من خطابات الطاغي في الأفكار والحكمة ღمعمر القذافيღ

هذا الجيل على موعد مع الغضب
إن هذا الجيل جاء على موعد مع الغضب فعلاً.. وينبغي أن نغضب على كل التراكمات الضارة بالحياة فوق هذه الأرض، سياسية واقتصادية واجتماعية، هذه الأرض التي جاءها أجدادنا العرب منذ أكثر من عشرة آلاف سنة مضت في هجرات متتابعة عبر هذه المدة، وآخر هذه الهجرات جاءت بعد الإسلام، وأولها هجرات من أيام حام وسام والنزاع بينهما، هذه الأرض التي ملكها أجدادنا بالتقادم واستولوا عليها وعمروها منذ آلاف السنين، ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن هناك خصومة مشتدة ومستمرة للسيطرة على هذه الأرض ولقهر أهلها واسترقاقهم واستعبادهم وتسخيرهم لخدمة الأجنبي.
فالصراع مازال مستمرا منذ أن جاء الرومان إلى الأرض العربية، وحاولوا أن يجعلوها قطعة تابعة لاملاك روما.. وجاءها الاغريق والبيزنطيون ثم الاستعمار الحديث، الطليان والفرنسيون والانجليز، وأخيرا الاستعمار الراسمالي الامبريالي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.
الصراع مع المستعمرين مازال مستمرا
وأريد أن تفهموا أن الصراع على هذه الأرض التي ملكها أجدادكم منذ آلاف السنين مازال مستمرا ولم ينته بعد، ولا تقولوا إن روما قد انتهت ولم تعد هناك الامبراطورية الرومانية وما عاد هناك صراع، فايطاليا عام 1911 م كانت تحمل علم روما عام 200 قبل الميلاد، والعدوان والخصومة مستمرة ما لم نسد نحن فوق أرضنا، ولا تستغربوا أبدا بل من المحتوم أنه بعد عشرات السنين أو مئات السنين أو حتى آلاف السنين أن نجد أنفسنا في مواجهة روما أو أمريكا-الرومان والبيزنطيين مرة أخرى في شكل جديد، وهم لكي يحققوا هدفهم النهائي ويبيدوا الأمة العربية ويسيطروا على هذه المنطقة الإستراتيجية الممتدة من المحيط إلى الخليج، يستخدمون أسلحة متنوعة منها الثقافية والسياسية والإقتصادية والنفسية، ومن ثم لا تقولوا أن أمريكا يمكن أن تأتينا بالصاروخ والطائرة فقط أو إن الاسرائيليين يأتوننا بالدبابة والجرافة فقط أو أن الرومان والبيزيطيين والاغريق والوندال وفرسان مالطة داءوا بسفينة وبمدفع أو إن ايطاليا عام 1911 م استعمرتنا فقط بالبوارج والمدافع والكتائب من اريتريا.. لا، لا .. ايطاليا لكي تصل إلى هذا المكان الذي عبرت عليه إلى فزان وإلى تيبستي استخدمت أسلحة أخرى عدا السفينة والمدفع والجمال والبنادق والرشاشات والطائرات وبالاضافة إليها استخدمت أسلحة أخرى، يوسف خريبيش وأمثاله خونة اخرون في الجبل الأخضر وفي فزان وفي سرت وفي الجبل الغربي، كانوا ضمن الأسلحة التي استخدمها الاستعمار الإيطالي حتى يحتل أرض أجدادكم ويستعبدكم، ومازال خريبيش وغيره من الخونة يتكررون مرة أخرى.
الاستعمار يستخدم الخونة في تحقيق أهدافه