المجازر التركية لماذا ينساها العرب ويتذكرها الأرمن؟
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العالمية والعربية
صفحة 1 من اصل 1
المجازر التركية لماذا ينساها العرب ويتذكرها الأرمن؟
وفي الوقت الذي نسي العرب دماء أبناءهم سريعا رغم أن حزب الاتحاد والترقي هو من حاول ونجح في خلع تركيا عن جذورها وغرّبها منذ سقوط الدولة العثمانية وحتى اليوم ، وها هي تركيا بتاريخها الاستعماري الذي كتبه لها ذلك الحزب الماسوني أصبحت اليوم تائهة تبحث عن هوية ، فقد فشلت حكوماتها المتعاقبة من كمال أتاتورك وحتى الممثل الفاشل أردوغان بالوصول لعضوية الاتحاد الأوروبي ، ومارست تركيا قبل وبعد سقوط عثمانيتها دور الوكيل المحلي لمصالح الدول الاستعمارية ولا زالت حتى اليوم تخدع الكثير من البسطاء بأنها دولة إسلامية رغم أنها عضوا مؤسسا في حلف الشيطان الناتو وأكبر قاعدة له في المنطقة ، ونحن هنا نتضامن مع الشعب ألأرمني وضرورة تحميل تركيا مسؤوليتها عن تلك المجازر بحق شعب آمــن .
مذابح الأرمن أرمنية تركية: Ermeni Soykırımı) وتعرف أيضا باسم المحرقة الارمنية والمذبحة الارمنية أو الجريمة الكبرى، تشير إلى القتل المتعمد والمنهجي للسكان الأرمن من قبل الامبراطورية العثمانية خلال وبعد الحرب العالمية الأولى، وقد تم تنفيذ ذلك من خلال المجازر وعمليات الترحيل، والترحيل القسري وهي عبارة عن مسيرات في ظل ظروف قاسية مصممة لتؤدي إلى وفاة المبعدين. يقدّر الباحثين ان اعداد الضحايا الأرمن تتراوح ما بين 1 مليون و 1.5 مليون نسمة.. مجموعات عرقية مسيحية أخرى تم مهاجمتها وقتلها من قبل الإمبراطورية العثمانية خلال هذه الفترة كالسريان والكلدان والآشوريين واليونانيين وغيرهم، يرى عدد من الباحثين ان هذه الأحداث، تعتبر جزء من نفس سياسية الإبادة التي انتهجتها الإمبراطورية العثمانية ضد الطوائف المسيحية.
يتهم عبد الحميد الثاني بكونه أول من بدأ بتنفيذ المجازر بحق الأرمن وغيرهم من المسيحيين الذين كانوا تحت حكم الدولة العثمانية. ففي عهده نفذت المجازر الحميدية حيث قتل مئات الآلاف من الأرمن واليونانيين والآشوريين لأسباب اقتصادية ودينية متتعدة. بدأت عمليات التصفية بين سنتي 1894-1896 وهي المعروفة بالمجازر الحميدية. كما قام عبد الحميد الثاني بإثارة القبائل الكردية لكي يهاجموا القرى المسيحية في تلك الأنحاء.
التهجير والإبادة .. قبل مائة عام هجري وتحديدا في العام 1334 هــ الموافق 1915 مــ ، ترجل عدد كبير من الجنود الأتراك في المدينة المنورة، بعد رحلة طويلة مضنية قادمين من اسطنبول، كانوا مدججين بالسلاح والفظاظة والأوامر الصارمة ، وكان اليوم شتاء قاسيا على المدينة وأهلها الآمنون .. الجنود بطرابيشهم الحمراء والبنادق المتدلية من أيديهم تقدموا نحو أزقة المدينة و"أحواشها" الشهيرة، كانت الأوامر الصادرة لهم من "فخري باشا" قائدهم العسكري، هي القيام بعملية تهجير قسرية وقاسية ومروعة لكل رجل يلاقونه أو امرأة أو طفل.
كان القرار المتخذ من الأستانة في اسطنبول هو محاولة لاستباق الأحداث المتسارعة في إقليم الحجاز، وربما بقية الأقاليم العربية التي رزحت تحت الاحتلال التركي لقرون.
وجاءت المدينة المنورة على رأس تلك المحاولات من خلال تحويلها إلى ثكنة عسكرية وتتريكها لاحقا، ومن ثم فصلها عن الحجاز وإلحاقها تماما بالدولة العثمانية، على إثر معلومات متواترة، إضافة إلى مخاوف حقيقية عن قرب انطلاق الثورة العربية الكبرى على الاحتلال التركي من "مكة المكرمة"، ذلك الاحتلال الذي هيمن لقرون على مقدرات الوطن العربي، خاصة وأن إرهاصات تلك الثورة بدأت بالظهور في المدينتين المقدستين وبادية الحجاز، وهو ما حدث بالفعل لاحقاً خلال أشهر قليلة، وتحديداً في العام التالي.
إنها قصة أهالي "المدينة المنورة" المروعة مع جريمة "سفر برلك" كارثة التهجير الجماعي والقسري، التي طبقتها الدولة العثمانية في حق الآلاف من الرجال والنساء والأطفال، لتخلف خلال خمسة أعوام مدينة منكوبة يسكنها 2000 من العسكر الأتراك وبضعة عشرات من النساء والأطفال ممن حالفهم الحظ ونجوا من ذلك الترحيل الجماعي.
وبدأت القصة بتعيين "الأستانة" على عجل فخري باشا حاكما عسكريا للمدينة المنورة، والذي أخضعها لحكم عسكري قاس، وكان أكثر الحكام الأتراك تسلطاً ودموية وضيق أفق.
وبحكم الأوضاع المتسارعة في المنطقة آن ذاك، والخوف من التحاق "المدينة المنورة" بالثورة العربية القادمة، والشك في أهالي المدينة وتعاطفهم مع أحلام الثورة، والتي انطلقت فعليا في العام 1916مــ، سرع فخري باشا من قراره الأحمق بتجفيف المدينة المنورة من سكانها، وترحيلهم قسرياً إلى مناطق بعيدة في الشام وتركيا والعراق والأردن وفلسطين، والحفاظ قدر الإمكان على المدينة المنورة مرتبطة بالحكم العثماني، وتسليحها خوفا من هجمات القبائل البدوية المحيطة بالمدينة والراغبة في تحريرها من الاحتلال العثماني.
أخذ فخري باشا عدة خطوات ديكتاتورية، كان من أهمها مد خط السكة الحديد الذي كان يتوقف عند باب العنبرية إلى داخل أحشاء المدينة، بل إلى قرب باب السلام تحديداً، هادما في طريقه شارع العينية والأسواق والأسوار والبيوت على من فيها، وكان الهدف من ذلك تحويل الحرم النبوي إلى قلعة عسكرية ومخزن للسلاح دون مراعاة لحرمة "الحرم النبوي" الشريف، إضافة إلى ترحيل كل الكنوز النبوية التي لا تقدر بثمن إلى تركيا.
وقد أدت عملية التهجير الجماعية الواسعة عبر قطار الحجاز إلى ضرب النسيج الاجتماعي المتوارث للمدينة المنورة لعدة عقود لاحقة، كما أدت إلى مجاعة قاسية بين من تبقى من النساء والأطفال، حتى بلغ الأمر بالأسر لأكل حشائش الأرض والبرسيم وبقايا الحيوانات، وكان المحظوظ من بقي لديه مخزون من التمر، كما وصل الحال بالنساء "المدينيات" العفيفات إلى العمل عند الجيش التركي حاملات للأتربة وبقايا ومخلفات طريق القطار حين هدمت الأسوار باتجاه باب السلام، للحصول على يومية تساعدهن في إعالة المتبقي من الأطفال والعجائز.
وتمثلت شناعة تلك الجريمة النكراء حسب الروايات المتواترة في المدينة المنورة، باقتحام جنود فخري باشا للبيوت الآمنة وكسر أبوابها عنوة وتفريق الأسر وخطف الأطفال والنساء من الطرقات دون رحمة، ومن ثم جرهم معاً أو متفرقين إلى عربات قطار الحجاز ليتم إلقاؤهم عشوائيا بعد رحلة طويلة من العذابات في تركيا والأردن وسوريا.
وسأورد هنا جزءا من ترجمة قاضي المدينة إبراهيم بن عبد القادر بن الأفندي عمر البري الهاشمي المدني المولود بالمدينة النبوية سنة 1281هـ وتوفي بها سنة 1354، الذي كان مرجعا للفتوى في المدينة المنورة، والتي تكشف جزءا من معاناته هو وأسرته خلال ترحيلهم عنوة من ديارهم، لصالح مشروع التتريك، وإن كانت أكثر حضا من غيرها، حيث كان لمكانتها العلمية دور في التخفيف من مأساتها.
وحسب نص الترجمة المنشور في موقع وكيبيديا "في أوائل عام ١٣٣٤هـ طلب فخري باشا محافظ المدينة المنورة من الشيخ عبد القادر البري (والد الشيخ إبراهيم) أن يغادر المدينة هو وأسرته المكونة من ابنيه الشيخ إبراهيم وزوجته وأبنائه وأحفاده والشيخ عبد العزيز البري الذي لم يكن تزوج بعد.
وكانت الرحلة شديدة الوطء عليهم، ولا يعرفون نهايتها ولا يأمنون غايتها، فثارت الحرب العالمية الأولى التي هزت المدينة المنورة هزا ومزقت شمل أهلها.
وكان إبعاد آل الشيخ عبد القادر البري إلى سوريا ومنها إلى الأناضول بتركيا حيث استقر قرارهم في بلدة اسمها الوشاق تابعة لولاية ازمير وعاشت ما يقارب عامين على ما كانت الدولة تصرفه لهم من أرزاق ومرتبات ضئيلة لا تكاد تقوم بالضروري من مطالب الحياة.
ولولا ما كان مدخرا لدى الشيخ عبد القادر وابنه الشيخ إبراهيم لما استطاعت الأسرة أن تجد مطالبها الضرورية، وفي شعبان ١٣٣٦هـ الموافق ١٩١٨م سمحت الحكومة التركية لهؤلاء المبعدين بالعودة إلى سوريا بعدما تيقنوا أن الحرب في غير صالحهم، فرحلت أسرة الشيخ البري إلى قونية، وبعد قضاء شهر رمضان عادوا بالقطار إلى أضنة، ثم إلى حلب فدمشق. واستقر قرارهم في دمشق إلى أن عاد أهل المدينة إلى بلدتهم في عام ١٣٣8هـ ١٩١٩م" ( انتهى النص).
ولم تنته تلك الجريمة الكبرى التي ارتكبتها الدولة العثمانية على يد القائد فخري في حق واحدة من أطهر بقاع الأرض، إلا في بداية 1338هـ الموافق 1919مـ ، عندما قتل رفاق " فخري باشا" قائدهم المستبد على إثر خلافات بينهم.
وكلمة "سفر برلك" التي تعني بالتركية الترحيل الجماعي، غرست في وجدان "المدينيين"، لم تكن إلا كلمة مرادفة للألم والاحتلال الإجرامي في حق سكان المدينة المنورة، وهي مازالت تختبئ في الأنفس والذكريات القاسية التي عانتها بيوت وطرقات المدينة حتى الآن.
اليوم وبعد مائة عام تطل ثقافة "سفر برلك" من جديد، ولكن ليست على يد فخري باشا، بل على أيدي "الخونة" من الحركيين والإخوان العرب والأتراك الذين يدعون لعودة الاحتلال التركي لبلاد العرب، وهم يعلمون يقينا أن "تتريك" العرب الذي حاولت السلطنة العثمانية إجبارهم عليه ذات يوم، هو ما فجر الثورة العربية الكبرى. وكما فعل فخري باشا قبل قرن من الآن، تحاول تلك الأيادي أن تعود "لترحيل" الأمن والاستقرار العربي قسريا إلى شتات الأرض، حاملة رصاص وخنجر "فخري باشا" المجرم، لكنها اليوم لم تسلمه لفخري، بل سلمته لحركات "الأخونة" الباحثة عن سلطنة جديدة وتتريك جديد.
كان مؤسس تركيا الحديثة أتاتورك قد أنقذ تركيا وخلَّصها من استبداد وجور الدَّولة العثمانية وسلاطينها، ولعلَّ المجازر التي اقترفها العثمانيون بين عامي 1915 و1917 ضِدَّ الأرمن والتي خلَّفت أكثر من مليون ونصف المليون من القتلى والضحايا الأرمن الأبرياء في أبشع إبادة جماعية لم يشهد التاريخ لها مثيلاً من قبل حتى اقترف النَّازيون إبادةً جماعيةً أخرى أثناء الحرب العالمية الثانية بِحقَّ اليهود راح ضحيَّتها أكثر من سِتَّة ملايين من المدنيين الأبرياء.
وتَمَّت الإبادة ضمن خِطَّةٍ مدروسةٍ ونُفِّذت بِمَنهجيَّةٍ محترفة ، والإبادة واقعٌ تاريخي موثَّقٌ بالبراهين والأدِلَّةِ الدامِغَةِ ، وبما أنَّ العدالة أساس القانون الدولي فيجب على أنقرة الإعتراف بالحقائق ومواجهة ماضيها بصدق وتحمُّلِ كامل مسؤولياتها عن الإبادة ودفع التعويضات عن الخسائر البشريَّةِ وإحقاق الحق وإنصاف شعبٍ تعرَّضَ لِجرائم ومجازر ضِدَّ الإنسانيَّةِ، حيثُ تمَّ ترحيل أكثر من مليون ونصف المليون أرمني وتعذيبهم وقتلهم واقتلاعهم من جذورهم وذاقوا مرارة التعذيب والحزن.
وأحيا الأرمن ذكرى مرور مائة عامٍ على الإبادة التي اقترفها العثمانيون ضِدَّ الأرمن، وسارت تضاهرات وتجَمُّعاتٍ في عددٍ من العواصم والمدن الكبرى في العالم بمشاركة وفودٍ من ستِّين بلداً كلها اعترفت بالإبادة وطالبت تركيا بالاعتراف بهذا الطابع للإبادة على الرغم من أنَّه لا شيء يُمكِنُ أن يُبَرِّرَ تلك المجازر الجماعية ضِدَّ الأرمن، ولكن العالم يُقاسمُ الشَّعبَ الأرمني الحُزن والمصير ولن ينسى المآسي التي مرَّ بها ذلك الشعب على أيدي الدولة العثمانية.
ولا تقِلُّ تُركيا الإخوانية سؤاً عن الدولة العثمانية التي قوَّض أركانها مؤسس تُركيا الحديثة مُصطفى كمال أتاتورك رحمه الله، لأنَّ تُركيا الإخوانية تنفي وقوع المجازر التي تؤكِّدها الأمم المتحدة وتُصِرُّ على إنكار المذابح والادِّعاء بأنَّ عدد الضحايا قد تمَّ تضخيمه لخوف تركيا من وصمة العار، فالعثمانية والإخوانيَّة وجهان لعملة الاستبداد الواحِدة، وكما أبادت الدولة العثمانية الشعب الأرمني فإن تُركيا الإخوانية رُبَّما تُبيدُ المخالفين لها من الشعب التركي نفسه.
وأقرَّ البرلمان الأوروبي بأغلبيةٍ كبيرةٍ مشروع قانونٍ يعترف بموجبه بتعرض الأرمن لإبادة جماعية على أيدي العثمانيين ، ومن شأن التَّحركات الأوروبية أن تؤجِّجَ التوترات بين تركيا والاتحاد الأوروبي ويُعزِّزُ الاتحاد برفض انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.
خازوق دمشق يكشف أبشع جرائم الأتراك ضد الانسانية في ساحة المرجة بقلب العاصمة السورية دمشق، يوجد ساري كبير تحيط به حديقة غنّاء تستمد مياهها من أحد فروع نهر بردي الشهير، المنظر العام الذي يضفي نوعا من الشاعرية والرومانسية يخفي وراءه حكاية تاريخية تهز الوجدان وتقشعر منها الأبدان، حكاية تكشف عن الوجه القبيح لدعاة الاسلام والحرية .. ويبقى هذا الشاهد شاهدا على جرائم الأتراك وحقدهم على سوريا .
فهذا الساري كان في موضعه منذ قرون واحدا من أكبر الخوازيق التي استخدمت في إعدام المعارضين السياسيين وأبطال النضال الوطني، وفي رحلة قصيرة عبر الزمن نكشف عن أبشع وسائل الإعدام، وأشهر من تمت خوزقتهم، خاصة وأنه يتردد في وقتنا الحالي على لسان كثير من ضحايا الارهاب بسوريا، أن العصابات الارهابية المسلحة المدعومة من تركيا وتتحرك بأوامرها تنكل بالمواطنين السوريين وتقوم باعدامهم بطريقة مشابهة لطريقة الاعدام بالخازوق .. الخازوق أبشع وسائل الإعدام تتعدد وسائل الإعدام فمنها الرمي بالرصاص .. الشنق .. الجلد حتى الموت .. حقنة سامة قاتلة .. وأخيرا الإعدام بالخازوق، طرق كثيرة ممكن أن نتصورها، لكن ما لا يمكن تصوره أسلوب الإعدام بالخازوق، فهذه الطريقة البشعة والتي لا أساس لها سياسيا أو دينيا، تعتبر أكثر ما توصلت له البشرية من اعتداء في حق المذنبين أو المجرمين، والغريب في الأمر أن الأتراك هم من اخترعوا هذه الوسيلة البشعة .
وكلمة الخازوق تستخدم كثيرا في حديثنا، وفي لهجاتنا المحلية أصبح الخازوق مرادفا لكلمة مقلب، لكن الخازوق في الحقيقة شيء أبشع بكثير من مجرد مقلب، فهو وسيلة إعدام وتعذيب في الوقت ذاته، تمثل إحدى أشنع وسائل الإعدام، حيث يتم اختراق جسد الضحية بعصا طويلة من ناحية، وإخراجها من الناحية الأخرى، ويتم إدخال الخازوق من فم الضحية أحيانا، وفي الغالب من الشرج، بعدها يتم تثبيت الخازوق في الأرض ويترك الضحية معلقا حتى الموت.
أما الأبشع في هذه الطريقة، أنه يتم إدخال الخازوق بطريقة تمنع الموت الفوري، ويستخدم الخازوق نفسه كوسيلة لمنع نزف الدم، وبالتالي إطالة معاناة الضحية لأطول فترة ممكنة تصل إلى عدة ساعات، وإذا كان الجلاد ماهرا فإنها تصل إلى يوم كامل .. الأتراك ورحلة الخازوق في عالمنا العربي ، واستخدم الخازوق أيضا في السويد خلال القرن السابع عشر الميلادي، وقد كان أداة لعقاب المتمردين في إقليم تيرا سكانيا الدانماركي، وقد كان الخازوق يتم إدخاله بين العمود الفقري والجلد، وبهذه الطريقة كان الضحية يظل يعاني لأربعة أو خمسة أيام قبل أن يموت .. وما بين القرنين الرابع عشر والثامن عشر كان الخازوق هو وسيلة إعدام الخونة في اتحاد الكومنويلث البولندي ـ الليتواني، ومن المرجح أن استخدام الخازوق كان شائعا في العصور الوسطى في أوروبا، كما أنه من الشائع أن كلا من فلاد الوالاشي المعروف بدراكولا، وإيفان الرهيب كانا أشهر المستخدمين لطريقة الإعدام هذه.
لكن من الثابت تاريخيا أن الأتراك هم من اخترعوا هذه الوسيلة وهم مبتكري الخوازيق .. وللخازوق تاريخ طويل في منطقتنا العربية، وبعد دخول الأتراك العثمانيين لمصر والشام، تم استخدام الخازوق على نطاق واسع، وقد تفنن الأتراك في صنع الخازوق، وأجروا العديد من الدراسات حول استخدامه، وكانت الدولة العثمانية تدفع المكافآت للجلاد الماهر الذي يستطيع أن يطيل عمر الضحية على الخازوق لأطول فترة ممكنة تصل إلى يوم كامل، حيث يتم إدخال الخازوق من فتحة الشرج ليخرج من أعلى الكتف الأيمن دون أن يمس الأجزاء الحيوية من جسم الإنسان كالقلب والرئتين بأذى قد يودى بحياة “المخوزق” سريعا، أما إذا مات المخوزق أثناء عملية الخوزقة، فيحاكم الجلاد بتهمة الإهمال الجسيم وقد يتعرض لتنفيذ نفس العقوبة عقابا له على إهماله.
البطل السوري سليمان الحلبي… أشهر ضحايا الخازوق من المعروف أن أشهر حالة خوزقة في تاريخنا الحديث هي حالة البطل “سليمان الحلبي”، الذي قتل القائد الفرنسي كليبر، فقد تعرض سليمان للتعذيب حتى حملوه على الاعتراف، بالتهم المنسوبة إليه، ويقول الجبرتي: “فلما أن كان المتهم لم يصدق في جواباته، أمر ساري عسكر أن يضربوه حكم عوائد البلاد، فحالا أن ضرب لحد أنه طلب العفو ووعد أن يقر بالصحيح فارتفع عنه الضرب وانفكت له سواعده وصار يحكى من أول وجديد”، وفي المحاكمة طالب مقرر المحكمة سارتون أن تكون عقوبة الجاني من العقوبات التي يسوغها عرف البلاد المصرية، فقضت المحكمة بأن تحرق يد سليمان الحلبي اليمنى ثم يعدم فوق الخازوق وتترك جثته فوق تل العقارب حتى تفترسها الجوارح، أما شركاؤه فيُعدمون بالقتل على الخازوق ومصادرة أموالهم على أن تقطع رؤوسهم ثم توضع فوق الرماح وتحرق جثثهم بالنار، لكن هذه الواقعة التي تمثل ملحمة بطولية لا يعرفها الكثيرون، بالرغم من أنها تكشف بشاعة وإجرام الاحتلال الفرنسي على مرّ التاريخ وفي مختلف المناطق العربية.
سليمان الحلبي تحمل الويل من أجل أمته .. في يوم 28 جوان من عام 1800… نفذ حكم الإعدام بالفلسطينيين الثلاثة الذين ساعدوا سليمان في مهمته أمام عينيه، وتم حرق أجسادهم حتى التفحم، ثم غرز وتد الخازوق في مؤخرة سليمان الحلبي فوق تل حصن المجمع “تل العقـارب” بالقاهرة، وبقي جثمانه على الخازوق عدة أيام … تنهشه الطيور والوحوش.
هكذا أذن أُستشهد البطل الكردي سليمان محمد أمين المعروف بسليمان الحلبي قاتل قائد الحملة الفرنسية على مصر والشام في بدايات القرن التاسع عشر.
وقد كتب لوتسكي عن بطولته قائلا: “… وبعد مدة قصيرة ـ 14 جوان عام 1800 ـ اغتيل كليبر من قبل “الإرهابي” سليمان الحلبي… والذي تسلل إلى محل إقامة كليبر فطعنه بخنجره عدة طعنات، وحكمت المحكمة العسكرية الفرنسية بحرق يد سليمان ومن ثم خوزقته، كما قطعت رؤوس أربعة شيوخ مسلمين بتهمة اشتراكهم في الجريمة، وقد قابل سليمان الموت ببسالة، إذ وضع يده بجرأة في النار الملتهبة ولم ينبس ببنت شفة حينما كانت تحترق كما كان باسلا طيلة الساعات الأربع والنصف الذي قضى من بعدها نحبه وهو مخوزق”. الثورة السورية ضد الأتراك واعدام الثوار بالخازوق التركي .. في بدايات القرن العشرين انطلقت الثورة العربية السورية ضد حكم الأتراك الذين عاثوا فسادا في الأرض وخربوا ديار الشام وقضوا على كل أشكال الحضارة التي ازدهرت بها سوريا منذ قرون قبل التاريخ، فانتفض الشعب السوري معلنا الثورة على الفساد والطغيان، أجمع الباحثون على ان الثورة السورية الكبرى هي احدى أهم محطات النضال الوطني التي خاضتها الشعوب العربية في تاريخها التحرري، وانها احدى أهم الانتفاضات التي شهدها العصر الحديث في دول المشرقين، ذلك لأسباب كثيرة أهمها انها كانت استمراراً للتاريخ النضالي الذي احتضنته الأراضي السورية ضد الاحتلال العثماني، من ضمن هذه المعارك معركة «الكفر» التي وقعت في العام 1910 بين مجموعة من المجاهدين يقودهم ذوقان الأطرش وبين قوات الدولة العثمانية بقيادة سامي باشا الفاروقي الذي حمل على الجبل لكسر شوكته واخضاعه لسيطرتها، وكان نتيجة ذلك اعدام ذوقان عام 1911 بعد ان ترك وصيته الشهيرة التي قال فيها قبل لحظات من التفاف حبل المشنقة حول عنقه: (أوصي أبناء وطني ألا يثقوا بالدولة العثمانية أبداً.
رحلة الاستمتاع بالخازوق التركي للأسف نجد اليوم بعض من خوزق الأتراك أجدادهم يعتبرون تركيا منبع الحرية والديمقراطية ويلجأون اليها ويأتمرون بأوامرها ضد أبناء جلدتهم ناسين نصيحة المجاهد السوري الشهيد “ذوقان الأطرش” الذي قال وهو على حبل المشنقة “أوصي أبناء وطني ألا يثقوا بالدولة العثمانية أبداً”، لكن يبدو أن هناك من يتلذذ بالخوزقة، خاصة وأن الخازوق التركي قائما دائما أبدا، ولن ينكسر نصله الا على يد سوريا .
مذابح السيفو مجازر التطهير العرقي 1915م بحق أبناء شعبنا .. في الذكرى الخامسة والتسعين لمذابح السيفو مجازر التطهير العرقي 1915م بحق أبناء شعبنا المسيحي الكلداني السرياني الآشوري و الأرمني: أحب أن أقدم أجمل باقة ورد لأرواح آبائنا القديسين الميامين الذين جاهدوا الجهاد الحسن ولم يتزحزحوا عن إيمانهم بإلههم ومخلصهم قيد أنملة، ونالوا أكاليل الشهادة الواحد تلو الآخر وهم فرحين ومتأكدين أن لهم وطناً أفضل في ملكوت السموات ، رحمهم الله ورحمنا بصلواتهم جميعاً آمين ، كما أحب أن أقدم في ذكرى مجازرهم الرهيبة مشاركة متواضعة علنا نستعيد معاً ذكرى هذه المذبحة الرهيبة :
مذابح الآشوريين/الكلدان/السريان .. المذبحة السريانية: (تعرف أيضاً بأسم سيفو Sayfo، بالسريانية: ܣܝܦܐ أي السيف) هي المذابح التي أرتكبت بحق السريان الكلدان الآشوريين (أبناء الكنائس السريانية بشكل عام) في الدولة العثمانية في نهاية الحرب العالمية الأولى على يد تركيا الفتاة. الشعب السرياني الساكن في بلاد الرافدين، طور عبدين والمناطق التي تقع جنوب شرق تركيا وشمال غرب إيران كان هدفاً للقوات العثمانية (التركية والعشائر الكردية التي أرتكبت مجازر بحقه في المناطق المذكورة سابقاً خلال الأعوام 1924-1920 تحت قيادة تركيا الفتاة. أوضح الدارسون أن الضحايا السريان كانوا ما بين 500,000 إلى 750,000 ضحية. لقد كانت المذابح السريانية ذات أهمية توازي أهمية مذابح الأرمن ومذابح اليونانيين البونتيك. لكن على عكسهما، لم يكن هناك أي رد فعلي وطني أو عالمي بشأنها، وتم تصنيف المذبحة السريانية كجزء من مذابح الأرمن.
الى الامام والكفاح الثوري مستمر ضد جرذان بني صهيون
محسن الاخضر- عضو فعال
-
عدد المساهمات : 3298
نقاط : 5762
تاريخ التسجيل : 12/10/2013
مواضيع مماثلة
» المجازر التركية لماذا ينساها العرب ويتذكرها الأرمن؟
» المجازر التركية لماذا ينساها العرب ويتذكرها الأرمن؟
» لماذا تنكر واشنطن انتصار عين العرب؟
» العرب اللندنية:فجر ليبيا تطالب باستبعاد حفتر بتوصية من المخابرات التركية
» لماذا العرب والمسلمون مكروهون من العالم ؟! الاجابة هنا و لن تصدقها !!! 1
» المجازر التركية لماذا ينساها العرب ويتذكرها الأرمن؟
» لماذا تنكر واشنطن انتصار عين العرب؟
» العرب اللندنية:فجر ليبيا تطالب باستبعاد حفتر بتوصية من المخابرات التركية
» لماذا العرب والمسلمون مكروهون من العالم ؟! الاجابة هنا و لن تصدقها !!! 1
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العالمية والعربية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 9:31 pm من طرف larbi
» الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 793 من عناصره ونحو 6 آلاف مصاب
أمس في 9:30 pm من طرف larbi
» إعلام إسرائيلي: انفجار مسيرة في قاعدة عسكرية بمنطقة إلياكيم ووقوع إصابات
أمس في 9:21 pm من طرف larbi
» مسيّرة لحزب الله تراوغ دفاعات إسرائيل وتسقط في إلياكيم
أمس في 9:20 pm من طرف larbi
» حزب الله يستهدف قاعدة بحرية إسرائيلية ومقاتلوها يواصلون اشتباكاتهم المباشرة في القطاع الغربي
أمس في 9:19 pm من طرف larbi
» النتن ياهو حزين وسموترتيش غاضب.. حزب الله يقتل 6 جنود من نخبة جيش الاحتلال
أمس في 9:18 pm من طرف larbi
» حزب الله: رسالة من الأمين العام نعيم قاسم إلى مقاتلي المقاومة الإسلامية
الأربعاء نوفمبر 13, 2024 11:13 pm من طرف larbi
» يوم نوعي لحزب الله.. مسيرات وصواريخ تصل إلى مشارف تل أبيب وحديث عن استهداف مقرات عسكرية
الأربعاء نوفمبر 13, 2024 8:01 pm من طرف larbi
» حزب الله يهاجم مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب
الأربعاء نوفمبر 13, 2024 7:59 pm من طرف larbi
» القسام تعرض مشاهد لمعارك مقاتليها في جباليا استهداف الجنود وتفجير الدبابات من مسافة الصفر
الأربعاء نوفمبر 13, 2024 3:07 pm من طرف larbi