أي مصير ينتظر سرت ..؟

كما توقعنا هاهي (سرت) مدينة الرباط الأول عروس البحر و النهر تسقط بيد داعش .
بسقوط أكبر قاعدة جوية بالمدينة ( القرضابية ) تكون منطقة الهلال النفطى مهددة بالسقوط ، و قد عودنا تنظيم داعش الإرهابى فى كل من سوريا و العراق أنه يُحب التواجد فى المناطق النفطية ، و يقاتل من أجل السيطرة على مورد مالى مهم ، أما عملية شفط النفط و بيعه فهي عملية سهلة تتطلب فقط تواجد تجار و مهربين داخل و خارج البلاد .
و سوف يتمدد هذا التنظيم الإرهابى قريبا متجاوزا كل الحدود كما فعل فى العراق و سوريا فلذيه من الخبرة و السلاح و المسلحين ما يكفى و يزيد لخوض حرب طويلة المدى حتى يعطى للدول الأجنبية الحجة مرة أخرى للتدخل فى ليبيا .
يجب أن نفهم أن معظم سكان مدينة سرت هم اليوم بين مهجر و لاجئ .. و هروبهم من الإقتتال و الظلم و السجن هو الذى شجع الميليشيات و العصابات المسلحة على التواجد داخل المدينة لأنه لو بقي الناس أهل الدار داخل بيوتهم و مع أرزاقهم ما تمكن هؤلاء المجرمين من البقاء يمرحون و يفرحون داخل المدينة الصامدة.
الشهيد القائد الحر ( معمر القدافى ) بقي معه حوالى ثلاثمئة عنصر مقاتل من رجال أشداء و حرائر مجاهدات فى أخر أيامه و إستطاعوا رغم الحصار و طائرات النيتو و أقمار التجسس و القصف اليومى و جردان النيتو و أسيادهم الصمود و توقيف ألة الدمار لأكثر من شهر ، فمابالك ببضعة عشرات أو مئات يحملون السلاح ..؟
كما يجب أن نفهم أنه لا توجد حاضنة شعبية لداعش داخل مدينة سرت كما يحاول الإعلام تصوير ذلك بأساليبه القدرة التى خبرناها أثناء و بعد العدوان ، و أن الذين إنضموا للدواعش من ( السرتيين) خاصة الشباب منهم لا يحسبون على أهالى سرت الشرفاء فهؤلاء همهم الأول المال و ليس الإنتقام من مصراتة كما يروج الإعلام المضلل خاصة الإعلام الدعائى الشعبوى، كما فعل قبل ذلك مع العراق ، فهؤلاء الداعشيون هم أنفسهم أصحاب اللحى المقملة التى أشار لهم الزعيم الشهيد معمر القدافى فى خطابه الشهير بعد الأحداث.
الإسلاميون بكل فروعهم و توجهاتهم يرضعون من ضرع واحد ( حاشا الإسلام منهم ) سواء أكانوا من الإخوان أو من الدواعش و هدفهم كان و لايزال الوصول إلى السلطة و ليس الدعوة و الإصلاح كما يدعون ذلك كذبا و زورا ، و هاهو الإسلامى ( مصطفى عبد الجليل ) يهاجم الإسلامى ( محمود جبريل ) رغم أن كلامها ينتمى لتنظيم الإخوان الإثنين عملاء قطر ، و السبب أن التنظيمات الإسلامية تتدرج جميعها فى التطرف و العنف فتبدأ غالبا فى اللعبة السياسية ثم تتحول إلى اللعبة العسكرية عندما ترى الوقت قد حان و هي دائما على إستعداد للتحالف مع الشيطان لتحقيق أهدافها المعلنة .
مثلا تنظيم الإخوان فى سوريا هو الذى فرخ لنا تنظيم النصرة الإرهابى و بدوره تنظيم النصرة هو من فرخ لنا تنظيم داعش ، نفس الشيء يحدث فى ليبيا تنظيم الإخوان فرخ لنا تنظيم أنصار الشريعة الإرهابى و تنظيم أنصار الشريعة هو من فرخ لنا تنظيم داعش ، قد يختلفون و قد يتقاتلون حول المغانم و قد يتبعون لهذا المحور ( السعودى ) أو ذاك المحور ( القطرى التركى ) لكن يبقى هدفهم واحد تدمير الدولة و نشر الفرقة و تقسيم و سرقة البلد خدمتا لمصالح أسياد أسيادهم .. و غير مستبعد أن يكون هنالك إتفاق غير معلن بين جردان مصراتة الفيبرارية و جردان داعش لتدمير سرت فوق الدمار الذى حدث لها أثناء و بعد العدوان.
الأن ما يهمنا سرت و أهل سرت ، كيف يتصرفون إزاء هذه الأحداث ..؟
الذين بقوا فى المدينة من أهالى سرت هم اليوم بين نارين أو خيارين أحلاهما مر ، لكن الثباث على الموقف و المبدأ هو الحل فى نظرى ، عليهم أن يراقبوا الوضع من بعيد و لا ينخرطوا فى أي ردة فعل غير محسوبة ، دعوهم يتقاتلون و شعارنا فى ذلك: ( اللهم ما إضرب الظالمين بالظالمين ) .
المهم بالنسبة لآهالى سرت هو البقاء صامدين أما المدينة فللكعبة رب يحميها .

. انهيار مدينة الهجين المصراتي و مليشياتها هي الحلقة الاخيرة من المؤامرة