتراكي، والكتائب، والقوات، والأحرار، والنمور، وحرَّاس الأرز ، والجيش الإسرائيلي، وقوات المارينز، والأسطول السادس الأمريكي، والمظليين الفرنسيين، ومجمل قوات حلف الشمال الأطلسي، فأملى الأسد سياسته على الجميع وخرج مُنتصراً باسطاً إرادته.
بعد سلسلة عمليات ضد قوات حلف الشمال الأطلسي وبعد إسقاط الدفاعات الجوية السورية لطائرتين أمريكيَّتين وأسر الطيارين أرسل الأسد رسالة إلى رونالد ريغن قال فيها: "يمكنكم أن تقلتلونا نعم، لكن لا يمكنكم أن تمنعونا من الموت بشرف" وبعد هروب الأسطول السادس من بيروت نشرت النيويورك تايمز صورةً كبيرة للرئيس حافظ الأسد كُتب فوقها رئيس كبير لدولةٍ صغيرة، وصورة صغيرة لرونالد ريغين كتب فوقها رئيسٌ صغيرٌ لأعظم دولة.

حافظ الأسد.. هو الرئيس الوحيد الذي خطف الأضواء في حضوره كما في غيابه!
ففي جنازة ملك الأردن الحسين بن طلال في شباط 1999، خطفَ حافظ الأسد الأضواء في حضوره وكان حديث جميع وسائل الإعلام العربية والعالمية بالرغم من حضور وفد إسرائيلي رفيع المستوى كان من المفترض أن يخطف هو الأضواء في سابقةٍ هي الأولى من نوعها، وكان ذلك الوفد مؤلَّف من الرئيس عيزر فايتسمان، ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية أرئيل شارون، بالإضافة للوفود الأخرى من رؤساء الولايات المتحدة جورج بوش الأب، وجيمي كارت، وجيرالد فورد، ورئيس وزراء بريطانيا توني بلير، وولي العهد الأمير تشارلز.
وفي نفس العام كانت جنازة ملك المغرب الحسن الثاني، وفيها أيضاً خطف الرئيس الأسد في غيابه الأضواء، وكان حديث وسائل الإعلام العالمية، فغطَّى غيابه على حضور الوفد الإسرائيلي الكبير، وعلى حضور جميع رؤساء الدول.

أخيراً بالعودة إلى دبلوماسية المثانة فإن هذه الدبلوماسية لم تكن مقتصرةً على جلسات التفاوض وحسب، بل كانت الخط العريض لمجمل سياسة سوريا الخارجية، فحافظ الأسد كان خيرَ من راهن على الوقتِ، وكسب الرهان، فسياسة النفس الطويل أو دبلوماسية المثانة كانت تغيظ وتُرهق الحكومات الإسرائيلية والأمريكية المتعاقبة، وحين قررت إسرائيل قلب الطاولة والرهان على الوقت لرحيل الأسد، والعمل على مبدأ أبي النواس " وداوني بالتي كانت هي الداءُ" خسرت إسرائيل الرهان، فمنذ التسعينات مافتئ الموساد عن ملاحقة الرئيس الأسد إلى مختلف أنحاء العالم لالتقاط بضع قطرات من البول لتحليلها، وتقدير كم بقيَ للرئيس الأسد من عمر. فإسرائيل كانت تضيق ذرعاً بهذا الرهان، وتنتظر بفارغ الصبر غياب الأسد عن الساحة، لكن وبمرور ثلاثة عشرَ عاماً على غياب حافظ الأسد بات من الواضح أن إسرائيل خسرت الرهان، فدبلوماسية المثانة مازالت قائمة، ومازال حافظ الأسد حاضراً رغم رحيلهِ، ومازال يخطف الأضواء في غيابهِ كما في حياته.

إذن هذا هو حافظ الأسد.. الرقم المستحيل الذي في حضورهِ تَحُوْلُ كل الأرقامِ إلى صفر، وفي غيابه يصبح ناتجُ أي معادلةٍ يساوي الصفر.
بتُّ على يقين اليوم أن من أطلق عبارة "إلى الأبد يا حافظ الأسد" لم تكن تملُّقاً، أو تزلُّفاً، ولم تأتِ بمحض الصدفة، فمن حارب الرئيس الأسد في الأمس يحارب اليوم شبح حافظ الأسد، لهذا لم يعد بوسع أعداءه سوى أن يلعنوا الأرواح!

في آخر كتاب الصراع على الشرق الأوسط يسألُ باترك سيل الرئيس حافظ الأسد:
-كيف ترى أن تكون عليه خاتمة هذا الكتاب؟
يجيب الرئيس الأسد: قل مازالَ الصراع مستمراً.
السهم الناري
السهم الناري
المراقب العام
المراقب العام

ذكر
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى