الفارس الليبي:للتاريخ ( القائد وحفتر وحرب تشاد )

سمعت الكثير وقرأت من هنا وهناك حول هذا الموضوع لكن كنت دائما أجد الروايات ناقصة ومبتورة ولم تكون صورة واضحة في ذهني حول الحدث . بالإضافة لإستغلالها من قبل الذين يجهلون التاريخ ويتصيدون في الماء العكر لتوظيفها بما يخدم المصلحة وتشويه الرجل الذي أجتمعت عليه حملات الإعلام العالمي قبل أن تستهدفه أساطيل الكون .
قادني الفضول للقاء أحد الرجال الذين كانوا شهود عيان على تلك المرحلة وكان قريبا جدا من الرجلين كما كان قريبا للحدث . جلسنا لساعات أستمع وأسأل وأبتسم تارة وأخذ نفس عميق تارة أخرى وأسرح مع رواية الأحداث حتى كأنني عشت الموقف بتفاصيله . كان أحد الضباط الوحديين الأحرار الذين قاموا بثورة الفاتح العظيم . له تلك الهيبة والوقار والحكمة والهدوء والصدق المرسوم على محياه . كان يتحدث على مرحلة إستثنائية وعصر ذهبي وقائد قل مايجود الزمن بمثله وقيادة حكيمة وشجاعة نادرة ورفقة مقدسة حرص على أن يرسيها القائد مع رفاقه .
لن أطيل . وسأقتص من كل الحوار المثير مايخص موضوع هذا المنشور وأدخل مباشرة في الموضوع المحدد والجزئية التي كانت تشغلني .
حرب تشاد كما عرفت لعموم الليبيين والتي فرضت علي ليبيا ولم تكن إختيارا نظرا لتدخل فرنسا وللأسف بعض الدول العربية لمحاولة زعزعة الأوضاع ودعم مجموعات تشادية متمردة . فأعطيت الأوامر للتجهيز والتحرك وبدأت المعارك التي سيطرت فيها القوات الليبية على جزء كبير من الأراضي التشادية حتى وصلت العاصمة إنجامينا ودحر القوات المعادية المدعومة من فرنسا . وقبل أن تخرج القوات الليبية بعدها وتتمركز في مواقع مثل وادي الدوم الذي كان مقر للعمليات وقيادة القوات . غير إن هجوم بعض المليشيات التشادية لم يتوقف على مواقع قواتنا .
يقول سيادة الفريق أنه في إحدى الإجتماعات للضباط الوحديين الأحرار مع القائد وفي أثناء الإجتماع طلب عقيد خليفة حفتر الكلمة وقال للقائد أسمح لي بقيادة القوات التي تقاتل المليشيات التشادية المدعومة من القوات الفرنسية والسيطرة على إنجامينا . سمع القائد ولم يعلق وأستمر الإجتماع وعند نهاية الإجتماع كرر خليفة حفتر الطلب بالسماح له بقيادة القوات . فرد القائد بعد إصرار عقيد خليفة حفتر بقوله ( قم بالتنسيق مع العقيد أبوبكر يونس جابر بالخصوص ) .
وفعلا ذهب عقيد خليفة حفتر للعقيد أبوبكر يونس جابر وتم التنسيق وكلف بالمهمة والتوجه إلى مواقع تمركز القوات في وادي الدوم . وقام بدفع وحدات من القوات في محاور مختلفة أتضح فيما بعد بأنها بدون تخطيط جيد أدى لخسارة عدد من تلك القوات والمعدات ولم يحقق أي تقدم يذكر .
وبعد فترة ذهب القائد للكفرة وطلب عقيد خليفة حفتر الذي أتى للمقابلة في المنطقة الدفاعية الكفرة . وتم نقاش الخطط والتجهيزات والإستعدادات . وقال القائد ( ياخليفة القوات المعادية لن يهاجموك إلا في الليالي القمرية لأنها لاتحتاج أضواء فأنتبه وضع إستطلاع أمام قواتك لمسافة لاتقل عن مائة كيلومتر حتى تتجنب أي مفاجأت . وأعطيت التعليمات لقوات الصاعقة المتمركزة بالعوينات بالدخول عن طريق دارفور والإلتفاف على القوات المعادية أثناء تقدمك ) . وشرح الخطط كاملة ووضع القائد وعند إنتهاء اللقاء طمأن عقيد خليفة حفتر القائد بأن الخطط ستنفذ حسب الإتفاق وأعطى التحية العسكرية للقائد وقال ( عندك رجال ياقائد ولن يخذلوك ) وأتجه لمواقع الجيش . ولكن فيما بعد حصل ماتوقعه القائد وتحذيراته التي لم تؤخذ في عين الإعتبار .
رجع القائد لطرابلس بعد لقائه بالعقيد حفتر وكان يتابع سير المعارك أول بأول والتي لم تكن تسير على مايرام . فأتصل في ذات يوم بأمر المنطقة الدفاعية الكفرة الضابط الحر عقيد محمد مسعود حماد . الذي رفع السماعة فإذا بالقائد يهاتفه بقوله أكتب يامحمد هذه الرسالة وأبعثها فورا لعقيد خليفة حفتر ( إذا دعتك الظروف للإنسحاب فأنسحب لأن حياتك ياخليفة أغلى من تشاد ) . وبسرعة تم تشفير الرسالة وإرسالها والتأكيد على وصولها للمعني .
حصل بعدها هجوم مباغث من قبل المليشيات التشادية ودارت معركة شرسة اسر خلالها خليفة حفتر وعدد من الضباط والجنود الأخرين وأستشهد بعضهم الأخر وأنسحبت بعض قوات الجيش .
ويقول ضيفنا أستقبلنا الخبر بألم شديد على رفيقنا ومن معه . وأجتمعنا بعدها في الجفرة كل الضباط الوحديين الأحرار بحضور الرائد عبدالسلام جلود وعقيد أبوبكر يونس جابر وعقيد مصطفى الخروبي لمناقشة عدة مواضيع منها تقييم الموقف العسكري لقواتنا . حيث قام عقيد أحمد عون الذي كان برفقة خليفة حفتر في المعركة وسرد لنا التفاصيل .
بعدها بفترة وفي لقاء للقائد معمر القذافي قال ضمن حديثه متسائلا ( من خليفة حفيتر ؟ ) . وكان القائد يريد أن يوصل رسالة غير مباشرة للتشاديين بأنه لايعرف خليفة حفتر وليس ضابط مهم في المعارك حتى لايتم تعذيبه أو قتله والتشفي فيه . وفعلا نجا خليفة حفتر من القتل من قبل التشاديين في الوقت الذي أعدموا بعض الضباط الأسرى الأخرين .
وهنا قال ضيفي .. سمعنا بعدها بأن المدعو الخائن غيث سيف النصر قام بتسجيل الكلمة والسفر إلى تشاد للقاء الأسير خليفة حفتر وأخبره بأن القائد معمر القذافي تنكر له في خطاب له وأسمعه التسجيل لإقناعه بالإنضمام للمعارضة . ويبدو أن خليفة حفتر والمعروف عنه من قبل بأنه متهور ويفتقد للحكمة والذكاء قد صدق ماقيل له .
وبعد أيام تفاجئنا في إحدى الإذاعات التشادية حينها بصوت خليفة حفتر ينتقد القائد ويتهمه ويشتمه ويتهجم عليه . وأعتبرناه أنه قام بذلك تحت التهديد في السجن .
بعد ذلك أستطعنا من خلال دعم أدريس دبي الدخول لإنجامينا والسيطرة عليها . حيث أنضم إلينا مباشرة عدد من الذين كانوا أسرى هناك . بينما البعض الأخرين ومنهم خليفة حفتر تواجدوا في السفارة الأمريكية وتحت حمايتها .
حاول بعض الضباط الأحرار ومن بينهم عقيد عبدالرحمن الصيد وعقيد أحمد محمود التواصل مع الأسير خليفة حفتر وإقناعه بالإلتحاق بقواتنا في إنجامينا لكنه رفض وأنتقل تحت حماية السفارة الإمريكية إلى زائير ومنها إلى أمريكا . حيث علمنا فيما بعد لإنضمامه لجبهة الإنقاذ المعارضة ونشرت أحدى الصحف الأمريكية تدريبات له وعدد من المعارضين فهمنا بعدها أنها كانت إستعداد لمحاولة تأمرية داخل ليبيا . وهو ماتم في محاولة التأمر على ثورة الفاتح في عام 1993 التي أفشلها الأمن الليبي .
مرت السنين . لكن القائد الذي عرف عنه الوفاء لرفاقه وحرصه الدائم على عدم وقوع أي ليبي في شرك الخيانة والعمالة للمخابرات الأجنبية حتى المختلفين معه . ترك الباب مفتوحا أمام ممثلي الدولة في الخارج للتواصل مع أي ليبي معارض وإقناعه بالعودة . وبالفعل عاد الكثير منهم ومارسوا حياتهم الطبيعية دون أن يتعرض لهم أحد . ونجح مندوب ليبيا في الأمم المتحدة في ذلك الوقت الأستاذ أبوزيد دوردة في التواصل مع العديد منهم ومن ضمنهم خليفة حفتر الذي نقل له كلام القائد بأن ليبيا تفتح أبوابها لأبنائها حتى المختلفين مع النظام وأكد له بأنه لايليق بضابط حر أن يكون عميل أو خائن . كما قام أيضا مقدم أحمد قذاف الدم أيضا بالتواصل معه حينها . وكانت هناك إستعدادات لإستقباله في بنغازي من قبل بعض الضباط الأحرار غير أنه فضل الرجوع لمصر مبدئيا وتأمين فيلا له ولعائلته ومرتب شهري مايقارب 15 ألف دولار . وتعهد خليفة حفتر بأنه سيخرج من جبهة الإنقاذ المعارضة نهائيا وعدم الدخول في أي عمل معادي لثورة الفاتح وقائدها . وخاصة بعد تهكم المسئول على جبهة الإنقاذ المدعو محمد المقريف عليه وترديد كلمة ( حفيتر ) . وتواصل القائد مباشرة مع عائلة وأبناء خليفة حفتر وتحدث معهم وطمأنهم بأنهم مثل أبنائه وعائلته .
لكن الصدمة أتت مع أحداث فبراير 2011 حيث قام الفريق عبدالرحمن الصيد بالإتصال مع خليفة حفتر والحديث معه لكنه رد بالسب والشتائم وإظهار نوايا الخيانة لكل تعهداته بفك الإرتباط مع أي مجموعات معادية لثورة الفاتح . وبالفعل نكث خليفة حفتر عهده وتواصل مع الخونة والزنادقة والمخابرات الأمريكية التي أتضح أنه لم تنقطع علاقته بها . ودخل مع الناتو في ليبيا وساهم في تدمير ليبيا وجيشها القوي وقصف مؤسساتها وقتل أبنائها .
هذه شهادة للتاريخ . أنقلها بأمانة كما رواها لي رفاق الرجلين وبعض ممن عاصروا تلك المرحلة . لتحتفظ الأجيال بالتاريخ الحقيقي النقي لليبيا دون تزييف أو تشويه أو متاجرة . فهذه مسئولية ملقاة علينا جميعا وأمانة أمام الله قبل أن تكون أمام التاريخ .
حفظ الله ليبيا وكل رجالاتها الذين رفعوا من شأنها وصمدوا وتبثوا على عهودهم ومواثيقهم . والخزي والعار لمن خان العهد وأخلف الوعد ونكث المواثيق

الفارس الليبي

العميل "خليفه ﺣﻔﺘﺮ" ﻳﺪﻋﻮ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ والجنود من ابطال قوات الشعب المسلح ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺟﺪﻳﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺍﻧﻔﺴﻬﻢ ﺇﻟﻰ مايسمى ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ
أولاً:لمادا هربت بعد خيانة وتم اسرك فى تشاد وثم هربت الى امريكا ولم تقدم نفسك للمحاكم الليبية فى ذاك وقت
وثانياً: انت تصرح و تسيطر على طبرق و البيضاء فقط الأفضل ان تصمت
منقوووول