ياسمين الشيباني: بني وليد دولة في اللا دوله

الجماهيرية العظمي دولة كان يعيش فيها الليبيون جميعا في  أمن وامان أضاعوها حفنة من المتآمرون نجدها اليوم تتجسد في مدينة يقصدها كل الليبيون ممن اكتوي بجحيم فبراير. هذه المدينة عانت الامرين وقاس اَهلها ويلات حروب لا ذنب لهم فيها سوي رفضهم للظلم والخيانة. هذه المدينة هي مدينة بني وليد التي ضربت أجمل معاني اللحمة الوطنية الحقيقية البعيدة عن كل زيف وادعاء .هي مدينة اثبت أهلها بما لا يدع مجالاً للشك بانهم ادركوا تمام الإدراك المعني الجوهري للانتماء للوطن دون تعصب أو جهوية لهذا تجد فيها من كل المدن الليبية وقبائلها شرّقا وغربا شمالا وجنوبا في إحتواء عميق لجراح الجميع و مواساة للكل في ظل المحنة التي تمر بها ليبيا ..
بني وليد تميزت بالولاء للوطن لتكون قبيله تمد جسور التواصل تلملم أوصال هذا الوطن الذي أودت به الخيانه والنزاعات وأصبح أشلاء وشتات ،، في مدينة بني وليد تجسد شعور حب ليبيا لتكون الحضن والوطن لكثير من الليبين الذين عصفت بهم وهجرتهم أحقاد الخونه ومكرهم .في بني وليد لم تكن اللحمة الوطنية مجرد شعارات ومجرد كلام علي ورق او خطابات في مهرجانات او مجرد أحاديث في مجالس،،  في بني وليد أثبتت هذه المدينة الصغيرة الشعور حقيقي بالانتماء والولاء للوطن والعمل علي وحدته ومقوماته دون مزايدة  لتتجسد علي أرض بني وليد ليبيا التي نريد والتي كانت دوله ينعم أهلها بالأمان  في ظل التكافل وصلة الرحم والتعاضد.  علي أرض بني وليد يجتمع الليبيون من مختلف القبائل من ترهونه وورشفانه والعجيلات والزاويه وتاورغاء والقواليش وغيرهم ممن ضاق بهم العيش في مدنهم و رفضوا أن تهان كرامتهم وتدنس أرضهم وتهتك أعراضهم علي يد سفاحين العصر وخونته الفبراريين. علي أرض هذه المدينة التي فتح اَهلها بيوتهم لاخوانهم الليبين الذين جاؤا ينشدون الطيبة والنخوة  وجدوا أهلها سدا منيع امام مؤامرات الفجار وأمام فاقدي الكرامة. هي المدينة التي تقاسم أهلها كل مالديهم مع من حط رحاله علي أرض مدينتهم مدينة تحتض وطن بعد ان صار الوطن مرتع للغوغائيين والمتشدقين. عندما تتحدث بني وليد تتحدث حديث الوطن وأبنائه الذين روت دمائهم ارض ليبيا الطاهر في بني وليد تجسد الحديث النبوي الشريف “(مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
ليكون دور هذه القبيلة في هذه المدينة دور حقيقي فاق دور مهرجين فبراير بحكوماتهم المنقسمة والفاقدة للسيطرة علي أرض ليبيا الا من السرقه ،فماذا لو حذت كل قبائلنا حذوا مدينة بني وليد التي تجسد أسمي معاني القيادة الشعبية بمجلسها الأجتماعي من تنظيم وإدارة واقتدار علي أن يحتضنوا اهل ليبيا في مدينة ..
أليس حريا بالجميع ان يكون كذلك لنلتقي بعدها في دولة الجماهيريه الشعبية ،، وننهي هذا التخبط الذي تعيشه القبائل التي هي جزء كبير ومهم في إنهاء هذا العبث علي ارضنا ،،،انها كلمة حق لابد منها بعد ماشاهدناه من تدليس ونفاق وكذب باسم القبائل الليبية الشريفه ،،