تركيا والسعودية .. ولعنة الربيع

( تركيا ) أفرزت الإنتخابات ( الغير بريئة ) نتائج مفاجئة بحصول حزب أردوغان ( العدالة والتنمية ) لأول مرة نسبة 42% فقط مما منعه تشكيل الحكومة منفردا . وأيضا عدم حصوله على ثلثي الأصوات ممايمنعه من تغيير الدستور التركي الذي ينادي الحزب منذ سنوات بتغييره وإمكانية تحويل تركيا إلى النظام الرئاسي بدلًا من البرلماني . لتأتي بعدها الضربة القاصمة للظهر بفوز حزب الشعوب الديموقراطي الكردي بنسبة تقارب 13% من إجمالي الأصوات . وهو ما يمكنه من دخول البرلمان التركي لأول مرة في تاريخ الأكراد .
ضف إلى ذلك تصريحات أوباما الأخيرة بتحميل مسئولية توسع داعش للحكومة التركية بقوله أن آلاف المقاتلين الأجانب يتسللون إلى سوريا عبر تركيا قبل الانتقال إلى العراق . وطالب تركيا للتعاون بشكل أكبر في مراقبة حدودها مع سوريا.
فيما الإتحاد الأوروبي الذي تسعي تركيا جاهدة للدخول إليه بشتى الوسائل يرد على تركيا بتبني قرار في أبريل الماضي بإدانة تركيا بإرتكابها الإبادة الجماعية بحق الأرمن ودعا تركيا للإعتراف ومواجهة ماضيها وتفعيل الإتفاقيات مع أرمينيا .
كذلك (السعودية ) التي كانت لاعيا رئيسيا في حروب المنطقة بداية من العراق وسوريا ونهاية باليمن معتقدة أن الغرب سيكافئها بتحجيم إيران وقطر ودعمها سياسيا في المنطقة وتجنيبها أعاصير الربيع ومباركة وراثة آل سعود للحكم . أيضا يرد الغرب بتهميشها وسحب ملفات سوريا واليمن منها . وتحريك المنطقة الشرقية الشيعية داخل السعودية بعد التفجيرات الأخيرة . وتأتي الضربة القاصمة بالإتفاق النووي الغربي مع إيران . وإمتناع أمريكا عن إعطاء أي ضمانات أو تطمينات عن تداعيات ذلك الإتفاق . وتبعه تصريحات أمريكية من كولن باول بإنتقاد حرب السعودية في اليمن وسخريته منها ومن قدراتها وجيشها وضعف وزير دفاعها .
معطيات كثيرة تنبئ بأن أدوات الربيع إسلاميا ( تركيا والسعودية ) قادمة على أزمات عاصفة أستدرجها إليها الغرب . ليجنوا غباء وحماقة سياساتهم وإنصياعهم الكامل لإملاءات الغرب ومصالحه في المنطقة . مما جعلهم يقعون في فخ خطير وهو عداوة كل جيرانهم من جهة وتورطهم في دعم تنظيمات إرهابية لها جذورها في السعودية وخلقت خلاياها النائمة في تركيا . وتشجيع الأكراد بتركيا والشيعة بالسعودية لتكونا الدولتين على مشارف تغيير كامل في الخارطة السياسية وربما التقسيم أيضا .
فهل تحصد تركيا والسعودية لعنة الربيع . وتلدغ من حلفاء المؤامرة . ويبدأ موسم دموع الندم بعد شهر العسل المغشوش ... الفارس الليبي

عليهم اللعنة