مصراتة فاقدة للبوصلة........... الفارس

مصراتة من الداخل منقسمة ومشتته والحزن يعتري وجوه أهلها .
لاتوجد عائلة لم تودع أحد أبنائها أو أكثر تحت الثرى ومنها من فقدت كل الذكور .
القلق والحيرة والتوجس هي الحالة الطاغية على كل أحاديث أهل المدينة .
أصبح مشهد الجنائز والبكاء هو المشهد اليومي المعتاد في المدينة .
وتعالت الأصوات التي حاول تجار الحرب والموت والسلطة إخفائها لسنين .
( فقدنا أولادنا . حركتنا خارج المدينة وسط الرعب . فقدنا تجارتنا . أصبحنا نخاف أن ننتمي لمدينتا في ربوع الوطن . منع عنا الشرق الودود . والجنوب الحاتمي . والغرب الطيب . أصبح الكل يتربص بنا . يتوعدنا . يتحين الفرصة للإنقضاض علينا )
إلى متى سنبقى نحمل السلاح ونخوض حروب خاسرة ؟
مالذي حققناه من كل تلك الحروب سوى كراهية الناس وغضب الله ؟
لاتلتفتوا للإعلام المأجور أو الأصوات المخادعة . فهذه حقيقة مايدور بين الناس من أحاديث كانت سرا . لكنها اليوم تقال علنا ويجاهر بها الناس في كل مناسبة أو حديث عابر . وأصبحوا يلعنون رؤوس المال وقادة مليشيات الحرب .
ومما زاد الطين بلة . وجعل الكوابيس لاتفارق أهل المدينة . هو الحديث عن تخلى دولي عن المليشيات . وتسريبات عن تقديم قادتها للجنايات الدولية . وتقارب المجتمع الدولي مع الأطراف الأخرى . وإنكشاف تلاعب رفاقهم من المدن والأحزاب الأخرى في فك الإرتباط بمليشيات مصراتة بل وتقديمها كقربان لرضا الغرب والإستعداد لمواجهتها .
كم كبير من التساؤلات والمتغيرات جعلت بعض أهل المدينة ومليشياتها يبحثون عن مخرج أمن . يلوحون بالهدنة ويبعثون بوفود المصالحة . ويتحدثون عن إطلاق الأسرى . بل وصل لأبعد من ذلك حيث أن بعض مليشياتها يطالبون برأس المجرم بادي الذي أصبح يخشى أن يتجول في المدينة فالكل يتربص به . ويعلنون أنهم سيلاحقون المجرمين غنيوة وكارة والتاجوري وبلحاج والشريف وسامي . وينعتونهم بأنهم سبب البلاء والخراب والفتنة . وأنهم أستخدموا مصراتة كوقود للحرب وضحايا لوصولهم للسلطة وسرقة الأموال وإنجاح المشروع الإخواني .
هذا حقيقة ماتعيشه المدينة التي أرتكيت من الجرائم مالا أذن سمعت ولاعين رأت . وأخذتها العزة بالأثم . فحصدت الموت والرعب والقلق والحيرة والعار . مع التأكيد على حقيقة أن بالمدينة أحرار وشرفاء ومنها المعتقلين والشهداء ويجب على كل حر أن يتذكر هذا ويرفع لهؤلاء القبعة .
لكن اليوم علينا مسئولية كبيرة في كيفية إستثمار هذا الواقع الذي تشهده المدينة . وكيفية حماية وإطلاق سراح المعتقلين . وكيفية إخراج كل هذه المليشيات من كل المدن . والتوافق على صوت واحد لكل أحرار الوطن ضمن خارطة تعتمد التوابث والمبادئ والأهداف حتى لايتم الإنفراد بكل منطقة على حدا . وحتى نقطع الطريق عن كل المتاجرين من الكيانات الفبرايرية الوهمية لحصد إنتصارات تلمع بعض وجوهها أو تطيل في عمرها . والذي نراه قاب قوسين أو أدنى من السقوط النهائي وبزوغ فجر الحق والنصر المبين ... الفارس الليبي