لسنا مرتزقة لنقبض ثمن دفاعنا عن الجزائر ووطننا العربي والإسلامي

زكرياء حبيبي

لم أفكر يوما في الرّد على التعاليق التي يكتبها البعض في عديد المواقع الإخبارية الإلكترونية، ردّا على مقالاتي، لقناعتي بأنه لابد من احترام الرّأي الآخر، وفسح المجال للنقاش البناء والكلمة الحرّة، لكن وللأسف الشديد، أن البعض وأمام عجزه عن انتقاد مقالاتي بشكل معرفي أكاديمي وبالأدلة والبراهين، يلجأ إلى السّب والشتم وما إلى ذلك.

شخصيا كنت ولا أزال أترفع عن الرّد على الانتقادات التافهة، لأن ذلك لن يسهم في إثراء النقاش، لكنّ ما حزّ في نفسي كثيرا، هو أن البعض لا يرى من خلفيات وبواعث لدفاعي عن العروبة والإسلام، وعن استقلالية وكرامة شعوبنا العربية والإسلامية، سوى أنني “تحصلت على أموال” من هذه الجهة أو تلك، كما كان الحال عندما اتهمني البعض بأنني قبضت المال من نظام العقيد الراحل معمر القذافي، وبعدها من “نظام الأسد”، ومرّات أخرى من جهاز المخابرات الجزائرية، وأخيرا من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي كتب مؤخرا أحدهم ردّا على مقال لي، بأنه أي الرئيس بوتفليقة “مكّنني من تقاعد مُريح”.

لهؤلاء ولكلّ من قد يلتحق بهم، أقول إنني لم أستفد من أي فلس لا من الجهات الخارجية أو الداخلية، لاعتبار وحيد قد لا يهضمه البعض، وهو أنني مهُوس بحبّ الجزائر قبل كلّ شيء، ومن المؤمنين بالدفاع عن هويتنا وكرامتنا كعرب ومسلمين، وأكثر من ذلك، قد لا يعرف البعض، أن مواقفي هذه كلّفتني منذ سنوات، قطع مورد عيشي، وبرغم ذلك كلّه واصلت الدفاع عن قناعاتي هذه، علما هنا كذلك أنني وليومنا هذا، لم أستفد حتى من حقي في السكن كبقية المواطنين الجزائريين، أو من قطعة أرض، في كامل التراب الجزائري، ومن يملك أي دليل على عكس ذلك فأرجو منه أن ينشره على الملأ، أما عن العطايا بالعملة الصعبة، من أنظمة خارجية، فكم سأكون ممتنّ لمن يعثر عليها حتى أتقاسمها معه، علما هنا أنني لا أملك أي حساب بريدي أو بنكي، داخل أو خارج الجزائر، لكنّني بالمُقابل أملك والحمد لله رصيدا من مبادئ ثورتنا المجيدة، التي تفرض عليّ أن أضحي وأواصل التضحية في سبيل الدفاع عن الجزائر أولا، وعن وطننا العربي والإسلامي، واليوم وإذ أقف جهارا نهارا في وجه بعض مُعارضي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، فليس من باب الإنتهازية، أو البحث عن قضاء مآرب خاصة، بل لتحصين مناعة الجزائر، التي بات يتكالب عليها القاصي والداني، في مُحاولة لتركيعها، خدمة لأجندات خارجية شيطانية، وعند فشلهم في تحقيق ذلك، بسبب السياسة الرشيدة والثاقبة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وتضحيات جيشنا الوطني الشعبي، وباقي الأسلاك الأمنية، وكل المخلصين للجزائر، انطلقوا في الهجوم على الجزائر ورموزها وعلى رأسها الرئيس بوتفليقة، راكبين موجة “الربيع العربي” مرّة، وصهوة الجهوية المقيتة مرّة أخرى، وكجزائري محب لبلده، لا يمكنني إلا أن أتخندق مع الخيّرين في هذا البلد وعلى رأسهم الرئيس بوتفليقة الذي ضحى حتى بصحته من أجل أن تتعافى الجزائر، وهنا وجب أن أوضح أن البعض رُبّما، لا يعلم عُمق العلاقات التي جمعت والدي رحمه الله جمال الدين حبيبي، وقبله جدي رحمه الله القائد الثوري سي الميلود حبيبي، بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة، إبان الثورة المجيدة، وبعد الإستقلال، فهي علاقات انبنت وتعززت جراء حبهم للجزائر لا غير، وقد يسجل البعض حدوث فتور مرحلي في علاقات والدي بالرئيس بوتفليقة، وهنا أؤكد أن الفتور لم يصل حدّ القطيعة، لأن أسبابه كما يعلم الجميع، هو تكالب بعض المسؤولين آنذاك على عائلة حبيبي، لأن والدي رحمه الله كشف فسادهم أمام الرأي العام، ورئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، ولاعتبارات تندرج في خانة “مصلحة الدولة”، تفادى الدخول آنذاك في صراع مع قوى الشرّ التي تكالبت علينا، لكنه مع مرّ الزمن، دفّعها الثمن غاليا، وهو ما يُحسب له، فالرجل كما عهده رفقاء الجهاد إبان الثورة المُباركة، لا يتحرّك بتسرّع، بل يختار التوقيت المناسب ليقول كلمته، وقد قالها.