هل سينجح المؤتمر الثانى للقبائل عند ضريح شيخ الشهداء ..؟

تجرى التحضيرات على قدم و ساق لأجل إنجاح عقد المؤتمر الثانى للقبائل و المدن الليبية قرب ضريح شيخ الشهداء عمر المختار بمنطقة السلوق و الذى حُدد له تاريخ ال ٢٣ من شهر يوليو المقبل .
حيث باشر سكان منطقة السلوق بعملية التحضير و التجهيز للمؤتمر من خلال توفير ظروف الإستقبال و المبيت و التأمين فى إنتظار وصول الوفود ، حيث تم تكليف لجنة برئاسة مسعود عمر العريفى قصد التواصل مع القبائل التى لم تعلن بعد حضورها ، و أُسندت مهمة تقديم مذكرة إحتجاج على مسودة ليون للسيد فضل الله هارون الشهيبى ، أما عملية تجميع أسماء مندوبى القبائل المشاركة فلقد أُسندت للسيد عبد الحميد أحمد الكرة لتشكيل اللجنة التحضيرية للمؤتمر الثانى .
عموما أي مبادرة لعقد أي حوار ليبى - ليبى داخل الأراضى بين مختلف القبائل الليبية و بإشراف من الليبيين أنفسهم أمر ضرورى و مرحب به ، لأن لو إتفقت القبائل الليبية على كلمة واحدة منذ بدأ العدوان ما وصلنا لهذا المنحدر الرهيب و لما إستمرت الأزمة لهذا اليوم.
لكن السؤال الذى يطرح نفسه اليوم هو : ماذا فعلنا فى المؤتمر الأول حتى نطمح فى إنجاح مؤتمر ثانى ..؟
و هل تملك كل قبيلة قرارها السيادى بنفسها ..؟
و ما مدى هامش الحرية الذى تملكه كل قبيلة فى ظل الفوضى الخلاقة التى تعم البلاد ..؟
و أي تأثير للدول و للمصالح و للنفود المالى على هذه القبيلة أو تلكم القبيلة ..؟
نظريا بوادر إنجاح هذا المؤتمر الثانى يمكن أن تتجسد ميدانيا خاصة و أن ثانى البنود المذكورة فى ورقة التحضير هي تقديم مذكرة إحتجاج على مذكرة ليون و فى هذه يتقف كل الشرفاء معهم ، لكن واقعيا المشكلة تكمن فى قيادات بعض القبائل التى وقفت موقف مخزى من العدوان و بالضبط مواقف مجالسها العسكرية التى تتحكم فى كل الأمور ، فقبيلة الزنتان مثلا تتبع بصفة شبه كلية لدولة الإمارات العربية و بعض قبائل الشرق ماتزال تقبض فى مرتبات دورية من دولة قطر فضلا عن التدخل الإستخباراتى هنا و هناك .
إن نجاح أي مؤتمر قَبَلى يُعقد فى ليبيا يحتاج لشرط وحيد يتمثل فى إستقلال القرار القبلى عن أي تدخل خارجى و هذا الشرط غير متوفر مع كل القبائل ، لكنه موجود لذى القبائل الكبرى الشريفة و على رأسها قبيلة ورفلة فأي إجتماع لا يحضره وفد المجلس الإجتماعى لبنى وليد يُعتبر إجتماع فاشل.
قالها لكم الشهيد الصائم ابو منيار ( شدُّوا الجردان ) لو أن كل قبيلة فى ذلك الوقت (شدّت) جردانها ما وصلنا لهذا الدرك الأسفل ، و اليوم يُعاد صياغة نفس القول لأنه ما يزال صالح ( شدُّوا المسلحين ) لو أن كل قبيلة ( شدّت) مسلحيها ما تواصلت الفوضى الأمنية و السياسية و الإقتصادية فى هذا البلد الجريح.
فى النهاية يبقى الحوار بين مختلف القبائل الليبية هو الحل الدائم و الأمثل مادام الحل العسكرى مُدمر للعباد و للبلاد ، الله يحمى الجماهيرية .

لﻻسف طالما هناك قبائل تاخد فى التعليمات من دول خارجية فالمؤتمر سيكون فاشﻻ باﻻضافه انه هناك اطراف مستفيدة من هده الفوضى يتحاول افشاله ايضا