الفأرس الليبي :مالا تعرفونة عن (عاصفة الحزم) ..!

ألسعودية قطر مصر السودان الأردن البحرين الكويت الإمارات المغرب

لن يجتمعوا في قضية عربية أو عمل عربي مشترك أو رؤية عربية واحدة تجاه أي حدث أقليمي أو دولي . لكن جمعتهم أمريكا بسرعة البرق ضد العراق . كما جمعتهم بالأمس ضد ليبيا وسوريا . وتجمعهم اليوم ضد اليمن . والبقية تأتي …
يبدوا واضحا أننا نحتاج لأمريكا كضرورة لجمع العرب على طاولة واحدة
كما نحتاجها أيضا لإقامة أي حلف عربي أو عقد قمة عربية أو إعلان حرب
فلديها مفاتيح الحل وكلمة السر ومفعول السحر على الأنظمة العربية
…
عندما نعرف هذه الحقيقة التي تثبتها لنا الأحداث كل يوم . فمن السخرية بمكان أن نعقد أمال على نهوض الأمة وصحوتها ورقيها وكرامتها . وهؤلاء حكامها وملوكها الذين يتبثون لنا كل يوم أنهم أجهل من أحذيتهم . وأن الكراسي عندهم أهم من مستقبل الأمة ورفعة شأنها وحماية دينها .
كاذب أي حاكم عربي أو إعلامي أو مثقف أو فقيه لو قال بأن ضرب العراق كان بإرادة عربية أو طلب شعبي عربي أو نتيجة موقف عربي . لكن الحقيقة هي أنها خطة غربية من الألف إلى الياء . ونتائجها واضحة بتدمير بلد عربي كان قوي بإقتصاده وجيشه ومؤسساته . وأكتفت تلك الدول التي سخرت إعلامها لإظهار حرب العراق كإنتصار قومي وواجب ديني بالفرجة عليه مشتت ومنهار تملئه السجون وتقتله الحرب الأهلية ويرعبه الإرهاب ويفترش الملايين من أهله الأرض في الخيام والشتات .
وكاذبون لو قالوا بأن ضرب ليبيا كان بإرادة عربية . وكاذبون أيضا لو قالوا بأن ضرب اليمن كان بإرادة عربية .
المطلوب غربيا أن تتحول الدول العربية واحدة تلو الأخرى للنموذج العراقي . بالأموال والاسلحة والنفط العربي . وسيكتفي الإعلام المخادع والحكام المأجورين بالبكاء على الإطلال بعد كل مهمة ينفذونها بغباء وجهل وعمالة في كل بلد عربي .
سنبكي على اليمن غدا دما وليس دموع . كما بكينا على العراق وليبيا وسوريا .
وستلعن الأجيال هؤلاء الحكام والملوك المأجورين والأغبياء في أدوارهم القذرة التي تفتقر للفهم والوعي والإدراك لنتائج أعمالهم .
نشعر بالسخف والإشمئزاز عندما نتابع اليوم القنوات العربية والخطاب الديني والسياسي الذي يصر على الوقوع في الفخ في كل مرة ولايتعلم الدرس من كل صفعة يتلقاها . هم نفس الوجوه التي وعدت الأمة بالديمقراطية بعد (عاصفة الصحراء) التي دمرت العراق . ونفس الوجوه التي وعدت بالرقي والرفاهية بعد (الربيع العربي) الذي حول بلدان الأمة إلى أوكار للإرهاب وضرب إقتصادها ودمر بنيتها . وهي ذاتها التي تعد اليوم باليمن السعيد بعد (عاصفة الحزم) التي ستسلم اليمن على طبق من ذهب لأنصار الشريعة وداعش وتقودها للإنفصال ونرى الملايين من شعبها لاجئين في عواصم العالم .
أؤكد لكم أن الأمة تحتاج ثورة فكرية وثقافية قبل أن تدخل مضمار الإعلام والسياسة . فللأسف من يقودون الأمة هم جهلتها وعملائها وأغبيائها سياسيا وإعلاميا ودينيا …

الفارس الليبي